«لا يتخيل أحد أن ينحصر تاريخ الزعيم «أحمد عرابى» فى متحف فارغ ترتع فيه الحشرات وحارسين يتقاضون جنيهات، ومنزل مازال محافظًا على تاريخه وشموخه وفقره، ليظل شاهدًا على البيئة التى ولد وتربى فها أحد أبرز الزعماء فى تاريخ مصر، وبعض وثائق تاريخية ربما لا يعلم المسئولون قيمتها، وحفيد مازال يعانى الأمرين فى الحصول على مستحقات جده، أو تكريم يليق بحجم ما فعله لاسترداد كرامة المصريين. عرابى محمد عرابى -حفيد الزعيم - الذى يجلس دائمًا أمام المتحف الخالى، يتذكر ما رواه له والده عن جده ونشأته، قال ل «فيتو» : ولد الزعيم أحمد عرابى فى 1 أبريل 1841 بقرية هرية رزنة، وكان والده عمدة القرية والحقه بالتعليم الدينى، وكان يعمل وقتها أيضًا فلاحًا بالأرض، إلى أن أصبح شابًا، وتم أخذه الى «الجهادية»- الخدمة العسكرية- استطاع بفضل عشقه تراب الوطن أن يرتقى سلم الرتب العسكرية سريعًا حتى وصل إلى رتبة «بكباشى». وكانت حياته تسير ما بين عمله بالجيش وتردده على القرية والاهتمام بأرضه، حتى صدر قرار بطرد الضباط المصريين من الجيش المصرى، وبرر الخديوِ ذلك بأن البلاد هى إرث عن آبائه وأجداده، وأن المصريين عبيد إحسانهم وليست لهم أى مطالب. بعدها خرج الزعيم وسط أبناء الجيش المصرى، ووقف فى مواجهة الخديوِ قائلًا جملته الشهيرة: « لقد خلقنا الله أحرارًا ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا، فو الله الذى لا إله إلا هو لا نورث ولا نستعبد بعد اليوم».. وقام الزعيم بحشد الأمة وراءه للضغط على الخديوِ للتراجع عن قراراته، وبالفعل استجاب لهم، وتم وضع دستور للبلاد، وتولى «عرابى» منصب ناظر الجهادية (وزير الدفاع الآن). «عرابى» الحفيد قال إن جده كان أول وزير حربية مصرى، وهو من أنشأ الجيش المصرى المشهود بوطنيته وشجاعته، وأضاف «عرابى» الحفيد: إن الزعيم جمال عبد الناصر قد أمر بإنشاء متحف خاص بجده فى قريته بعد ان ذهب فى زيارة للهند ورأى تمثالًا له هناك، ورأى حجم اعتزازهم وعشقهم لأحمد عرابى، مؤكدًا أن والده التقى الرئيس «عبدالناصر» وطالبه باسترداد حقوق عرابى وأصول ثروته التى تبلغ 800 فدان، ووعده عبدالناصر بذلك، ولكن بعد الانتهاء من إزالة آثار العدوان الإسرائيلى على مصر. وكما فعل عبدالناصر فعل السادات ووعد بالفعل بعودة حقوق عرابى لعائلته، إلا أن موت الأول ومقتل الثانى حال دون ذلك، أما الرئيس المخلوع مبارك فلم يستجب نهائيًا لمطالبنا أو شكاوانا، وأكد الحفيد تقدمه بالكثير من الشكاوى لوزير الدفاع السابق «حسين طنطاوى» لذكره أن جده هو من جعل للجيش المصرى كرامة وأعاد بناءه من جديد، إلا أن أحدًا لم يستجب له حتى الآن، وأن ما حاول المسئولون بالمحافظة فعله هو إحالة أوراق الحفيد إلى الشئون الاجتماعية لصرف معاش، إلا أن ذلك لا يتناسب أبدًا مع قيمة ومكانة الزعيم الراحل ولا يتناسب مع عزتهم وكرامتهم التى ورثها عن جده.