كشف الدكتور مؤمن عثمان، مدير عام الترميم بالمتحف المصري بالتحرير، أن ما يتردد عن وجود أخطاء في ترميم بعض القطع الأثرية بالمتحف المصري، ونشر بعض الصور لتماثيل بها أخطاء ترميمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، هي تماثيل تم ترميمها منذ التسعينيات واستخدم الجبس في ترميمها. وقال عثمان، في تصريحات خاصة ل"فيتو"، أن بعض الترميمات السابقة الموجودة بالقطع المعروضة بالمتحف المصري بالآلاف وبطرق ومواد مختلفة، بعضها يخرج عن قواعد الترميم المتعارف عليها، وإن عملية إعادة ترميم هذه القطع بمنهج وأسلوب علمي موحد، يتطلب وقتا وبرنامجا زمنيا وتقنيا طويلا؛ لأنها مشكلة تراكمية. وأكد مدير عام الترميم بالمتحف المصري بالتحرير، أن المرممين والقائمين على إدارة المتحف مدركون لطبيعة المشكلة، والعمل يتم طبقا لأولويات مشيرا إلى أن البنية العلمية والبشرية الموجودة هي التي ستتمكن من تصحيح الأوضاع طبقا للإمكانيات المتاحة. وأضاف عثمان أن المتحف معروض به نحو 140 ألف قطعة أثرية ومثل هذا العدد بالمخزن وهذا يتسبب في مواجهة العديد من المشكلات بشكل يومي، ولكن حرصنا على الخروج بأفضل نتيجة شيء يهمنا أكثر مما يهم أي شخص آخر، حريص على تراثه. وأوضح عثمان أن المتحف أنشئ عام 1903 وتم نقل القطع إليه التي كانت معروضة بمتحف بولاق، واستمر تدفق القطع الأثرية عليه من جميع المناطق والحفائر منذ ذلك الحين، وكانت تتم أعمال ترميم القطع الأثرية بمختلف أنواعها: «حجرية وخشبية وبردي ونسيج ومعادن وجلود» بطرق تقليدية كانت تتم في معظم متاحف العالم، ولم تكن تتم عمليات الترميم من خلال الأسس والقواعد التي نسير عليها الآن. وتابع عثمان: اشترك في أعمال الترميم جنسيات مختلفة منذ نشأة المتحف من ألمان وفرنسيين وايطاليين وتشيك ومصريين على سبيل المثال هناك قطع من اللوحات الجدارية تم ترميمها من خلال مرمم تشيكي كان مشهورا في الثلاثينات في هذا التخصص فعند إعادة تقييم عمله اليوم بمعاييرنا سنحكم على ترميمه بالخطأ المدمر أيضا، ولكن يجب أن نحكم بمعايير وقته، الذي كان فيه مادة الجبس في الترميم هي الشائعة في ذلك الوقت، واللوحة في غاية الأهمية تمثل أسطورة أوديب من العصر الروماني، وتم إعادة ترميمها وعرضها من خلال فريق الترميم بالمتحف بأسلوب متطور وقواعد علمية. واستطرد عثمان: البرديات استخدم في ترميمها قديما الكرتون الحمضي، وأنواع اللواصق الضارة مثل النشا والغراء الحيواني، وتسبب ذلك في أضرار جسيمة للآثار ولكن الآن داخل معمل الترميم بالمتحف المصري يتم إزالة كل أعمال الترميم الخطأ، واستخدام أفضل الطرق والمواد لإعادة ترميمها، مشيرا إلى أن إعداد القطع الخاضعة للترميم بالمتحف كثيرة ومتنوعة المواد ولدينا الآن فريق متخصص لكل مادة، ونسعى لتطوير أنفسنا بقدر المستطاع من خلال التدريب والاطلاع والممارسة، ويكفي أننا واثقون في كل عمل ننجزه الآن، أنه يتم طبقا للقواعد والأسس العالمية للترميم. وأشار مدير عام الترميم بالمتحف المصري بالتحرير، إلى أن عشرات القطع من مختلف المواد يتم ترميمها شهريا وعمليات الصيانة الدورية للقطع المعروضة تتم في ذات الوقت لافتا إلى أن فريق العمل أصبح مشاركا بورقات بحثية في مؤتمرات الترميم العالمية ومؤخرا تم قبول ورقتين بحثيتين بمؤتمر الفاتيكان عن ترميم التوابيت الخشبية وقبول ورقة بحثية بمؤتمر أيكوم سي سي المنعقد في كوبنهاجن وبحث آخر عن ترميم الأحجار بسويسرا وآخر عن ترميم البردي بإيطاليا.