"إذا ترشحتُ في الانتخابات الرئاسية المُقبلة.. فسوف يغتالوننى برصاصة"، كلمات خبيثة أجاب بها الإخوانى الدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح"، عندما سألته صحيفة عربية كارهة للنظام المصرى الحاكم، عما إذا كان يعتزم الترشح في الانتخابات الرئاسية 2018 أم لا؟ لم يتطهر الرجل الستينى بعدُ من مكر الإخوان، حتى لو ادعى كاذبا، أو حلف حانثا، أنه لم يعد على دينهم، المرءُ على دين خليله، و"أبو الفتوح"، نشأ وشبّ وشاب في كهوف الإخوان، فلن يفارق هواه هواهم، يطلقون الأكاذيب ثم يصدقونها، يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، الإخوانى العجوز، الذي لم يُعرف عنه الوقارُ في حضرة الكبار، يرى في نفسه المُتضخمة، بحسب ما ورد بالحوار، جدارة بحكم مصر، التي لُدغت مرة من حكم جماعته الإرهابية، ولن تُلدغ بطبيعة الحال مرتين، يظن "أبو الفتوح" أنه سياسىٌّ مغوارُّ لا يُشقُّ له غبار، وأن نظام الرئيس السيسي سوف يغتاله إذا فكر في منافسته في الانتخابات المقبلة، ولكن هكذا تكونُ الحالُ، عندما يتكلمُ الصغارُ عن الكبار، قد يكون الكلامُ عن تلك الانتخابات سابقا لأوانه، بنظر البعض، فلا يزال يفصلنا عنها ما يزيد على العام، ولكن الأيام الماضية شهدت "تنطعا مذموما"، من "أبو الفتوح" وغيره، بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، اللافت أن حديث الطامعين في حكم مصر لم يكن ملائما لهم، كأنهم يجهلون الحكمة النبوية البليغة: " رحم الله امرأ عرف قدر نفسه"، ولا لائقا بوطن اسمه مصر، ولكنه كان أشبه ب"حديث الإفك"، وحوارات المطلقات والعوانس اللاتى يتظاهرن برفض رجال لم يخطبوا ودهن، فلا أحد هتف باسم "أبو الفتوح"، ولا استغاث ب "حمدين صباحى"، ولا استصرخ غيرهما لإنقاذ مصر، المصريون تعلموا من أخطائهم ولن يكرروها، لن يغامروا ببلدهم مجددا، لن يميلوا إلى ممثل الجماعة الإرهابية، ولن يتذكروا مرشحا رئاسيا حصل على المركز الثالث في انتخابات ثنائية، ولن يتعاطفوا مع ثالث يدّعى المظلومية وهواه الإخوانى مفضوح، ولا رابع لا يعرفه جيرانه في الشارع، ولا خامس يعيش في المنفى ولا يخفى على أحد، أن هناك حالة مكتومة من الغضب الشعبى الجارف، بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة، وتسارع وتيرة الغلاء، وعدم تحقيق العدالة الاجتماعية بشكل كامل، ولكن المصريين يدركون أن النظام الحالى ورث تركة مثقلة بالأعباء، فلم يشأ أن يثقلها بأعباء جديدة، ولكنه قرر أن يخوض عملية مُعقدة من الإصلاح، وإنقاذ ما أفسده الدهر، ربما لم يتمكن الرئيس من الوفاء بكل ما تعهد به، ولكنه لم يبخل بجهد، ولم يضنّ بنقطة عرق واحدة، يواصل الليل بالنهار، قد يكون في المساء في دولة أوروبية، وفى صباح اليوم التالى يتفقد مصنعا جديدا في القاهرة، أو مشروعا حديثا في الصعيد، الرئيس يعلم قبل غيره، أن أمامه مشوارا طويلا من العمل، كما يدرك قبل غيره، أن من انتخبوه رئيسا يترقبون منه الكثير، يتطلعون إلى استقرار لم يكتمل بعد، وإلى رفاهية في العيش، لن تتحقق قريبا، ولكنه يواصل مسيرته في هدوء، الرئيس لم يُبد تشبثا بالسلطة، في مؤتمر الشباب الأخير بالإسماعيلية شدد على ذلك، هو مهموم بإنقاذ وطن غارق في الديون والفساد، يزيد سكانه بمعدل 2.5 مليون نسمة كل عام، الرئيس قد لا يكون مشغولا بالانتخابات المقبلة، ولكن القواعد من مرتزقة التنظير السياسي، بدءوا في إطلاق بالونات الاختبار، وادعاء بطولات زائفة، مثل الإخوانى الذي يزعم أنه سوف يتم اغتياله لو ترشح أمام "السيسي"، متجاهلا أن تصفية الخصوم عقيدة إخوانية راسخة... هل لا يزال الرئيس السيسي هو مرشح الضرورة، هل فقد جزءا من شعبيته، هل تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة تنافسا جادا وحقيقيا، وتقدم مصر للعالم تجربة متحضرة يتحاكى بها الركبان، أم يتم تأميمها مبكرًا، ولماذا لم يصدر قانون مفوضية الانتخابات حتى الآن. هل من الذكاء أن يتناوب المستفيدون من الرئيس على إهانة كل من يفكر في الترشح.. هل لا يزال السيسي رئيسا مؤكدا، أم أن هناك رئيسا محتملا آخر؟ هذه الأسئلة وغيرها نحاول تلمس الإجابة عنها في هذا الملف...