بحضور الوزير شريف فتحي.. تفاصيل إطلاق حملة «إحنا مصر» لتنشيط السياحة    رئيس جامعة الدلتا التكنولوجية يفتتح فعاليات مبادرة "كن مستعدًا"    «البترول» تواصل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر أغسطس 2025    علامة استفهام لماذا تتلكأ الدول الكبرى فى تصنيف الإخوان جماعة إرهابية    آرسنال يعود بانتصار صعب من عقر دار مانشستر يونايتد    عبد اللطيف منيع يعود للقاهرة بعد معسكر مكثف بالصين استعدادًا لبطولة العالم المقبلة    سيدة تستغل "السوشيال ميديا" بالرقص والمخدرات.. والداخلية توقفها    فى ذكرى رحيله.. «درويش» وطن فى شاعر    أمينة الفتوى بدار الإفتاء توضح علامات طهر المرأة وأحكام الإفرازات بعد الحيض    جراحة ناجحة لمريض بتثبيت كسور بالوجه والفك السفلي في العريش    7 أطعمة ومشروبات غنية بفيتامين D    غوارديولا يتحدث عن صفقاته الجديدة    جامعة المنصورة تُشارك في مبادرة "كن مستعدًا" لتأهيل الطلاب والخريجين    قبل بدء الفصل التشريعى الثانى لمجلس الشيوخ، تعرف علي مميزات حصانة النواب    خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات: الذكاء الاصطناعي ضرورة لمستقبل الاقتصاد المصرى    تحقيقات واقعة "فتيات الواحات".. الضحية الثانية تروى لحظات الرعب قبل التصادم    «الصحة» تغلق 10 عيادات غير مرخصة ملحقة بفنادق في جنوب سيناء    معلق مباراة ريال مدريد وأوساسونا في الدوري الإسباني    7 أسباب تجعلك تشتهي المخللات فجأة.. خطر على صحتك    دورة إنقاذ ومعرض تراثي.. أبرز أنشطة الشباب والرياضة في الوادي الجديد    الأمن يقترب أكثر من المواطنين.. تدشين قسم شرطة زهراء أكتوبر 2| صور    المفتي السابق يحسم جدل شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها    قرار جديد من التموين بشأن عدادات المياه: حظر التركيب إلا بشروط    يسري الفخراني بعد غرق تيمور تيمور: قُرى بمليارات كيف لا تفكر بوسائل إنقاذ أسرع    اعتذار خاص للوالد.. فتوح يطلب الغفران من جماهير الزمالك برسالة مؤثرة    محافظ الجيزة يطمئن على الحالة الصحية لشهاب عبد العزيز بطل واقعة فتاة المنيب    رد فعل شتوتغارت على أداء فولتماد أمام بايرن    جبران يفتتح ندوة توعوية حول قانون العمل الجديد    توجيهات حاسمة من السيسي لوزيري الداخلية والاتصالات    رئيس جامعة الوادي الجديد يتابع سير التقديم بكليات الجامعة الأهلية.. صور    مرصد الأزهر: تعليم المرأة فريضة شرعية.. والجماعات المتطرفة تحرمه بتأويلات باطلة    فيديو.. خالد الجندي: عدم الالتزام بقواعد المرور حرام شرعا    رئيس الأركان الإسرائيلي: نُقرّ اليوم خطة المرحلة التالية من الحرب    أمر ملكي بإعفاء رئيس مؤسسة الصناعات العسكرية ومساعد وزير الدفاع السعودي    مانشستر يونايتد يدرس التحرك لضم آدم وارتون    صحة الوادى الجديد: انتظام العمل فى المرحلة الثالثة من مبادرة "100 يوم صحة"    ربان مصري يدخل موسوعة جينيس بأطول غطسة تحت المياه لمريض بالشلل الرباعي    أحمد سعد يغني مع شقيقة عمرو «أخويا» في حفله بمهرجان مراسي «ليالي مراسي»    إنفانتينو عن واقعة ليفربول وبورنموث: لا مكان للعنصرية في كرة القدم    ارتفاع حصيلة ضحايا الأمطار الموسمية والفيضانات في باكستان إلى 645 قتيلا    صراع من أجل البقاء.. مأساة الفاشر بين الحصار والمجاعة والموت عطشًا    الأنبا ثيئودوسيوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة العذراء مريم بفيصل    حقيقة انتقال هاكان للدوري السعودي    مدير عام الطب البيطري سوهاج يناشد المواطنين سرعة تحصين حيواناتهم ضد العترة الجديدة    شئون البيئة بالشرقية: التفتيش على 63 منشآة غذائية وصناعية