خلق اللهُ الأديان؛ ليعرفوه بها، ولكنّ "مرتزقة الأديان" أفسدوا على الناس حياتهم، رجالُ الكنيسة في العصور الوسطى أشاعوا الفوضى والظلام، كما صنع بعضُ المتشددين من الإسلام دينًا عنيفًا، رغم أن أولى الألباب لا يرون في المسيحية دينًا ظلاميًّا، ولا في الإسلام دينًا إرهابيًّا، ملائكةُ السماء لا تترقب حُكمًا كنسيًا، أو أزهريًا، بضلال هذا، أو هداية ذاك، ولو شاء اللهُ لجعلهم أمةً واحدة، هدفُ الأديان هو نشرُ قيم السلام والخير والحب، وليس اصطناع الأزمات وإثارة الفرقة وإراقة الدماء وتكفير الناس، رسولُ الإسلام قطع الطريق على المتنطعين عندما قال: "لن يدخل الجنة أحدٌّ بعمله"، الله وحده من يحاسب الناس يوم الحساب، الدنيا دارُ اختبار للمؤمنين وغير المؤمنين، واللهُ الموصوفُ بالعدل والرحمة، هو مالكُ الملك، المتصرفُ في ملكوته، لا يُسألُ عمّا يفعل، البشريةُ سوف تدفعُ أثمانا باهظة إذا لم تُنهِ أسطورة "مرتزقة الأديان"، الذين يتكسبون من الخوض في الأديان، وتفسيرها على هواهم، وإصدار أحكام الكفر والإيمان، "مرتزقة الأديان" يصنعون الفتنة بحماقاتهم، ويدعمون الإرهاب بآرائهم، اللهُ لن يرضى عنا إذا هجرنا سُبُل الرشاد، الأوطان لا تتقدم بالانقطاع في دور العبادة، وعبادة الماضى، وتقديس القديم، ولكنها تزدهر إذا شاع بين أبنائها إتقانُ العمل، وبذلُ الخير، وأن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، وهذه قيمُّ دينية مهجورة في أوطان المساجد والكنائس، ولكنها حاضرة في بلاد الغرب التي سبقتنا إلى ركب الحضارة بمئات السنين الضوئية، الشيخ "محمد عبده" عندما زار بلدًا أوروبيًا قالها في شجاعة: "رأيتُ مسلمين بلا إسلام، وإسلامًا بلا مسلمين"، "اليابان" تكاد تخلو أراضيها من المسجد والكنيسة، ولكن شعبها لا يشيع فيه ما يشيع بينا من سلوكيات متدنية مثل: إهمال العمل، ومعانقة الفساد، وأكل الحرام، التعصب لن يصنع وطنا، والحماقة لا تحقق استقرارا، والتكفير لن يعوّض إخفاقاتنا، الأديان لله، والحياة للجميع، ولن يحاكم البشر إلا من خلقهم، لن يسترشد الله يوم القيامة برأى الأزاهرة ولا القساوسة ولا أصحاب صكوك الغفران، فيا "مرتزقة الأديان".. اصمتوا رحمة بكم وبنا.