القدس المحتلة: مددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مداخل الحرم القدسي والمدينة القديمة الى اليوم الثلاثاء، كما واصلت منع المصلين الفلسطينيين من دخول المسجد الاقصى بذريعة ما تصفه بتجنب أعمال العنف. وقد بدأ الالاف من اليهود بالتوافد الى مدينة القدس لتقيم مسيرة تقليدية في القدس تقام سنويا بمناسبة ما يسمى "عيد العرش" اليهودي. وذكرت قناة "الجزيرة" أن قوات الاحتلال هددت عشرات المعتصمين الفلسطينيين المرابطين داخل المسجد بإخراجهم بالقوة من المسجد إلا أنهم رفضوا الخروج فقامت القوات بمحاصرتهم. وذكر موقع قناة "العالم" الإخباري أن قوات الشرطة الاسرائيلية نشرت الآلاف من عناصرها في جميع نقاط البلدة القديمة قرب باحة المسجد الاقصى، فيما سمحت لآلاف المتطرفين اليهود باحياء "عيد العرش". وقد سجلت صدامات بين المتطرفين اليهود والفلسطينيين الذين حاولوا منع انتهاك المقدسات الاسلامية، وقد اعتقل جنود الاحتلال عددا من الفلسطينيين خلال الساعات القليلة الماضية. وفي الوقت ذاته طالب وزراء الاحتلال باعتقال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية داخل الخط الاخضر نائبه كمال الخطيب بتهمة التحريض ، وطالب سيلفان شالوم النائب الاول لرئيس الوزراء الاسرائيلي بتقديمهما للمحاكمة باعتبار الحركة غير شرعية . وفي اتصال هاتفي مع قناة "الجزيرة" الاخبارية قال رائد صلاح : "اذا خيرتنا المؤسسة الاسرائيلية بين ان نسجن او نتنازل عن حقنا في الدفاع عن الاقصى فمرحبا بالسجون مهما كانت ولن نتردد ان ندفع أي ثمن في طريق نصرة القدس والمسجد الاقصى". واضاف:" نحن نؤكد انه لايشرفنا في يوم من الايام ان تتصدق علينا أي شخصية اسرائيلية بالاعتراف بنا كمسلمين او كحركة اسلامية نحن حركة اسلامية "، مضيفا "يعلموا ان لغة تهديدنا بالسجون فاشلة ". وتابع قائلا:" للاقصى الا اذا زال الاحتلال عن المسجد "، مؤكدا " حقنا ان نبقى بالاقصى ليل نهار وهذا ما اكدته هيئة الاوقاف التي تدير المسجد الاقصى ان حق المسلمين تأدية الصلاة بالمسجد الاقصى كل يوم ليل ونهار ويعتكفون فيه ونحن الان في حالة اعتكاف واداء صلوات في المسجد نحن سنعتصم بحبل الله المتين وحقنا بالبقاء ولن ترهبنا تهديدات الاحتلال". واشار رائد صلاح الى ان عدد المعتصمين داخل المسجد الاقصى بدأ في التزايد واصبح يضم المئات والعدد يزداد يوم بعد يوم ومصممين على الاعتصام لايام واسابيع"، داعيا كل اهالي القدس من يستطيع منهم الدخول للاقصي فلياتي وينضم الينا عاجلا لنشكل بهذا الاعتصام الحماية البشرية في وجة الاحتلال الاسرائيلي". وكانت قوات الاحتلال قد دفعت أمس الاثنين بتعزيزات إضافية إلى مدينة القدس والبلدة القديمة وجميع مداخلها ونصبت العديد من الحواجز لتأمين وصول عشرات الاف اليهود الى الجدار الغربي للحرم القدسي للاحتفال بما يسمى "عيد العرش" اليهودي، فيما فرضت قيود مشددة على دخول الفلسطينيين لمنعهم من دخول المسجد الأقصى. ورفعت قوات الاحتلال رفعت درجة استعدادها منذ مساء الأحد إلى الدرجة القصوى وهو أمر غير مسبوق يبشر بتصعيدات ضد الفلسطينيين. وكان عشرات المُصلين فضلوا الاعتكاف بالأقصى المبارك للتصدي لأي محاولة للجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد وأداء طقوس وشعائر تلمودية في باحاته وفق ما أعلنته هذه الجماعات لأنصارها بمناسبة عيد العرش اليهودي. وذكر شهود عيان أن مجموعات من اليهود المتطرفين تواجدت بكثافة بالقرب من بوابة المغاربة بانتظار إدخال قوات الاحتلال لها على شكل مجموعات. وحصرت شرطة الاحتلال امكانية الدخول الى باحة المسجد بالمصلين الذين تزيد اعمارهم عن خمسين عاما، مع شرط ان يكونوا من الفلسطينيين المقيمين في القدسالمحتلة التي ضمها كيان الاحتلال الاسرائيلي بعد احتلالها في حزيران/يونيو 1967. وتاتي هذه الاجراءات غداة مواجهات بين قوات الاحتلال ومصلين معتصمين داخل المسجد، حيث استخدم جنود الاحتلال الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ما ادى الى اصابة 7 فلسطينيين واعتقال 3 آخرين بينهم مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر.