محمد منصور يبحث عن الخطر ويتحداه.. يسير فى دروب الصحراء المرعبة وسط الأفاعى والحيات ، بحثا عن صقر يصطاده.. فتلك ليست فقط مهنة غانم الراشدى صائد الصقور وإنما أيضا هوايته.. ورث المهنة عن والده الذي اصطاد يوما ثلاثة صقور في أسبوع واحد، في حين تمر الآن أشهر وأحيانا سنة دون صيد ولو صقر واحد. يفسر الراشدي ويقول: المهنة حاليا صارت صعبة عن ذي قبل، فالمناطق في الماضي كانت كلها مكشوفة، وتعد مسرحا للطيور، وفي الحاضر وبسبب الامتداد العمراني والإنارة انكمشت الطيور التي تسكن قمم الجبال والمرتفعات الشاهقة ولا توجد في المنخفضات أو السهول ويقول: الصقور أنواع منها الوكري والشاهدي والحر الوافي وهو الأفضل. لصيد الصقور أكثر من طريقة تعلمها غانم من والده، منها الصيد بالحمام وفيها يلف جسم الحمامة بشبكة من الخيط المتين عدا الأجنحة والأرجل وتربط الشبكة الملتفة على جسم الحمامة بخيط نايلون طويل ومتين مثبت بالأرض أو ممسوك بيد الصائد، وبمجرد رؤية الصقر يتم إطلاق الحمامة لترفرف فينقض عليها الصقر ويهبط بها إلى الأرض، فتتعلق مخالبه بالشبكة ويجر الصقر والحمامة معا، ثم يقوم غانم أى الصائد بإمساك الصقر بهدوء تام وربط عصابة على عينه حتى يهدأ وفى نفس الوقت لا ينكسر كبرياؤه برؤية نفسه وهو أسير ورهين. أهم شىء فى المهنة لعلاقتها بالعائد المادى - بحسب قول غانم - هو ألا يقع الريش من جسم الصقر لأن ذلك يقلل من ثمنه، بالإضافة إلى مراعاة جرح الصقر لجسمه، لأن المشترى يفحصه بعناية قبل شرائه، والثمن يقدر حسب مواصفات الصقر، قوى أم هزيل، سليم أم مريض. وعن تجار الصقور يقول غانم : معظمهم معروفون بمحافظة الشرقية، وهناك عائلات مشهورة بتجارة الصقور ، ويبيعونها فى دول الخليج وأكثر المشترين هم أمراء الدول العربية. سعر الصقر يختلف حسب نوع الصقر ، هكذا قال غانم، مؤكدا أن هناك نوعا من الصقور يساوى مليون جنيه مثل الحر الوافى، فى حين يصل ثمن الصقر الشاهدى ل70 ألف جنيه ويبيعه التجار الكبار ب 300 ألف جنيه. الحكومة فى نظر غانم أشبه باللقمة فى الزور، فهى - على حد قوله - اعترضته مرات كثيرة وصادرت صقرا كان معه ولكن لحسن الحظ كان من النوع الردىء، والمثير حقا أن غانم غير مقتنع بأن الحكومة تفعل ذلك بدافع حماية البيئة والحفاظ على الصقور من خطر الانقراض.