كشف المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص التفاصيل الكاملة لقصة ذبح الأقباط المصريين في مدينة سرت. وأوضح المركز الإعلامي بأنه من ضمن ما أفضت إليه النتائج الأولية للتحقيقات مع عناصر داعش الإرهابي الذين قُبض عليهم أثناء عملية البنيان المرصوص، هو الكشف عن المقبرة الجماعية التي دُفنت فيها جثامين من قتلوا ذبحًا على أيادي عناصر التنظيم ليبثها في إصدار حمل عنوان رسالة موقعة بالدماء. كما أن المركز الإعلامي التقى أحد عناصر داعش، الذي كان شاهد عيان على الجريمة المروعة، حيث كان جالسا خلف كاميرات التصوير ساعة الذبح، كما كان حاضرا ساعة دفنهم جنوب سرت، وقد قاده القدر في 2016 ليكون صيدا بحوزة مقاتلي قوات البنيان المرصوص، ومن هنا بدأت القصة. وأضاف الشاهد: "في أواخر ديسمبر من عام 2014 كنت نائما بمقر ديوان الهجرة والحدود بمنطقة السبعة بسرت أوقظني أمير الديوان هاشم أبو سدرة، وطلب مني تجهيز سيارته وتوفير معدّات حفر.. ليتوجه كلانا إلى شاطئ البحر خلف فندق المهاري بسرت، وعند وصولنا للمكان شاهدت عددًا من أفراد التنظيم يرتدون زيًّا أسود موحدًا وواحد وعشرين شخصا آخرين بزي برتقالي، اتضح أنهم مصريين، ما عدا واحد منهم أفريقي. كانت الطقوس الجنائزية قد بدأت بل وتكاد تصبح إصدارًا مرئيًّا سيُرعب العالم" يقول الشاهد: "وقفت مع الواقفين خلف آلات التصوير، وعلى رأسهم المدعو أبو المغيرة القحطاني، والي شمال أفريقيا وعرفت من الحاضرين أن مشهدا لذبح مسيحيين سيتم تنفيذه لإخراجه في إصدار للتنظيم". ويصف الشاهد بعض تفاصيل المكان الذي حدد خلف فندق المهاري بسرت، فيقول "كان بالمكان قضيبان فوقهما سكة متحركة عليها كرسي يجلس فوقه محمد تويعب أمير ديوان الإعلام، وأمامه كاميرا وذراع طويلة متحركة في نهايتها كاميرا يتحكم بها أبو عبد الله التشادي سعودي الجنسية، وهو جالس على كرسي أيضا إضافة إلى كاميرات مثبتة على الشاطئ فيما كان أبو معاذ التكريتي، والي شمال أفريقيا، بعد مقتل القحطاني، المخرج والمشرف على كل حركة في المكان فهو من يعطي الإذن بالتحرك، والتوقف للجميع، فقد أوقف الحركة أكثر من مرة لإعطاء توجيهات خاصة لأبو عامر الجزراوي والي طرابلس ليُعيد الكلام أو النظر باتجاه إحدى الكاميرات.. وقد توقَّف التصوير في إحدى المرات عندما حاول أحد الضحايا المقاومة، فتوجه إليه رمضان تويعب، وقام بضربه، أما بقية الضحايا فقد كانوا مستسلمين بشكل تام إلى أن بدأت عملية الذبح، حيث أصدروا بعض الأصوات قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة". ويتابع: "كان التكريتي لا يتوقف عن إصدار التوجيهات إلى أن وضعت الرءوس فوق الأجساد، ووقف الجميع بعد ذلك، طلب التكريتي، من الجزراوي، أن يغير من مكانه، ليكون وجهه مقابلا للبحر، ووضعت الكاميرا أمامه، وبدأ يتحدث كانت هذه آخر لقطات التصوير، بعد انتهاء العملية أزال الذين شاركوا في الذبح أقنعتهم، يقول الشاهد.. فتعرف على كل من وليد الفرجاني، جعفر عزوز، أبو ليث النوفلية، حنظلة التونسي، أبو أسامة الإرهابي وهو تونسي، أبو حفص التونسي، فيما كان الآخرون سمر البشرة، فيما كان أبو عامر الجزراوي قائد المجموعة، وهو من كان يلوح بالحربة ويتحدث باللغة الإنجليزية في الإصدار". وأخيرا يقول الشاهد: "أمر القحطاني بإخلاء الموقع.. فكانت مهمتي أخذ بعض الجثث بسياراتي والتوجه بأمرة المهدي دنقو، لدفن الجثث جنوب مدينة سرت في المنطقة الواقعة بين خشوم الخير وطريق النهر". يشار إلى أن هذه الشهادة المهمة هي التي قادت النيابة العامة، إلى مكان دفن الجثث، حيث تم الكشف عليها صباح يوم الجمعة 6 أكتوبر 2017 لتستكمل باقي الإجراءات، من أخذ الحمض النووي، ثم تسليم الجثث إلى ذويها. وليسدل الستار على جريمة بشعة أرَّقت الرأي العام العالمي لسنوات.