وتحرير محاضر للمخالفين    الخارجية الروسية تتوقع فوز خالد العناني مرشح مصر في سباق اليونيسكو    في 3 خطوات بس.. للاستمتاع بحلوى تشيز كيك الفراولة على البارد بطريقة بسيطة    موعد آخر موجة حارة في صيف 2025.. الأرصاد تكشف حقيقة بداية الخريف    حزب الجبهة الوطنية: تلقينا أكثر من 170 طلب ترشح لانتخابات مجلس النواب    تعرف علي شروط الالتحاق بالعمل فى المستشفيات الشرطية خلال 24 شهرا    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يعلن تفاصيل مسابقة "أبو الحسن سلام" للبحث العلمي    المفتي يوضح حكم النية عند الاغتسال من الجنابة    مصرع شخص وإصابة 24 آخرين إثر انحراف قطار عن مساره في شرق باكستان    إصلاح الإعلام    فتنة إسرائيلية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج    خطأ أمريكي هدد سلامة ترامب وبوتين خلال لقائهما.. ماذا حدث؟    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الأحد 17 أغسطس محليًا وعالميًا (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشيوخ والقسيسين والحاخامات ليس لهم علي الناس سلطان لا في الدنيا ولا في الآخرة
نشر في شباب مصر يوم 02 - 01 - 2016

ترك الله سبحانه تعالي شريعة أهل كل كتاب ولم يلغيها فقال تعالى:
[لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا]؛ وقال تعالي أيضا : [وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ]، فالاعتراف بشرائع أهل الكتاب سمة حضارية إسلامية وعقيدة سماوية لمن يفهمون الإسلام حق الإدراك والفهم، لذلك فقد أمر الله المسلمين ألا يجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن.
وكثير من أصحاب اللحى يفهمون قوله تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }البقرة120؛ بأن اليهود والنصارى يكرهون المسلمين، بينما أراها أنهم يحبون المسلمين، فلطالما كان معتقدهم أنهم سيدخلون الجنة بما هم عليه ولا يرضون عنا إلا أن ندخل معهم في دينهم فهذا يعني أنهم حريصون على دخولنا الجنة معهم ولا يدل على كرههم لنا، ولينظر المسلم لنفسه فسيرى بأنه غير راض عن اليهود والنصارى، فإن كان هذا لكرهه لهم فيعني ذلك مرضا نفسيا عند المسلم، وإن كان هذا لأنك تود أن يسلموا معك بدين محمد لأنك تود دخولهم الجنة فأنت صاحب نفس سوية.
وطالما إننا أهل دين واحد برسالات متعددة فإن العصبية الحزبية والفئوية بين أتباع الدين الواحد من أمور الجاهلية، ونوعا من الأمية التي ذمها الله فقال سبحانه وتعالى: [ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون]؛ والأمة التي تدين بدين السماء يجب عليها أن تكون في وحدة عقائدية واقتصادية لا تنفك ولا تتحزب بدعوى ان هذا سني وذاك شيعي، أو هذا مسلم وذاك مسيحي، فالجميع أتباع دين واحد نزل برسالات متعددة، أو أصحاب دين واحد ولهم مشارب مختلفة لا تأثير لها عند العقلاء.
يقول المستشار أحمد عبده ماهر وهو مفكر إسلامي مصري في أحد كتبه الإسلامية في تفسير الآية رقم 19 من سورة ال عمران الآتي
معنى آية [إن الدين عند الله الإسلام].
إن قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19، لا يعني بحال أنه الإسلام الذي جاء به محمد فقط، لكنه الدين من لدن آدم لم يتغير، وقد أسماه إبراهيم عليه السلام {دين الإسلام}،
فرسالة موسى هي الإسلام، ورسالة عيسى تأكيد على الإسلام الذي جاء به موسى، فهي ديانة واحدة في رسالات متعددة، لذلك لا تعجب حين تسمع قوله تعالى لنبيه محمد: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ سورة النحل الآية 123، لأن سيدنا إبراهيم هو الذي سمَّى كل من اتبع رسل الله بالمسلمين، أي الذين أسلموا قيادهم لشريعة مرسلة من الله.
