تظل سيناء المنطقة التى يغازل بها الرؤساء الشعب، ويجدون فى مساحاتها الشاسعة وكنوزها الكثيرة مجالا للأحلام والخطب، ولكنها تبقى فى النهاية مشاريع على ورق وحديثا أمام كاميرات. وعلى نفس الطريقة خصص مشروع النهضة الذى نجح به الرئيس محمد مرسى، محورا من أربعة محاور للحزب، ضمن المشاريع القومية الكبرى، مؤكدا أن سيناء هى قاعدة انطلاق نحو مصر المستقبل وهى أساس النهضة مصر. وأكد مشروع الرئيس أهمية إنشاء شبكة خطوط سكة حديدية لتعمير سيناء لتعزيز الأمن القومى وخدمة المناطق الصناعية والتعدينية الجديدة وخدمة موانئ البحر الأحمر، بالإضافة إلى تخفيف الضغط عن الخط الغربى الحالى. وفى المجال الزراعى، وفقا لما نشرته "بوابة الحرية والعدالة" عن برنامج النهضة فى سيناء، فإن البرنامج دعا إلى إقامة مشروع تعمير سيناء بزراعة 400 ألف فدان، على أن تتم إعادة التخطيط العمرانى والسكانى فى سيناء، واستغلال الأراضى والثروات بشكل علمى وعملى بما يخدم توجهات الأمن القومى؛ حيث يمكنها استيعاب عدة ملايين من المواطنين، وتمثل هذه الكتلة البشرية عائقًا أمام الأطماع الصهيونية من ناحية، إضافةً إلى استغلال الأراضى الزراعية، وزيادة النشاط التعدينى والصناعى واستيعاب الأيدى العاطلة. وطبقًا للجنة التنمية والتخطيط بالحزب، فقد وُضعت خطة استراتيجية لتنمية وتطوير شبه جزيرة سيناء، تتلخص فى توطين 3.5 ملايين نسمة، مع توفير قرابة مليون فرصة عمل، خلال دمج سيناء فى البناء الاقتصادى والاجتماعى لبقية أقاليم مصر، ضمن خريطة استثمارية متكاملة، زراعية وصناعية وتعدينية وسياحية وعمرانية وأمنية. وتقوم الخطة على تقسيم منطقة سيناء إلى خمسة أقاليم تنموية رئيسية تبعًا لمقومات التنمية؛ حيث يختص إقليم شمال سيناء وعاصمته العريش بالمشروعات الزراعية والتجارية والصناعية ورعى الماشية، وإقليم وسط سيناء يختص بمشروعات التعدين والصناعات الصغيرة، وإقليم غرب سيناء (القنطرة) ويختص بمشروعات الزراعة والتجارة والرعى، وإقليم جنوب شرق سيناء (نويبع) ويختص بالمشروعات السياحية، وإقليم جنوب غرب سيناء (الطور) ويختص بمشروعات السياحة والتعدين واستخراج البترول. كما تهدف خطة التنمية إلى إنشاء جامعة حكومية توزع كلياتها على عواصم الأقاليم التنموية الخمسة بحسب مقومات التنمية، بالإضافة إلى إنشاء 50 ألف فصل دراسى موزعة على 5 آلاف مدرسة لجميع مراحل التعليم المختلفة تغطى 120 مدينة وقرية، موزعة فى جميع أنحاء سيناء. كما تشمل الخطة أيضًا إنشاء 5 مدن كبيرة و20 مدينة متوسطة و100 مدينة صغيرة وقرية، بالإضافة إلى إنشاء وتطوير 10 طرق رئيسية و3 أنفاق تربط بين "العوجة ونخل وطابا والعريش ورفح ونويبع والبحيرات المرة وبئر الحسنة وكاترين ورأس سدر ورمانة ورفح وبئر العبد والعريش وشرق التفريعة وشرم الشيخ وعيون موسى". وتستهدف الخطة تطوير خطوط السكة الحديد الثلاثة التى تربط محافظة سيناءبالسويسوالإسماعيلية، وإنشاء وتطوير 4 موانئ "شرق التفريعة وعيون موسى والعريش