«إخوان الخارج» يستعينون ب«مراكز بحثية» للسيطرة على أفكار المتشددين.. وقسم الطلاب يتولى مهمة «السوشيال ميديا» وكشفت مصادر من داخل الجماعة، عن تصدي قادة جبهة العنف في الإخوان، لبحث كيفية الرد على حمى المراجعات التي تزداد يوميا من شباب الإخوان الذين تحملوا فواتير الجماعة في السجون منذ 2013 وخاضوا نقاشات فكرية مستفيضة، خرجوا منها وهم ينصحون أعضاء التنظيم بضرورة القراءة والبحث خارج ما تفرضه التنظيمات المتطرفة على أعضائها من أفكار، وهو الأمر الذي يشكل ضربة في مقتل للإخوان بهذا التوقيت الحرج. بحسب المصادر، ما يزعج الإخوان في كلتا الجبهتين، هي الطريقة التي يجب الرد بها على اعترافات المنشقين، دون الابتعاد عن قيم كل جبهة، فالعواجيز لا لغة لديهم إلا الكبر والتعامل بطريقة أقرب إلى التقديس مع كل ما يتناول مؤسس الجماعة حسن البنا وسيرته، ولهذا لم تخرج جبهة الكبار برأي موحد في الاجتماعات الساخنة التي عقدتها، خصوصا أن أغلبهم لا يتحمس للرد من الأساس على مراجعات الشباب. أما الجبهة الأخرى التي تتفاعل مع الأحداث، فتميل إلى إنتاج دراسات موسعة تغازل بها الشباب، وفي سبيل ذلك تدير جبهة الكماليين حاليًا نقاشات موسعة عبر لقاءات مستمرة لقياداتها في تركيا، للرد وفق أدبيات الجماعة الفكرية على ما يقوله قائد فريق المراجعات بالسجون. وتضرب جبهة العنف ألف عصفور بحجر واحد من هذه الأزمة، تزايد على الكبار وتضعهم في حرج بالغ بالرد على المنشقين، من أفكار حسن البنا نفسه، ومن ناحية أخرى تدافع بقوة عن قيادات السجون الذين يُهّاجمون بشدة من فريق المراجعات، ويسمونهم ب«متشددي الإرهابية بالزنازين»، بعدما حاربوهم بشتى الطرق داخل السجون، لإبعادهم عن طريق الهروب من خندق الإخوان. ويهدف الكماليون إلى مغازلة عموم الصف الإخواني بأدبيات الجماعة القديمة عبر تذكيرهم بمتاعب الدنيا وهمومها والتحذير من أطماعها وذنوبها التي تعوقهم عن الاستقرار بالنهاية في جنة السماء، بالإضافة إلى تذكيرهم بمجتمع الإخوان المثالي على الأرض، وجنتهم التي لا مكان فيها للأحقاد، ولا يجمعهم ببعضهم فيها مصلحة دنيوية، والتي لن يجدوا من خلالها إلا أخوّة صافية، وقرب من الله ودعوة في سبيله، باعتبارها في النهاية «رسالة البنا»، هدية الإمام للإسلام والمسلمين. ويعهد الكماليون إلى المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية، الذي يديره القيادي الإخواني عمرو دراج، ومركز دراسات «إخوان بوست» تحت التأسيس، والذي أطلق موقعا إلكترونيا لإعادة تقديم رسالة الإخوان للرد على المنشقين بطريقتهم، وسيتم تمريرها بخبث شديد ضمن الرسائل الأسبوعية التي تحافظ على صورة مجتمع الإخوان الملائكية التي تجعل المنتمي إليه يشعر بعدم الاحتياج للبشرية جمعاء، ويغنيه عن أصدقائه وأهله الأقربين بأناس أقرب منهم عبر تلك التميمة السحرية للجماعة المسماة ب«الأخوّة»، المفتقدة في عالم ما دون الجماعة، بحسب وصفهم. إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني الأسبق، وأحد أهم الكوادر الذين كان يعهد إليهم مسئولية توجيه النشء، يؤكد أن دراسات الإخوان من استراتيجيات الجماعة التي تعوض الصف عن تجنب النقاش العام حول نواياها الحقيقية لتسويق الخطاب القديم الذي يرسخ فيهم أنهم ضحايا النزاعات العنصرية المعادية للمسلمين بالداخل والخارج، وهي الرسالة الدائمة لهم منذ قديم الأزل، والتي تجعل الجماعة تتحكم بقوة في شخوص أفراد الإخوان، موضحا أنها توهمهم بأن هذه القناعات هي السبيل الوحيد لإقامة مشروع التمكين المتعارض كلية مع القيم الوطنية والقومية للدولة المصرية، بحسب وصفه. ويؤكد ربيع ل«فيتو» أن قسم الطلاب في الإخوان سيتولى بث وترويج أبحاث الجماعة حال صدورها بالفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا أن شباب الجماعة لديهم خبرة كبيرة بالتعامل على الإنترنت بشكل عام، ناتج عن تعاقد الإخوان الدائم مع شركات العلاقات العامة الدولية لإدارة كياناتها إعلامية في الداخل، بالإضافة إلى مواقع التواصل لترويج الشائعات ونشر الأكاذيب، وفبركة الفيديوهات لإشاعة الإحباط وفقد الثقة في إدارة البلاد، مشيرا إلى أن رد الكماليين على المراجعات لن يخرج عن ذلك. من ناحيته، قال سامح عيد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، إن مراجعات الإخوان في السجون ماضية في طريقها، ولن توقفها حيل الجماعة، موضحا أن التراجع عن جماعات العنف والتنظيمات السرية أمر إيجابي سواء كانت حقيقة أو مناورة سياسية، لافتا إلى أن الاعتراف بالخطأ أمر غير متبع في سلوكيات المنتمين للإخوان تحديدا.