ويؤكد الله على أن كل من اتبع ملة إبراهيم فهو من الذين اتبعوا أحسن الدين، حيث قال تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }النساء125،
وهو مما يعني وحدة الدين فيما أسماه الله الإسلام، حيث قال سبحانه وتعالى:
{هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى
وَنِعْمَ النَّصِيرُ }سورة الحج الآية 78
فجميع الأنبياء جاءوا بالإسلام، ولا يهم بعد ذلك من أطلق على نفسه لقب مسيحي أو يهودي أو غير ذلك، كما لا يهم اختلاف المنهج التشريعي المصاحب لكل رسالة.
التبعية وإتباع سيدنا إبراهيم هي أساس الحكم على إيمان أي مؤمن:
ويقول تعالى في شأن تنازع اليهود والنصارى والمسلمين بشأن نسبة كل منهم لإبراهيم عليه السلام
{إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ
الْمُؤْمِنِينَ }سورة آل عمران الآية 68
بما يعني أهل الكتاب الذين التزموا بملَّة إبراهيم وأتباع محمد جميعهم مؤمنون والله مولاهم جميعًا، فكل من اهتدى بهدي إبراهيم فهو مسلم، مهما كانت طقوسه ومهما كان النبي الذي يعتقد بنبوته.
أما قوله تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }سورة آل عمران الآية 67
فلا يعني بحال انحصار الإسلام في التبعية لمحمد إنما تعني عقيدة وحدانية لله بلا شريك والإيمان باليوم الآخر مع عمل الصَّالحات، فالتسميات لا وزن لها، فيقولون: نصراني أو مسيحي أو قبطي، ويقولون: يهودي، ويقولون مسلم وسني وشيعي وباطني وغير ذلك، لكن المهم هو حقيقة ما تعتقد به، وصورة أعمالك، ولمن تتوجه بالعمل؟؟، ألله أم لغيره؟؟، أو تُنَفِّذ ما أمرك به أم لا؟.
وإنك كي تستطيع أن تكون من أتباع إبراهيم عليه السلام فلا بد أن تكون من أتباع الرسل، لأنهم الذين صنعهم الله على عينه لحمل الهداية للناس.
الإيمان المطلوب هو: بمثل ما آمنتم به
إن حقيقة التبعية لإبراهيم عليه السلام واتخاذ ملته منهاجا هي أساس الحكم على إيمان أي مؤمن على وجه الأرض، وآية ذلك ما قاله الله بالآية137 من سورة البقرة: {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }سورة البقرة الآية 137
فقوله تعالى: ( بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ )لا تعني التطابق ولا تعنى حتمية الانقياد لمحمد إنما تعني المحاكاة الشبيهة بما يعبد به محمد ربه، والتطابق في التوجه بالعمل لله، فلهم صلاتهم ولنا صلاتنا ولا إلزام عليهم في اتِّباع نمط شعائرنا وطقوسنا، إلا لمن هداه الله لإسلامنا،
حيث يقول تعالى {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }سورة المائدة الآية 48
فها هو القرءان يذكر: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً)، ويقول تعالى: (وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً) ، فأين التطابق والإلزام في هذا؟؟.
فالله لا يترصد إهلاك النَّاس لمجرد أنه غُمَّ عليهم شيء من الكتاب المنزَّل عليهم، وإلا لكان المسلمون من أتباع محمد هم أول الهالكين، لكن مصارع النَّاس تكون على يد الجحود بالإلوهية، أو اليوم الآخر، أو السعي لخراب الدنيا، وعدم إتباع منهج الرسل، ولن يكلف الله نفسا إلا وسعها.
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه.....لا تعني إسلام رسالة محمد لكن إسلام الوحدانية لله والانقياد له ، فكل من قال لا إله إلا الله وعمل صالحا وآمن بيوم القيامة فهو مؤمن بالله تعالي ...مهما كانت رسالته السماوية التي يؤمن بها.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
سورة البقرة الآية 62.
