عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، جلسة مباحثات بمقر القصر الرئاسي في فيتنام مع (تران داي كوانج)، رئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية. واستهل رئيس فيتنام المباحثات بالترحيب بالرئيس السيسي، مشيرًا إلى أن زيارته تكتسب أهمية خاصة في ضوء أنها أول زيارة لرئيس مصري لفيتنام منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1963، وكانت مصر من أولى الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع فيتنام. وأشاد "داي كوانج" بدور مصر التاريخي في الدفاع عن قضايا الدول النامية ومساندة حركات التحرر وإنشاء حركة عدم الانحياز، كما أشاد بحكمة ودور القيادة السياسية المصرية وما حققته من إنجازات على مدى الأعوام الثلاثة الماضية على صعيد ترسيخ أمن واستقرار مصر، واستعادة دورها الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية، فضلًا عن مواصلة جهود تحقيق التنمية الاقتصادية وزيادة الاستثمارات. وأكد رئيس فيتنام أن زيارة الرئيس السيسي ستعطي زخمًا كبيرًا لدفع العلاقات بين البلدين والعمل على الارتقاء بالتعاون الثنائي في كل المجالات لصالح الشعبين الصديقين. ومن جانبه أعرب الرئيس السيسي عن تقديره للرئيس الفيتنامي لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا حرص مصر على تطوير التعاون مع فيتنام في المجالات المختلفة، بما يسهم في تعميق أواصر الصداقة والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، مشيرًا في هذا الشأن إلى قيام الزعيم الفيتنامي "هوشي منه" بزيارة مصر ثلاث مرات. وأشاد الرئيس السيسي بالإنجازات التنموية التي حققها الشعب الفيتنامي، مؤكدًا تطلع مصر لتكثيف التعاون مع فيتنام والاستفادة من خبراتها في ضوء النجاحات التي حققتها في مجالات الصناعة والتجارة. واستعرض الرئيس السيسي خلال المباحثات برنامج التنمية الاقتصادية المستدامة الذي تطبقه الحكومة، وما يتضمنه من مشروعات وطنية كبرى وإجراءات تشريعية وإدارية تهدف إلى تهيئة المناخ الجاذب للاستثمار، لاسيما في ضوء توفر العديد من الفرص الواعدة للمستثمرين. وأكد الرئيس الفيتنامي حرص بلاده على تطوير وزيادة التعاون مع مصر في المجالات الاقتصادية، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين لا يرقى إلى مستوى قدراتهما، وأنه ينبغي العمل على زيادة حجم التبادل التجاري ليبلغ مليار دولار، ورحب الرئيس بذلك مؤكدًا أهمية معالجة الخلل القائم في الميزان التجاري بين البلدين. وتناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات، من بينها تطوير التعاون في النقل البحري وصناعة السفن، والزراعة والاستزراع السمكي، وتكنولوجيا المعلومات، فضلًا عن سبل تعزيز التواصل الشعبي والثقافي بين البلدين. وأكد الجانبان أهمية العمل على زيادة الزيارات المتبادلة على كل المستويات، سواء الرسمية أو الشعبية، بما يسهم في توطيد أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين. وتطرقت المباحثات إلى سبل مكافحة الإرهاب والتطرف، واتفق الجانبان على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التصدي لهذه الآفة التي باتت تهدد العالم بأكمله، فضلًا عن تبني منهج شامل لمكافحتها، لا يقتصر على التدابير الأمنية فقط، بل يتضمن أيضًا الأبعاد الاجتماعية والثقافية والتنموية. وأكد الرئيس السيسي في هذا السياق أهمية دور الأزهر الشريف في إطار المواجهة الفكرية للإرهاب ونشر المبادئ الصحيحة للدين الإسلامى الذي يُعلى التسامح والاعتدال وقبول الآخر. وأدان الرئيس السيسي أحداث العنف التي تشهدها ميانمار، مشيرًا إلى أن استمرار تلك الأحداث يساعد على تغذية الإرهاب والفكر المتطرف، مشددًا على ضرورة اضطلاع الحكومات بمسئولياتها في حماية حقوق الأقليات وتوفير الأمن لهم بما يسهم في ترسيخ مبدأ المواطنة. وتطرقت المباحثات أيضًا إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الأزمات التي يشهدها عدد من الدول في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين في إطار المنظمات والمحافل الدولية. ووجه الرئيس السيسي الدعوة لرئيس فيتنام لزيارة مصر، وهو ما رحب به الثاني مؤكدًا تطلعه لتلبية الدعوة قريبًا. وعقب انتهاء المباحثات شهد الرئيس السيسي ورئيس فيتنام مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات.