جومانا مراد: سوريا ليست محاصرة ولا مذابح بالشوارع!

لست فنانة «مسيسة» .. ولا تهمنى البطولة المطلقة
نعيش العصر الذهبى للدراما وأعترف بإدمانى النجاح
النجمة السورية جومانا مراد استطاعت أن تحجز لنفسها مكانا خاصا فى عالم الفن المصرى، وتدخل سباق شهر رمضان القادم بمسلسل "فرعون"، والذى تعتبره عملا سينافس بقوة بسبب موضوعه الشيق الذى يكشف الستار عن كواليس علاقة السلطة برجال الأعمال، «فيتو» التلقت جومانا فى حوار حول المسلسل ورأيها فيما يحدث فى بلدها «سوريا» .. وأشياء أخري..
ماذا عن مسلسل "فرعون" ودورك فيه؟
- مسلسل "فرعون" مختلف تماما عما اعتدنا مشاهدته خلال الأعوام الماضية، فموضوعه المكتوب بحرفية شديدة يلقى الضوء على المتغيرات والظواهر الاجتماعية التى طفت على السطح بعد الثورة، وكل هذا فى إطار من الغموض والتشويق، وأجسد شخصية "سحر" وهى المرأة المتطلعة التى ترافق رجب فرعون، «خالد صالح» منذ بداية حياته، ونظرا لطموحها الزائد عن الحد تقرر الارتباط بأحد رجال الأعمال، وتستمر علاقتها بفرعون حتى مقتلها، وتبدأ رحلة البحث عن القاتل، ويتهم فيها بعض رجال الأعمال ممن ربطتهم علاقة ب «سحر».
وكواليس العمل ممتعة جدا، ونحن جميعا ملتزمون بجدول التصوير حتى نستطيع عرض العمل فى رمضان المقبل، وأنا سعيدة بالعمل مع النجم خالد صالح، وقد عملنا سويا فى فيلم "كف القمر"، ونعمل لأول مرة فى الدراما سويا فى هذا المسلسل الذى جمعنى بالمخرج المتميز محمد على، لأنه مخرج متمكن من أدواته وحققت أعماله الدرامية خلال الأعوام الماضية نجاحا كبيرا.
هل يمثل لكم اقتراب الموسم الرمضانى أى عامل ضغط خاصة أنكم بدأتم العمل فيه متأخرين؟
أقوم بعملى على أكمل وجه، وأؤمن أن العمل تخصصات، فالشركة المنتجة هى المسئولة عن تحديد موعد لبدء العمل ووضع خريطة وجدول زمنى للانتهاء من المسلسل، وأنا فنانة محترفة، وأرى أننا سننتهى من العمل فى الموعد المحدد.
كيف ترين موسم الدراما الرمضانية القادم؟
- أرى أننا هذا العام ستتاح أمامنا فرصة العودة إلى العصر الذهبى للدراما، والتى كنا نرى خلالها أهم الأعمال الدرامية العربية، خاصة أن الموسم الدرامى هذا العام سيشهد منافسة كبيرة رغم قلة الأعمال المنتجة مقارنة بالأعوام الماضية، فالمشاهد لأول مرة ومنذ عدة سنوات سوف تتاح له فرصة متابعة معظم الأعمال المعروضة بتركيز شديد، من دون الزحام الرمضانى المعتاد، وهذا يحملنا جميعا مسئولية كبيرة فيما نقدمه، خاصة أن المنافسة لم تعد سهلة فى عصر الفضائيات المفتوحة.
كيف ترين سيطرة البطولات الجماعية على أعمال هذا الموسم؟
- الدور الجيد دائما ينادى صاحبه، ولا يهمنى عندما أقبل دورا أن يكون بطولة مطلقة أو جماعية، كل ما يهمنى أن يكون الدور جيدا فأنا لست ممن يقيسون الأدوار بالمساحة، فحكمى على الدور يعتمد على أهميته ومدى تأثيره، وهو ما وجدته فى المسلسل.
وهل ترين أن البطولة الجماعية من الممكن أن تقضى على فكرة البطل الأوحد؟
- قدمت العديد من الأعمال التى شاركت فيها فى بطولة جماعية، سواء فى السينما أو الدراما التليفزيونية، وقدمت بطولات مطلقة فى أعمال أخرى، فالمقياس الحقيقى بالنسبة لى هو جودة العمل والدور والجديد الذى سيضيفه لى كفنانة تعشق تقديم أدوار مختلفة ومتنوعة، وأعتبر نفسى "مدمنة نجاح"، وعندما أدخل عملا فنيا أبحث فى المقام الأول عن عناصر النجاح فيه، ابتداء من النص واسم المخرج والفريق الذى يشاركنى العمل، واعتبر نجاحى ضمن فريق عمل مميز نجاحا فرديا، فالفن لعبة جماعية ككرة القدم وليس كالتنس، وأعشق اللعب الجماعى ويهمنى الفريق الذى سيلعب معى.
