واهم من يتصور أن الإرهاب في سيناء سينتهى قريبا؛ لأننا نحارب أجهزة مخابرات عالمية، لها مصالح متشابكة مع دول في منطقة الشرق الأوسط، تمول الإرهابيين بالوكالة. فحادث كمين البرث في جنوب رفح حادث مأساوي، استهدف قيادة الكتيبة 103 صاعقة، ولم يستهدف عناصر القتال، حتى نصحح على الرأى العام ما تتناقله وسائل الإعلام، ولابد أن نؤكد أنه تم استهداف قيادة الكتيبة، بعد موقف مصر من قطر، واشتراكها مع دول الخليج في المقاطعة، ولهذا كان لابد من عمل نوعي، يجعل الرأى العام يثور على الرئيس، لكى يخفف الضغط على قطر وهذا العمل الإرهابى الكبير ليست وراءه قطر وحدها، وإنما دول عظمى تخطط منذ سنوات لإقامة الشرق الأوسط الكبير، وتفتيت الدول العربية إلى إمارات دينية متطرفة متناحرة، حتى تضمن عدم اتحادهم مرة أخرى، وتكون المنطقة سوقا مفتوحا لتجارة السلاح من أمريكا وفرنسا وإنجلترا وبريطانيا وألمانيا، وغيرها من الدول الكبرى. المعلومات المتاحة تؤكد أن الإرهابيين في سيناء يستخدمون كميات كبيرة من مادة سى 4، وهى المادة التي تمثل 7 أضعاف مادة "تى أن تي" التي تستخدم في صنع القنابل والمتفجرات، ويتم تهريبها عن طريق رجال أعمال غير شرفاء في مراكب، على أنها بودرة سيراميك، حيث يتم تهريبها من الجمارك عن طريق دفع رشاوى للموظفين؛ لذلك نحن في حرب كبيرة ممتدة من الخارج، بمساعدة من الداخل، وكل فرد لا يعلم أنه مساهم فيها. والعناصر الإرهابية يتم جلبها إلى سيناء، من خلال طرق تهريب غير شرعية، وتتخفى في الصحراء، وعندما تصدر لهم التعليمات من قياداتهم، يحملون السيارات بأكثر من 200 إلى 300 كيلو على السيارة الواحدة، ويدخلون بها في حواجز الكمين المستهدف، ويفجرون أنفسهم فتتحول السيارة إلى موجة انفجارية، تعادل أكثر من قنبلة، وهو ما يؤدى إلى الخسائر الكبيرة في الأكمنة، ونقاط التفتيش في سيناء، والأبطال الموجودين بالكمائن من رجال الجيش، عندما يرون هذه السيارات يتعاملون معها من بعد، ولكن قوة الموجة الانفجارية تصل إليهم. الخلاصة.. إن مصر تحارب في كل الاتجاهات، سواء الحرب على الفساد أو من خلال مراقبة الحدود، وحصار الإرهابيين القادمين من المنطقة الغربية في منطقة بحر الرمال، وتصفيتهم بكل الأسلحة أو المعدات التي يقومون بتهربيها من ليبيا، أو عن طريق مداهمة السفن التي تقترب من السواحل المصرية الليبية، أو عن طريق البحر الأحمر، لكننى أحب أن أوضح أنه لا توجد دولة في العالم تستطيع تأمين حدودها بنسبة 100%، فترامب رئيس أكبر دولة في العالم، قرر بناء سور كبير بينه وبين المكسيك، والحدود المشتركة بينهم 1000كم فقط، أما مصر فحدودها تصل إلى 5000كم، منها 2000كم بحري، ومع ذلك نجحت في إحباط العديد من قوافل الإرهاب والمهربين على مدى 4 سنوات مضت. الأمر إذن أكبر بكثير من تطهير سيناء، أو من سقوط شهداء ضحايا للعمليات الإرهابية في سيناء، فنحن في حالة حرب حقيقية، لابد من الاعتراف بها، والرئيس السيسي قالها أمام العالم، وأكد أن مصر تحارب الإرهاب، بديلا عن العالم كله، كما أكد أن مصر استطاعت ضبط أكثر من ألف طن متفجرات من مادة سى فور، وغيرها، خلال الأربعة أعوام الماضية، فما بالك بالكمية التي تسربت، ولم يتم ضبطها، علما بأن هذه المادة كفيلة بصنع حرب بدون أسلحة؛ لأن الخسائر من استعمالها كبيرة، وهو ما تعرفه الدول المخططة والممولة للعمليات الإرهابية ضد قوات الجيش المصري. والسؤال: لماذا تمت هذه العملية في اليوم الثانى لاجتماع وزراء الخارجية العرب، وبعد مشاركة مصر مع الدول الخليجية الثلاث في مقاطعة قطر؟ والجواب ببساطة؛ لأن مقاطعة قطر هو اعتراف صريح من مصر بتمويل قطر للإرهابيين في ليبيا ومصر، وقد أرادت مصر أيضا مساعدة الجيش الليبى في الوصول إلى طرابلس، والقضاء على داعش والقاعدة هناك، من خلال تخفيف التمويل القطري، وبالفعل حققت مصر الهدف، فكان لابد من معاقبتها على هذه الخطوة؛ لأنهم يعلمون جيدا أنها العقل المخطط، فأصدروا تعليماتهم للإرهابيين بسيناء؛ لتنفيذ عملية نوعية كبيرة ومؤثرة داخل مصر، يقوم على إثرها الرأى العام بمطالبة الرئيس والحكومة بالابتعاد عن الخلافات الخارجية، والتفرغ للشأن الداخلي، في الحرب على الإرهاب، وللأسف البعض يصدق ما يبثه الإخوان والقنوات المأجورة، من تأجيج للمشاعر، وينساق وراء مخططاتهم في تحميل الرئيس وحده عبء سقوط الشهداء، ولا يدركون أننا في حالة حرب، وأن سقوط شهداء وضحايا أمر طبيعي. إن ما يحدث الآن، يذكرنى بحرب الاستنزاف، حيث كان يسقط منا شهداء كل يوم بالعشرات، ولكن الشعب وقتها كان يقف وراء القيادة والجيش، حتى نأخذ بالثأر، ولا يهتم بالأكل ولا الغلاء، ولكن كان اهتمامه الأول والأخير تحرير الأرض والنصر. نحن الآن في حرب أشد من حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر؛ لأن في الحروب العدو كان واضحا، ويحتل قطعة من أرضنا، أما الآن فالحرب أكبر وأعمق؛ لأنها حرب وجود، وليست احتلال قطعة أرض، بل تقسيم مصر كلها إلى قطع، يتحكم فيها المجتمع الدولى لصالح الدول الكبرى، وإنشاء دولة يهودية كبيرة في المنطقة، على أشلاء الدول الموجودة الآن. المؤامرة كبيرة ولا تزال قائمة، ولن ينتهى الإرهاب إلا بتحقيق أهداف المؤامرة، وخلق شرق أوسط جديد، ولكن رجال القوات المسلحة عاهدوا الله بعدم إتمام المخطط في المساس بأرض مصر، إلا على أرواحهم؛ لذلك تجد رجال القوات المسلحة الأبطال صامدين، رغم النقد، ويتصدون للإرهاب بأرواحهم.