بين عشية وضحاها تحول المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، إلى ساحة للقتال بين الفلسطينيين العزل وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اعتدت على المصلين، ومنعت رفع الأذان في المسجد لأسبوعين متتالين، إلى جانب نصب البوابات الإلكترونية للتفتيش وكاميرات المراقبة كمحاولة للسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى، مما أدى إلى احتدام الاشتباكات بين قوات الاحتلال والفلسطينيين ليسقط العشرات من القتلى والمصابين، في أزمة تجاهلها العالم أجمع حتى وصلت إلى أوجها. المرة الأولى وعلي الرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي تنتهك فيها قوات الاحتلال الحرم القدسي الشريف وتفرض حصارا عليه، فإنها لأول مرة منذ عام 1969 تتجرأ حكومة الاحتلال بقرار هو الأول منذ خمسة عقود، بمنع الصلاة داخل المسجد الأقصى المبارك، وتحويل الحرم القدسي إلى منطقة عسكرية، إلا أنه في كل مرة يطفو اسم "المرابطون" في المسجد الأقصى على سطح الأحداث في كل مناسبة تشهد فيها القدسالمحتلة صدامات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين. تهويد القدس "المرابطون" جماعة يهدف عملها إلى "عرقلة وتنفيذ تهويد المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا".. فهي تعتبر بمثابة جند بعثها رب السماء للدفاع عن ثالث الحرمين الشريفين؛ كونهم من سكان القدس إلى جانب عرب عام 1948؛ حيث تتكون من رجال ونساء يشكلون الجماعة التي أخذت على عاتقها التصدي لاقتحامات المستوطنين المتطرفين عن طريق التكبير في وجوههم وملاحقتهم في ساحات المسجد لمنعهم من أداء "صلوات تلمودية" داخله. ويعتبر العالم العربي أن "الشعب الفلسطيني من خلال المرابطين ينوب عن العرب والمسلمين في الدفاع عن الحرم القدسي الشريف". مهاجمة الاحتلال تشكل جماعة المرابطين الدرع التي تقف في وجه الاحتلال منذ انتفاضة الأقصى الثانية، بعد منع السلطات الإسرائيلية إجراء أي عملية ترميم لمصليات الأقصى وساحاته، وذلك ما أثار فكرة تشكيل جماعة المرابطين من خلال ضرورة إعمار الأقصى بالبشر، حيث كان يتم نقل المصلين يوميا إلى المسجد الأقصى من الجليل والمثلث والنقب والساحل إلى المسجد الأقصى للحفاظ على إحياء الأقصى وإنعاش الأسواق بالبلدة القديمة في القدسالمحتلة. ولم يتوقف الاحتلال ليشاهد تلك الحركة التي من شأنها أن تهدم خطته بهدم المسجد لإحياء الهيكل المزعوم بل بدأ بمهاجمة تلك الجماعة، خاصة بعد ازدياد عددهم ليتجاوز ال 1200 عضو بحلول العام 2011، إلى جانب دورهم الفعال في عرقلة اقتحامات اليهود المتطرفين للمسجد الأقصى ومقابلة صلواتهم بالتكبير والهتافات. تحديد الأعمار وجاءت أول سياسة يهودية لمهاجمة جماعة المرابطين ووقف زحفهم نحو الأقصى، من خلال تحديد أعمار الدخول للمسجد لتقتصر على الأطفال والنساء فقط، إلى أن لجأ إلى حملات الاعتقالات والانتهاكات والاشتباك مع أعضاء الجماعة، في محاولة لثنيهم عن هدفهم بالدفاع عن الحرم القدسي الشريف ضد بطش قوات الاحتلال والمتطرفين اليهود. تنظيم إرهابي وبعد فشل قوات الأمن الإسرائيلية في صدهم نادت العديد من الأصوات داخل الكنيست الإسرائيلي وحكومة الاحتلال بضرورة اعتبار المرابطين جماعة إرهابية محظورة، ويجب اعتقالهم، حيث قدمت وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريجيف، عام 2014 مشروع قانون إلى الكنيست الإسرائيلي تطالب فيه بمعاقبة كل من يرفع صوته بالتكبير داخل الأقصى بدفع غرامة مقدارها 50 ألف شيكل.. إلى أن أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعالون قرارا عام 2015 اعتبر فيه جماعة المرابطين تنظيما محظورا، بناء على تقارير معدة من جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك" وشرطة الاحتلال، حيث اتهم يعالون الجماعة الفلسطينية بزعزعة الأمن داخل الحرم القدسي الشريف، والقيام بأعمال تساعد على العنف وتشيع التوتر الأمني داخل المسجد الأقصى، لافتا إلى أن أنشطة هذه الجماعات تشكل خطورة على السياح والزوار والمصلين في المكان. الحركة الإسلامية تعتبر الحركة الإسلامية في الداخل الإسرائيلي، بقيادة الشيخ رائد صلاح، هي أول من وضعت بذور جماعة "المرابطين"، حيث حرصت السلطات الأمنية الإسرائيلية على ضرورة تكرار اعتقال قيادة الحركة، إلى جانب منع قائد الحركة الإسلامية من دخول المسجد الأقصى منذ عام 2007، بجانب عدد من قيادات الحركة، أهمهم نائب قائد الحركة كمال الخطيب. محاولات الاحتلال ولم تنجح محاولات الاحتلال في مهاجمة المرابطين بشتى الطرق في دورهم بالدفاع عن الأقصى، على الرغم من اتخاذ سلطات الجيش الإسرائيلي الكثير من التدابير التي من شأنها، أن تقلل عدد المرابطين من خلال حملات الاعتقال، فإن المئات منهم ما زال يتمسك بالوقوف كخط الدفاع الأول للدفاع عن ثالث الحرمين الشريفين، ويرابط معظم هؤلاء على أبواب الأقصى في حال منعوا من دخوله، حيث أجمع مرابطون في منطقة باب الأسباط القريب من المسجد الأقصى بعد إغلاق المسجد، على أن الوضع الميداني في المسجد كارثي، مؤكدين استمرارهم في الرباط، حتى يفرضوا ما يريدون، ولن يسمحوا بفرض الوضع الإسرائيلي الجديد في القدس. الأعياد اليهودية وقبل حلول موسم الأعياد اليهودية تستخدم شرطة الاحتلال "القائمة السوداء" ضدهم، حيث أدرجت أسماء العشرات منهم عليها ممن يمنعون من دخول الأقصى، الذي يشهد هجمات متواصلة ضده تتمثل في الاقتحام، واستخدام القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد أعضاء الحركة.