لماذا لم تكررى تجربة البطولة المطلقة فى التليفزيون بعد نجاحك فى مسلسل "شاهد إثبات"؟
- لقد تعمدت هذا الغياب خاصة بعد أن شاركت فى العديد من الأعمال، ومنها تقديم 90 حلقة من مسلسل "مطلوب رجال"، بالإضافة إلى الموسم الثانى من برنامج "توب شيف"، وغيرها من الأعمال، لكن ما يحدث فى عالمنا العربى سياسيا جعلنى أتوقف لفترة حتى أتمكن من الجلوس مع نفسى ومراجعة ما قدمته فى الفترة الماضية وأضع خطة لما سأقدمه خلال الفترة القادمة.
ما سر قبولك تجسيد دور الأم لشابين فى مسلسل "مطلوب رجال"؟
- أعرف أن هناك قطاعا كبيرا من الناس قد اندهش عندما شاهدنى أما، لكن دهشتهم تحولت لإعجاب بنجاحى فى تجسيد تلك الشخصية، فأنا أحب الشخصيات والأعمال التى تمثل لى تحديا كبيرا لأنها تستفز موهبتى وقدراتى الفنية.
ما الفرق بين الدراما السورية والمصرية؟
- أنا لا أحب أن أفرق بينهما، فالدراما عربية، وهمومنا وأحلامنا واحدة ومشتركة، ولا بد لنا من دعم هذه الصناعة وأن نقدم أعمالا مشتركة تقدم هموم العالم العربى والمواطن العربى.
هل ترين أن نجاح الدراما التركية أثر على نجاح الدراما العربية؟
- لم يؤثر نجاح الدراما التركية على الدراما العربية، لكنّ هناك فروقا بيننا وبينهم فى عدة نقاط ولا يعرفها الكثيرون، فالمسلسلات التركية يتم تصويرها بطريقة التسلسل وليس كما نفعل نحن فى الأعمال عندنا، بأن نصور الحلقة الأخيرة فى بداية العمل، وهذه الطريقة التى يصور بها الأتراك أعمالهم تتيح لهم فرصة معرفة مدى ردود الأفعال تجاه شخصيات فالمسلسل، أيضا يركز الأتراك على الجانب الجمالى فى الصورة وإبراز مناطق الجمال عندهم .
يقال دائما إن جومانا فنانة محظوظة، فهل تؤمنين بالحظ؟
- أنا أؤمن بالحظ، ولكن الذكاء مطلوب مع الحظ، فقد احترفت الفن بالصدفة البحتة، لذلك أنا مهمومة دائما بالمشاهد، وفى حالة قلق دائم لتقديم الجديد دائما .
ما هو الدور الذى تتمنين تقديمه؟
- هناك العديد من الأدوار التى أريد تقديمها، لذا أسعى دائما إلى تقديم أدوار لم أقدمها من قبل، ولا يوجد دور محدد أتمنى تقديمه.
بعد نجاح فيلم "الحفلة"، ما هى مشاريعك السينمائية المقبلة؟
- لدى بالفعل عدة مشاريع سينمائية سوف أتحدث عنها عندما أستقر على تقديم أحدها .
لماذا تتجنبين الحديث عن مواقفك السياسية؟
- لست فنانة مسيسة، بالإضافة إلى أننى ضد المزايدات فى هذه المواقف، لأن كل سورى يحمل بداخله قدرا كبيرا من الوطنية طالما عاش فى هذا البلد وتذوق خيراته، وما يهمنى فى الأساس أن يكون الشعب السورى مرتاحا وأن يشعر بأمان، لأن الثورة لم تأت من فراغ، ومن العيب أن نختصر ما يحدث بموقف (مع أو ضد)، لأن دم الشهداء أثمن من كل هذه العبارات، وأريد أن أقدم عزائى لكل أم فقدت ابنها أو طفلها فى هذه الأحداث، وأتمنى من الله أن يحمينا من شر الفتن.
وهل ما زالت عائلتك تعيش فى سوريا حتى الآن؟
- سوريا ليست محاصرة، والمواطنون لا يذبحون فى الشوارع كما يصور البعض، وهناك مناطق مستقرة، وما زلت أتردد على سوريا من حين إلى آخر.