وهي آية ماضية حتى اليوم ولم تكن أبدا آية تاريخية تتناول أهل زمن معين.
وقال تعالى أيضا : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ والصابئون وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }
سورة المائدة الآية 69 .
فهاتين آيتين نزلتا بالمدينة المنورة في أواخر عهد الرسالة المحمدية لا تتناول اليهود والنصارى بالويل والثبور وعظائم الأمور إنما تبشرهم وتطمئنهم كيلا يحزنوا ولا يخافوا سوء المصير الذي يتوعدهم به بزماننا كل من أطلق لحية كما يتوعد بالنار أيضا المسلمين من المذاهب المخالفة لمذهبه المخالف لسماحة الإسلام ) انتهي كلام المستشار أحمد عبده ماهر
والله تعالي انزل في كتابه آيات بيانات تتلوا إلي يوم القيامة تؤمرنا بمودة أهل الكتاب طالما أنهم لم يقاتلونا ويخرجونا من ديارنا وعلينا أن نبرهم ونحسن إليهم وفي ذلك يقول الله تعالي في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم
{لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }سورة الممتحنة الآية 8
فبرهم والإقساط إليهم هو الشريعة الواجبة التطبيق بيننا وبينهم في الحياة طالما أنهم لم يقاتلوننا ولم يطردوننا من بلادنا.
وإن كراهيتك لهم ليست دليل حبك لدينك الإسلام بل هي دليل عدم فهمك الإسلام الصحيح ، وعدم فهمك ما تنزل من القرءان، ودليل إصابتك بفيروس ثقافة الخصام وتفشيه بعقلك وقلبك فأنت تحمل الغل لكل من خالفك دون أن يعاديك....وكل ذلك مخالف للقرءان.
فالله قد جعل لأهل الكتاب أحكاما غير تلك التي تكون للكافرين، ولا تقولن مثل قول الجاهلين الذين يقولون بعدم وجود أهل كتاب بمجرد نزول رسالة نبينا محمد
وقوله تعالي أيضا يوضح إيمان أهل الكتاب {وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ }سورة آل عمران الآية 199.
ويقول تعالى: { لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ{113} يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ{114} وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ{115}.
وتكفير الناس لا يصح لأي إنسان فهو لا يملك جنة ولا نار ولا ثواب ولا عقاب وإنما الله تعالي خالق كل شئ هو الذي يملك الأمور كلها فالشيوخ والقسيسين والحاخامات وغيرهم من البشر لا يملكون لأنفسهم نجاة من حساب الله لهم في الآخرة سوي عملهم الطيب ورحمة الله لهم أيضا وهؤلاء أيضا لا يملكون أن يمنعوا عن أنفسهم المرض الخفيف ولا المرض المزمن ولا يملكون أن يمنعوا عن أنفسهم أيضا ألم المغص أو حسرة البول في المثانة و لا يملكون لأنفسهم صنع بذرة شجرة لان الله هو الخالق سبحانه وتعالي وهم بشر مثلنا نرجو رحمة الله ومحبته في الإخلاص له بدون غلو وتكفير لا أحد من أي ملة أو دين سماوي أو حتى أرضي
فرجال الدين في عمومهم لهم طقوس ومناهج ومن بينها مناهج تكفير الغير...فالإسلام لا يقوم بالتكفير وإصدار أحكام الزندقة والكفر وإنكار السنة فبعض رجال الدين الإسلامي
و رجال الدين المسيحي واليهودي يقومون بذات العمل في القول على هذا بالهرطقة وذاك يتم حرمانه للكفر وهكذا...فهذا نهج المتسلطين من رجال الدين بكل العصور.
فلقد صدر تكفيرا في حق الشيخ الأزهري علي عبد الرازق وتم سحب شهادته الأزهرية منه
وتم تكفير الشيخ محمد عبده مفتي المملكة المصرية.
كما قام رجال الدين بتكفير الزعيم سعد زغلول و الشيخ محمد الغزالي وتكفير الدكتور طه حسين وفرج فوده والمستشار أحمد عبده ماهر والشيخ محمد الذهبي من علماء الأزهر ونجيب محفوظ وأحمد صبحي منصور وإيلام بحيري وقاموا بالسعي لتطليق الدكتور نصر حامد أبو زيد من زوجته لأنهم أصدروا فرمان بتكفيره وكان لهم ما أرادوا.وكفروا الرئيس محمد أنور السادات وجمال عبد الناصر و وهناك من قاموا بتكفير الإخوان المسلمين وتكفير الشيعة وتكفير الصوفية و بعض الطوائف الاخري ....
