«يا أمي ما شكل السماء وما الضياء وما القمر؟ بجمالها تتحدثون ولا أرى منها أثر.. هل هذه الدنيا ظلام في ظلام مستمر؟.. يا أمي مدي لي يديك عسى يزايلني الضجر.. أمشي أخاف تعثرًا وسط النهار أو السحر..». كلمات كتبها الأديب طه حسين، يصف به حاله في صغره عندما شعر بأنه ضرير لا يرى من حوله ولكن لم تعيقه إصابته عن تحقيق هدفه وأصبح من أكبر الأدباء بل ترك إرثا ظل علامة فارقة في تاريخ الأدب العربي الحديث. وبشكل وميلاد جديد لطه حسين طفل من أبناء قرية ميت مجاهد، التابعة لمدينة دكرنس، بمحافظة الدقهلية، حافظا للقرآن الكريم وبرغم أنه ضرير لكنه أثبت أن العمى عمى البصيرة؛ فعاش طفولة عادية دون أن يتأثر بأي ألم نفسي جراء كونه ضرير، إنه محمد محمود عبد الفتاح الذي يبلغ من العمر 9 سنوات في الصف الرابع الابتدائي الأزهري. يقول «محمد» ل«فيتو»: "هوايتي حفظ القرآن الكريم وتمكنت من حفظ 26 جزءا منه وسأكمل مسيرتي حتى حفظ القرآن كاملا خلال الأيام المقبلة". وأضاف "محمد": "أمنيتي أن أكون أستاذا بجامعة الأزهر لأفيد الطلاب من علمي الذي أسعى أن أصل به إلى أعلى الدرجات والأديب طه حسين مثلي الأعلى في حياتي وأتمنى أن أكون مثله قائلا: "كنت أستمع عن حكايات طه حسين وهو شبهي في عمى البصر وسمعت عن قصة كفاحه في تحقيق أمله وأتمنى أن أكون مثله ويتذكرني الجميع". وتابع: "هوايتي هي لعب كرة القدم وألعب فعلا مع الأطفال في الشارع وأحيانا أقود الدراجة أمام المنزل". ويقول الشيخ محمد شفيق أحد معلمي الطفل: "محمد طفل لديه موهبة كبيرة في حفظ القرآن ومتابعة والديه عامل أساسي في تفوقه وحصوله على عدد كبير من الشهادات التقدير".