أتمنى أن يشهد العام المقبل انفتاحا على أوروبا وتنمية العلاقة مع الولاياتالمتحدةوروسياوالصين ملف السياسة الخارجية واحد من الملفات التي حقق فيها الرئيس السيسي نجاحا كبيرا، يشهد له بذلك معارضوه قبل مؤيديه، وتبنى الرئيس سياسة واضحة هدفها الحفاظ على الأمن القومى المصرى وعدم التدخل في شئون أي من الدول، وفتح قنوات اتصال مع كافة الدول بداية من الخليج مرورا بدول حوض النيل وليس انتهاء بالولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا. ويعد ملف السياسة الخارجية من بين الملفات الناجحة التي تميز حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، واستطاعت مصر العودة إلى موقعا الإقليمى والدولى المنوط بها بعدما حاولت قوى عربية وإقليمية أخرى استغلال الوضع السياسي والأمني السيئ الذي كانت تمر به مصر بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وانشغالها في الشأن الداخلى والعمل على التحديات الداخلية. ورغم صمود مصر ونجاحها في العديد من الملفات العربية والإقليمية والدولية، يبقى هناك عدد من الملفات المتعلقة بالسياسة الخارجية المصرية التي تحتاج لجهد كبير خلال العام الرابع لحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي. السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق أكد حرص السيسي على فتح جميع الملفات بلا استثناء، مشيرا إلى أن مصر فتحت جميع الملفات بدءًا بالملف العربى وتحسين العلاقات بين مصر والدول العربية، خاصة دول الخليج ومع الأردن، مشيرًا إلى أنه رغم الحساسية المصرية تجاه السودان استقبل الرئيس السيسي نظيره السوداني عمر البشير في القاهرة، ومنحه أكبر وسام مصرى ولم يتردد في زيارة السودان. وبشأن المطلوب من الرئيس السيسي بشأن السياسة الخارجية المصرية في العام الرابع من توليه مقاليد الحكم في مصر ركز مساعد وزير الخارجية الأسبق على ضرورة توطيد العلاقات مع الدول سابقة الذكر، مع التركيز على أهم شريك تجارى وهو الاتحاد الأوروبي. العلاقات الأمريكية طالب بيومى بفتح اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية لأنها من أكبر الشركاء لمصر وفى نفس الوقت لا يوجد اتفاق لتنظيم التجارة مع واشنطن، مشيرا إلى أن العلاقات الأمريكية منذ تولى الرئيس السيسي مقاليد الحكم بالصعود والهبوط ومراحل غير متزنة مع الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما حيث انقطعت الزيارات الرسمية المصرية لواشنطن من سنوات طويلة بسبب مراحل التوتر الكثيرة مع الإدارة الأمريكية واختلاف وجهات النظر معها في العديد من القضايا ولكن بعد فوز الرئيس الحالى ترامب برئاسة الولاياتالمتحدة أخذت العلاقات المصرية الأمريكية منحى جديدا نظرًا لتطابق الرؤى بينه وبين الرئيس السيسي في العديد من القضايا والأزمات الدولية والإقليمية والعربية، ومن أهمها القضاء على الإرهاب وليس التصدى له فقط وحلحلة القضية الفلسطينية وإيجاد حل عادل وشامل لها. العلاقات المصرية الروسية والصينية أكد بيومى ازدهار العلاقات المصرية الروسية بعدما كانت جمدت، وكذلك العلاقات مع الصين، مثمنا زيارات الرئيس السيسي إلى أقصى الشرق إلى أندونيسيا وسنغافورة للاستفادة من تجاربهما، وزيارته إلى الولاياتالمتحدة أقصى الشمال، وكذلك إلى أقصى الجنوب في أفريقيا وزيارات الرئيس للدول الأوروبية وتحالفاته مع اليونان وقبرص، فضلًا عن العلاقات الوطيدة مع أفريقيا. وأوضح أن مصر أهملت العلاقات المصرية مع روسياوالصين خلال حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك لتعود من جديد مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ولأول مرة تستطيع وزارة الخارجية التعامل مع «أمريكا، روسيا، الصين» في وقت واحد، والاستفادة المشتركة منهم دون الإضرار بطرف على حساب الآخر بشكل مكن مصر من الاستفادة من ذلك التعاون على المستوى الاقتصادى والتجارى