وفى يوم 2 ديسمبر 1962أصدر بابا الفاتيكان بولس السادس "صك حرمان" (تكفير) بحق الرئيس الكوبي فيدل كاسترو الذي اعتبره الفاتيكان معاديا للكنيسة.
وقام الأنبا بيشوي بتكفير مَن هم غير أرثوذكس من المسيحيين الكاثوليك
و البروتستانت.
وتم تكفير الإخوة المسيحيين الذين ترشحوا على قوائم حزب النور السلفي بالانتخابات الأخيرة التي جرت بشهري نوفمبر وديسمبر 2015 بمصر.
أما البابا بنديكيت فهو يعتبر إن كنيسة المسيح الوحيدة هي الكنيسة الكاثوليكية ولا يعتبر الكنيسة الأرثوذكسية تملك وسائط الخلاص وأنها معيبة.
فهذا وغيره أراه أنا من مناهج الشياطين وتجد رجال الدين يستهجنون التكفير وهم يمارسونه على أوسع نطاق وما ذلك إلا لأن العالم يخضع لسلطة الكهنوت مهما زعم أنه تخلص منها.
الشرائع السماوية كلها أيها الناس في مناهجها الصافية لا تكفر أحد أبد وتدعو الناس للمحبة والإخلاص لله تعالي وهي كلها جاءت من عند الله تعالي وجاءت للتعاون والإخاء في الأرض والبر والإحسان والكلمة الطيبة وليس قهر الناس كما يفعل كثير من الشيوخ والقسيسين والحاخامات من تكفير بعض أتباعهم أو غيرهم من أهل الشرائع السماوية الاخري ويزرعون فيهم البغضاء والتقاتل فيما بينهم وكأنهم مسلطون عليهم ومعهم الأمر الإلهي بتكفيرهم وقتلهم وهم يفهمون الأديان خطأ ويضلون خلق الله ويحسبون أنهم يحسنون صنعا وهم في الأصل خالفوا مناهج الله تعالي التي جاءت بقبول الآخر وأمرت بالرفق واللين والتسامح معهم ولم يعطيهم الله تعالي سلطة التسلط علي الناس واكزاهم في الدخول في شريعة من الشرائع الثلاثة ولو عرفوا الحق لعرفوا أننا نعبد الله تعالي إلها وحدا لا شريك له وتركوا الناس كلها تنشر قيم التسامح والحب والإخاء والرحمة ونبذ العنصرية وترك التكفير لأنه يرد عليهم وليس منه منفعة سوي الشر والعقاب من الله في الآخرة وعمروا الأرض بالخير والعمل دون التسلط علي احد وهذا هو مراد الله من شرائعه الثلاثة فهل يفهم المشايخ والقسيسين والحاخامات الذين ينشرون العداوة بين الناس وأهل الشرائع السماوية الثلاث إنهم علي خطر شديد وعقاب اليم إذا لم يرجعوا إلي الله ويتوبوا هم إلي الله وليس أتباعهم لان أتباعهم مؤمنون بالله في الأول والآخر وليس لهم سلطان عليهم وبدل الغلو والغلظة في الدين مع الأتباع ومخالفيهم عليهم بمحاسبة أنفسهم حساب شديدا أيضا حتى لا ينزل غضب الله عليهم وعليهم أن بدعوا الناس كلها سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود أو ملحدين أو غيرهم بالتسامح والإخاء والمحبة في الأرض وترك الأمر لله تعالي فهو الذي يكافئ المحسن أو يحاسب المسئ أو يعفوا عن الناس كلها في الآخرة فهذا من خصوصية الله تعالي فقط وليس لهم فهم لا يملكون مفاتيح الجنة ولا النار ولا يملكون أيضا دخول الجنة ولا النجاة من النار.
وترك الناس تعمل الخير وتنشر التسامح والإخاء والمحبة دون تسلط عليهم من بشر مثلهم .
-----------
بقلم / عبد العزيز فرج عزو
كاتب وباحث مصري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.