البداية كانت من منطقة الطالبية بالجيزة.. حيث أقدم رجل فى العقد الخامس من عمره على قتل مطلقته والشروع فى قتل شقيقتها بسبب الخلاف على رؤية ابنته البالغة من العمر عامين ونصف العام.. وفى اعترافاته أمام المحقق داخل قسم الشرطة قال القاتل: « اسمى سالم احمد سالم.. سنى 48 عاما واعمل سائقا.. بدأت حكايتى فى نهاية شهر مارس عام 2009 عندما تزوجت من القتيلة سماح فراج.. عشت معها فى هدوء واستقرار فترة من الزمن، وأنجبت منها ابنتى زينب.. بدأت الخلافات تعرف طريقها إلى البيت المستقر بسبب إصرار سماح على زيارة أهلها بصفة دائما وإهمال منزلها وصغيرتها.. كثرت بيننا المشاكل والخلافات الأسرية وانتهى الأمر بالطلاق وكانت حاملا فى طفلتى الثانية رقية». صمت المتهم قليلا واستطرد: « الطلاق تم بشكل ودى وأعطيتها كل مستحقاتها بالإضافة لمبلغ 300 جنيه نفقة شهرية للطفلة زينب وعندما أنجبت رقية رفعت المبلغ إلى 400 جنيه، وكنت أرى ابنتى الكبرى كل يوم جمعة دون مشاكل.. فى الفترة الأخيرة بدأوا فى مضايقتى فكانوا يرفضون بقاء الطفلة معى طوال اليوم، رغم تعلقها الشديد بى.. وليلة الحادث رفضت زينب العودة إلى أمها.. طلبت من سماح وأسرتها تركها لتنام معى فى تلك الليلة، ولكنها رفضت بشدة وأرسلت والدها ليأخذها.. رفضت الطفلة العودة معه وبكت بكاء حارا وهى تردد «بابا متسبنيش».. أمام ثورة جدها تركتها له وبعد أن انصرف ظل صوتها وهى تستعطفنى أن أبقيها يتردد فى أذنى.. سيطر الشيطان على تفكيرى فحملت السكينة وتوجهت إلى منزل مطلقتى بالطالبية.. طرقت الباب وفتحت لى شقيقتها «تقى».. دفعتها إلى الداخل وأغلقت الباب.. شاهدت سماح من خلفها، وبلا تردد وجهت لها طعنات قوية فى الرقبة والصدر.. حاولت شقيقتها إنقاذها ودفعتنى بعيدا عنها فسقط من يدى السكين.. أمسكت بزجاجة فارغة وكسرتها ووجهت طعنات إلى رقبة «تقى»، وقبل أن أهرب تجمع الجيران وانهالوا على ضربا واحتجزونى إلى أن حضرت الشرطة». انهمرت دموع المتهم غزيرة وهو يقول للمحقق: « أنا نادم أشد الندم على جريمتى، فقد قتلت مطلقتى بسبب حبى الشديد لابنتى زينب ورغبتى فى بقائها معى أطول فترة ممكنة، وكانت النتيجة أنى أضعت أمها وأضعت نفسى، وبقيت هى وشقيقتها بلا أب وبلا أم».. انخرط المتهم فى بكاء حار ولم يستطع مواصلة حديثه مع المحقق وقبل إعادته إلى محبسه قال إن قانون الرؤية الذى يحرم الأب من قضاء عدة أيام مع صغاره هو السبب الرئيسى فيما وصل إليه.