ونويبع"، ومطارات هى "شرق التفريعة، وعيون موسى ونويبع والعريش ورأس النقب وشرم الشيخ ودهب وسانت كاترين". وفى المجال الزراعى، كشفت الخطة أن مساحة الأراضى القابلة للاستزراع تبلغ 900 ألف فدان كأراضٍ جيدة، و1300 فدان أراض متوسطة، خاصة مع توفر مياه صالحة للشرب عبر ترعة السلام وسحارة أخرى أسفل قناة السويس عند الدفرسوار تغذيها مياه ترعة الإسماعيلية، وهى بالتالى تغذى ترعة طولها 66 كيلومترًا شرق البحيرات لاستزراع 30 ألف فدان، بالإضافة إلى ماء النيل الذى يصل العريش والطور عبر خطين من الأنابيب، بجانب المياه الجوفية وتحلية ماء البحر. كما تحتاج سيناء إلى إنشاء 3 مشروعات لإنتاج الطاقة تتمثل فى إنشاء خط غاز يصل حتى مدينة النخل لتغذية محطة كهرباء بطاقة 600 ميجاوات، وإنشاء محطة كهرباء فى شرق التفريعة بطاقة 600 ميجاوات، وإنشاء شبكات ربط كهربى تغطى كل مدن وقرى سيناء، كما تستهدف الخطة إدخال عدة صناعات لشبه جزيرة سيناء تتمثل فى صناعة مواد البناء، والصناعات الكيماوية، والصناعات المعدنية، وستشمل صناعات مواد البناء (مصنعين لإنتاج الأسمنت بطاقة إجمالية 2 مليون طن فى السنة، ومصنعًا لإنتاج السيراميك والقيشانى والأدوات الصحية بطاقة 15 ألف طن فى السنة، ومصنعًا لإنتاج الزجاج المسطح بطاقة 100 ألف طن فى السنة) فى حين تشمل الصناعات الكيماوية معمل تكرير بترول بطاقة 100 ألف برميل يوميًّا، ومصنعا لإنتاج كربونات الصوديوم والصودا الكاوية بطاقة 100 ألف طن فى السنة، وفى مجال الصناعات المعدنية تستهدف الخطة (التوسع فى مصنع الفيرومنجنيز ليصل إلى طاقة 500 ألف طن فى السنة، ومصنع سماد فوسفاتى على مصادر سيناء بطاقة 500 ألف طن فى السنة). وفى مجال التعدين فإن سيناء تنقسم إلى 7 مناطق بحسب توزيع المعادن الطبيعية، ومن بينها منطقة العريش والمغارة؛ حيث تهدف خطة الحزب بها إلى استخراج الفحم من منجم الصفا مع تأكيد احتياطيات فحم جديدة وتنميتها، واستخراج أحجار الزينة من جبل يلق، وصناعة الأسمنت من حجر جيرى فى جبل لبنى، واستخراج الكبريت الطبيعى مع إقامة صناعة حامض كبريتيك المتوفر بكثرة فى تلك المنطقة. ومن بين مناطق التعدين فى سيناء سيتم استخراج الرمال السوداء وإنتاج ملح الطعام والصودا الكاوية وكربونات الصوديوم والزجاج، بالإضافة إلى منطقة عيون موسى وتهدف الخطة بها إلى توليد كهرباء تعمل بالفحم من منجم المغارة ومن طبقات الفحم الغائرة بتكنولوجيا الإسالة واستخراج الجبس من وادى الريانا وتصنيعه، وكذلك استخراج الجبس على نطاق واسع وتصنيعه. كما توجد منطقة أخرى، وهى سانت كاترين الغنية بالجرانيت وبعض الصخور النارية كأحجار الزينة، لافتًا إلى أنه يمكن الاستفادة من مصادر النحاس والينوبيوم والتنتالوم والعناصر الأرضية النادرة والعناصر المشعة، فى حين يمكن استخراج الكبريت والفحم من منطقة بلاعيم البحرية، مشيرًا إلى أن منطقة شرم الشيخ غنية بصخور "الألبيتيت" الحاملة للفلسيار الصوديومى، والنحاس والذهب والمنجنيز.