- مش معقول ؟!!... أخيرا عرفت تاخد ميعاد من المؤلف العبقرى حمادة المهدى السيناريست العظيم ؟! ده خبر تستحق عليه مكافأة خاصة يا عم هاني... هكذا تحدث الصحفى محمود أبو السعود لزميله المصور في نفس الجريدة هانى الملواني، ليرد عليه الأخير بلا مبالاة واستهتار واضحين: وإيش يكون حماده المهدى ده يعنى يا عم حوده ؟ أجعص منه لا مؤاخذة وما خدوش غلوة في إيد العبد لله.. أومال أنت فكرك إيه يعني.. ده أنا هانى الملوانى والأجر على الله... بس اشمعنى الراجل ده بالذات اللى أنت مهتم تعمل معاه حوار صحفى بالشكل الفظيع ده !!، بقى الأستاذ محمود أبو السعود اللى معظم نجوم الفن والثقافة في المجتمع يتمنوك تتصل بيهم وتعمل معاهم حوارات وربنا بيكرمنا من وراك بكام صورة زيادة نعمل بيهم مصلحة بره حسنة الجرنال، يدحدر بيك الحال لحد واحد سيناريست عقيم عمرى ما سمعت عنه ؟! والأدهى والأمر بقالك أسبوع عمال تضرب عليه من نمرتك ونمر الجرنال ما بيردش أبدا ؟ دى حاجات تشيب الغراب النوحى يا جدع.. سبحانك يا رب ؟!! محمود أبو السعود شارحا: أنا هاقول لك ليه يا عم هانى ؛ لأنه إذا عرف السبب بطل العجب، بقى الراجل السيناريست اللى أنت بتقول عليه عقيم ده.. كان ملء السمع والبصر في يوم من الأيام، وأفلامه ومسلسلاته مكسرة الدنيا وياما خرّجت نجوم كبار ومعروفين جدا بل نجوم شباك كمان، بس الراجل ده ربنا فاتح عليه بشوية فيوضات وتجليات من عنده، وكان في واحد صحفى قديم اسمه الأستاذ ضياء السمالوطى عمل معاه حوار على صفحتين بمناسبة نجاح فيلمه المعروف في فترة الثمانينيات "حب الثعابين" وعنها وراح صاحبنا رازعه في الحوار واحدة من تجلياته ولأن الأستاذ السمالوطى نشرها بكل أمانة زى ما قالها له عمك المهدى... الدنيا اتقلبت، ومات عمك السمالوطى منتحرا في مستشفى المجانين، ورئيس التحرير اتوقف عن العمل، وعمك المهدى اختفى من يوميها ولا حدش يعرف عنه حاجة وكانت حكاية... فهمت بقى أنا فرحان جدا إننا عرفنا نوصل له بعد العمر ده كله ليه ؟... هانى الملوانى متعجبا: يا نور النبي.. وسعادتك بقى مستغنى عن بقية عمرك، ولا حد قال لك إنى زهقان من حياتى حبيت تريحنى منها ؟!! محمود أبو السعود مقهقها: يا راجل ما يبقاش قلبك خفيف كده، دى هاتبقى خبطة العمر الصحفية.. بس أنت طاوعني... يذهب أبو السعود والملوانى إلى المهدى الذي يقابلهما في ترب الغفير على غرزة من الغرز المجهولة، ويسرد لهما ما مر به من أهوال بعد الحوار الذي باح فيه بواحد على الألف مما فتح الله عليه به من كنوز الأسرار، وقد كان أبو السعود يسايره في الكلام مظهرا اقتناعه التام بكل ما يقوله من تجليات بينما كان هانى الملوانى «يتشال ويترقع» في مكانه مكذبا كل كلمة يتفوه بها المهدي حتى نعته الرجل بالمغلق، وصاحبه بالمتجلى مستغربا كيف جمعهما طريق واحد بل مهنة واحدة !!، وبعد أن حقق أبو السعود خبطته الصحفية التي تمناها ونشر كل المعلومات الحديثة عن المهدي محتفظا بكافة التجليات التي باح بها له لنفسه، أخذ جائزة الصحافة العربية عن هذا الحوار النادر بينما احترقت كل الصور التي التقطها له هانى الملوانى واضطرت الجريدة أن تنشر له صورة قديمة مع الحوار، وقد انحدر الحال بهانى الملوانى بعد أن أغلقت الدنيا في وجهه وتم رفده من الجريدة والتصق به لقب «المغلق» قولا وفعلا حتى اضطر للنوم على الأرصفة والتسول من خلق الله، وقد كان يرجو برعى صاحب الكشك «متشحتفا» أن يتصل له بصديقه القديم محمود أبو السعود ليقترض منه أي مبلغ ينقذه مما هو فيه قبل أن يضربه ويبعثر له بضاعته على الأرض ويفر هاربا بعد أن فاجأه برعى بقوله معليش يا هانى لقيته مغلق !!!.