والأمني والإستراتيجي. ونوه بيومى إلى ضرورة الوقوف قليلًا أمام الملف الأوروبي؛ لأنه ملف قابل أن يحقق نجاح أضعاف ما هو عليه الآن، كما أن الملفين العربى والأفريقى يحتاجان إلى تركيز أكثر من قبل مصر. الملف الليبي يؤكد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الملف الليبى من أقرب الملفات العربية التي قاربت على الحل، مطالبًا بنفوذ مصرى أكبر في هذا الملف خلال المرحلة المقبلة ومساعدة ليبيا للوصول إلى وضع مستقر الآن، وليس غدًا ويعد لمصر دور مهم وفعال في الملف الليبى حيث رعت مصر اجتماعا للفصائل الليبية بالقاهرة ودائمًا ما تستضيف رجال الفكر والسياسة وكبار القبائل الفلسطينية وأطراف الحكم للحفاظ على وحدة التراب الليبى والالتفاف حول قيادة موحدة ويوجد تنسيق بين القاهرة وليبيا لمواجهة الإرهاب. الأزمة السورية واليمنية إن الأزمتين السورية واليمنية معقدتان جدا ومطلوب الاستمرار في العناية بهما؛ لأن الوضع لا يتوقف على تحركات مصر فقط في هذين الملفين، ولكن يتوقف على دول أخرى للوصول لحل مرضٍ لجميع الأطراف. الجدير بالذكر أنه منذ اندلاع الأزمة السورية والموقف المصرى الوحيد الذي تبنى الحل السياسي وحذر من الاعتماد على الحل العسكري مما تسبب في خلافات مصر مع دول كثيرة من بينها دول عربية شقيقة، ولكن بعد مرور السنوات وانتهاك الجيش السورى وقتل عشرات الآلاف، وتحول سوريا إلى أرض للحرب بالوكالة، انتصرت الرؤية المصرية في أن الحل السياسي هو السبيل الأوحد لإنهاء الأزمة السورية. وعقدت مصر مؤتمرًا «مهمًا» في 2015 دشنت ما يسمى بمعارضة القاهرة للمعارضة السورية وتعد هذه المعارضة معتدلة وطنية غير متطرفة تريد التغيير لمرحلة جديدة في سوريا وأصبحت هذه المعارضة جزءا من المعارضة الدولية المعتدلة المعترف بها دوليا. كما تحملت مصر الجزء الإنسانى في سوريا من خلال طرح مشروع قرار في مجلس الأمن لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى حلب، أو من خلال البعثة المصرية في دمشق التي أصبحت وسيطا بين الأممالمتحدةودمشق لتوصيل المساعدات. كما تعد مصر من بين الدول المشاركة في التحالف الدولى في اليمن وتدعم العملية السياسية التي تتم تحت رعاية الأممالمتحدة كما أن لمصر قطعًا بحرية في مضيق باب المندب لحماية الباب الجنوبى للبحر الأحمر. العلاقات المصرية الخليجية وأشار مساعد وزير الخارجية إلى أن العلاقات المصرية الخليجية شهدت تحسنا ملحوظا خلال الفترة السابقة رغم ما شابها من سحابة صيف مع السعودية، والتي عادت من جديد إلى موضعها الذي يتسم بالأخوة والترابط بين القاهرة والرياض، مطالبًا بالاستفادة من التجارة العربية والخليجية بشكل خاص. العلاقات المصرية الأفريقية واستطاعت مصر العودة إلى عضويتها بمجلس السلم والأمن الأفريقى بعدما تم تعليق عضويتها عقب عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسي بعد ثورة شعبية مجيدة أطاحت بحكم الإخوان، كما فتحت مصر علاقات وصفحة جديدة مع أفريقيا ومشاركة الرئيس السيسي في اجتماعات مجلس السلم الأفريقى ليعد تمثيلا رفيعًا على المستوى الرئاسى بعد سنوات القطيعة والاكتفاء بالتمثيل الوزاري، كما فتحت مصر سوقًا جديدة في أفريقيا وزار عدد من المسئولين الأفارقة مصر. سد النهضة وفيما يتعلق بملف سد النهضة يرى بيومى أن هذه الأزمة سيتم حلها بالتفاوض، مشيرا إلى أن ملف «سد النهضة» هو العائق الوحيد في تعاملات مصر مع إثيوبيا؛ لأنه يمس العصب المصرى وانشغال الرأى العام المصرى بهذا الأمر؛ لأنه متعلق بالحياة، حيث طرحت خطة من الانفتاح والحوار مع إثيوبيا بعد تولى الرئيس السيسي مقاليد الحكم في محاولة لإصلاح ما أفسده الحكم الإخوانى في هذا الملف الشائك، وتم الاتفاق على اتفاق المبادئ الثلاثى كما تم الترتيب لزيارة الرئيس لأديس أبابا والتحدث أمام البرلمان الإثيوبى كانت خطة رسمتها وزارة الخارجية للعودة من جديد لأفريقيا.