سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علي السمان في آخر حوار قبل وفاته: الإخوان لن يتركوا العنف أبدا وأرفض المصالحة معهم.. شحن الأطفال ضد المسيحيين بداية بذرة التطرف.. والأزهر بريء من الإرهاب
رحل عن عالمنا الدكتور علي السَّمان، رئيس الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان «أديك»، رئيس مؤسسة الحوار الدولي للأديان السماوية الثلاثة وتعليم السلام، مساء الخميس الماضي، في العاصمة الفرنسية باريس، عن عمر ناهز 88 عاما، وشيع جنازته اليوم العشرات من رموز المجتمع في مختلف المجالات. وحظيت «فيتو»، بإجراء آخر حوار للمفكر الراحل حيث كان له عدد من التوصيات المهمة، النابعة من رؤيته المستنيرة للأمور، ونستعرض أهم ما جاء في الحوار. دور ال«أديك» في بداية الحوار، أوضح «السمان»، دور الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان وتعليم السلام «أديك»، قائلًا: «الفكرة بسيطة جدًا لكن مؤثرة بشكل كبير، لأن حوار الأديان يلتقي فيه أهل الأديان السماوية المختلفة في سلسلة من اللقاءات الحوارية والتواصلية؛ من أجل التشاور على طرق نشر الأمن والسلام، والحوار بيننا لا يقتصر على التعريف بكل دين أو الدفاع عنه، بل نبحث معا قضايا مهمة، مثل السلام ونبذ العنف والحرب ومكافحة الفقر وحماية البيئة وتشجيع التعاون الدولي وصون كرامة وحقوق الإنسان، وفكرة حوار الأديان تقوم على المناقشة بين بشر يؤمنون بحوار الثقافات، وتجربة الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان وتعليم السلام نجحت لأن جميع المشاركين فيها مؤمنين بفكرة التلاقي حول المبادئ، وإنه لا يمكن أن نختلف فيما بيننا لأن المبدأ في حد ذاته اتفاق ديني، بمعنى أن الجميع يؤمن بالله، وأي خلاف آخر أثناء النقاش يمكن أن نحتويه». خطر الإخوان وفي زاوية متصلة للحديث، تطرق السمان إلى كواليس انتمائه لجماعة الإخوان، حيث أوضح أن أنضم إلى جماعة الإخوان 5 سنوات من عمره بداية من عام 1947، مضيفًا: «الجماعة شكلت في هذا الوقت كل ما يمثل الوجه الحسن لما يريدون أن يبعثوا به إلى الرأي العام، وكنت مؤمنا بأن هؤلاء الناس صالحين، وبعد أن بدأت في التجاوب مع أفكار وتفكير الجماعة، اتصدمت بأفعالهم المشينة وأفكارهم الغريبة، وكان حادث مقتل المستشار الخازندار هو نقطة التحول والسبب الرئيسي في تقديم استقالتي من الجماعة، وتغيرت حياتي 180 درجة بعد أن اكتشفت وأدركت أن الجماعة تسير في خطين الأول الدعوة، والثاني الاغتيالات والقتل، وبعد أن كان حسن البنا في نظري قائدا ومفكرا ومرشدا، أصبح قاتلا خائنا لا بد من الابتعاد عن طريقه. وفي ذات السياق، شدد على أن المصالحة مع الإخوان أمر مرفوض كليًّا، لأن المصالحة معهم ضد مصلحة الدولة، وإذا فكرنا في طرح مسألة المصالحة يجب أن يقدم الإخوان اعتذارًا للشعب المصري، ويعلنوا أسباب الاعتداء على الناس ومحاربة الدولة، وعليهم الابتعاد عن العنف ونبذ التطرف والاغتيالات، كل هذا يجب أن ينسوه بالكامل، وأنا أرى أن الإخوان لن يتركوا العنف طوال حياتهم، فهم المسئولين عن الإرهاب وهم من يسلحونه وينفقون عليه، وبوجه عام المصالحة أمر صعب ولا توجد أي مؤشرات أن الجماعة لديها نية للتصالح، ومن ينادي بفكرة المصالحة عليهم مراعاة مصلحة الوطن في المقام الأول، والتصالح مع هؤلاء لا يصب في مصلحة مصر؛ فتلك الجماعة تهدر دماء الأبرياء ولا تصالح مع من يريق الدماء، وعلينا أن نتعقل الأمور وننظر لمسألة المصالحة بوجه عام فلن نجد أن هناك أي نتائج عقلانية من تلك الخطوة. أهداف الثورات رئيس الاتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان، أكد أنه عاصر ثلاث ثورات خلال حياته، موضحًا أن الثلاث ثورات لهم اعتبارات وظروف مختلفة، فثورة 23 يوليو عام 1952، بدأها مجموعة من ضباط القوات المسلحة وشكلوا مجلس لقيادتها، ثم التف الشعب حولها وأيدها منذ البداية؛ لذلك نجد أن الثورة حققت أهدافها المرجوة أو على أقل تقدير أغلب أهدافها قد تحققت، على رأسها العدالة الاجتماعية التي حققها جمال عبد الناصر، أما ثورة 25 يناير التي قامت لرفض نظام حسني مبارك، كان بها مشكلة وهي أن بعض القوى الشبابية أرادت تنفيذ ما هي مقتنعة به فقط، ولم تحقق ثورة يناير أي شيء من الأهداف المرجوة منها، ولم تفعل شيئا إلا أنها أزالت نظام مبارك، وثورة 30 يونيو التي نسميها ثورة تصحيح الطريق، كانت بمثابة انتفاضة شعبية حيث طالب الملايين الجيش بنزول الشوارع وإنقاذ مصر من حكم الإخوان، وفي الفترة الحالية نعيش مرحلة تصحيح وحل مشكلات الوطن، ولكن بالطبع ما زلنا نعاني من البيروقراطية والفساد، ومسألة الإصلاح ليست هينة أو سهلة، وعلينا أن نبدأ بإصلاح شامل يسير على التوازي في عدة مجالات أهمها التعليم والثقافة والدين. تجديد الخطاب الديني وعن تجديد الخطاب الديني، قال: «أنا مقتنع تمامًا إن الأزهر بريء من الإرهاب، وليس له علاقة بانتشار الإرهاب في الشرق الأوسط أو في مصر أو حتى في العالم كله، لأن كما نرى الإرهاب يضرب كل بلاد العالم وليس مصر أو دول الشرق الأوسط فقط، ومسئولية تجديد الخطاب الديني تقع على عاتق الجميع وعلينا أن نتعاون سويًّا لإنقاذ مصر من الإرهاب ومخاطره، وتجديد الخطاب الديني عبارة عن حرب فكرية، وعلينا أن نعترف بأن هناك مشكلة قبل حلها، ولكن هناك نوعا من العند بعدم الاعتراف بأن التعليم به نوع من الشوائب، وكذلك أن هناك تقصيرا في الناحية الثقافية، وعلينا النظر إلى الأسرة أيضًا لأن النشأة عامل معهم». يشار إلى أنه من المقرر أن يقام عزاء المفكر الراحل بمسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس في القاهرة الجديدة غدا الإثنين.