وجه وزير العدل الألماني هايكو ماس انتقادات حادة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معتبرا أن سياسته القمعية تجاه معارضيه تقود إلى عزل بلاده وتضرب مصالحها الاقتصادية. وفي تصريحات جديدة لوكالة الأنباء الألمانية قال الوزير: "من يعمل في مجال حقوق الإنسان ليس إرهابيا... وأردوغان يملأ السجون بمعارضيه ومنتقديه. هذا لا يمت لدولة القانون بصلة... يتعين أن يكون من الواضح له (أردوغان) أنه يعزل بذلك تركيا سياسيا ويضرها اقتصاديا". وكانت محكمة في إسطنبول قضت، أمس الثلاثاء، بحبس ستة من نشطاء حقوق الإنسان، من بينهم الألماني بيتر شتويتنر، احتياطيا على ذمة التحقيق، ما أثار موجة غضب دولية. وتم القبض على النشطاء قبل أسبوعين خلال قيامهم بورشة عمل في إسطنبول، ويتهمهم الادعاء العام التركي بدعم "تنظيم إرهابي مسلح". يذكر أن مدير فرع منظمة العفو الدولية في تركيا، تانر كليك، يقبع في السجن على ذمة التحقيق منذ حزيران/ يونيو الماضي. كما يقبع الصحفي الألماني-التركي دينيز يوجيل والصحفية والمترجمة الألمانية ميسالي تولو كورلو في الحبس في تركيا على ذمة التحقيق في اتهامات تتعلق بالإرهاب. وبحسب معلومات الحكومة الألمانية، تم القبض على 22 مواطنا ألمانيا في تركيا عقب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة هناك قبل عام. وفيما يخص قضية يوجيل على وجه التحديد، رفعت شركة "فيلت 24" الألمانية للإعلام دعوى قضائية في تركيا ضد إيداع هذا الصحفي الألماني-التركي العامل لديها، في السجن على ذمة التحقيق. وعللت الشركة ذات المسئولية المحدودة خطوتها التي اتخذتها أمس الثلاثاء باستمرار احتجاز يوجيل وانتهاك حرية الصحافة. وقالت المديرة التنفيذية للشركة، شتيفاني كاسبار اليوم الأربعاء: "سنستخدم جميع الوسائل القانونية المتاحة لدينا للدفاع عن حرية التغطية الإخبارية لمراسلنا ودار نشرنا"، معتبرة الاتهامات الموجهة ضد يوجيل عارية من الصحة.