شهدت مصر والشرق الأوسط موجة من التطرف والذي بدا منذ القرن الماضي وقد زادت حدته في هذه الحقبة واتجهت المراكز البحثية إلى تحليل التطرف وإيجاد حلول له. ونشرت وزارة التربية والتعليم بالمملكة المتحدة البريطانية ورقة بحثية عن طرق مكافحة التطرف والإرهاب من خلال التعليم، شارك في البحث من 15 إلى 20 شخصا، وقد أكد البحث أن فلسفة الطفل ضرورة قصوي، وتأسست قبل 40 عاما من قبل البروفيسور ماثيو ليبمان من جامعة كولومبيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأعرب عن اعتقاده بأن الفلسفة سوف تساعد الطلاب الذين تحتاج مهاراتهم إلى التفكير، يدرس الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 11-13 عاما فلسفة الطفل من خلال مناهج خاصة مناسبة لسنهم. خريجو الكليات العملية نشر المجلس الثقافي البريطاني ورقة بحثية عن التطرف، ووجدت إحدى الدراسات في عام 2007 أن 48.5٪ من الجهاديين الذين تم تجنيدهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كانوا من خريجي الجامعات، و44٪ منهم درسوا الهندسة. وتشير الورقة إلى أنه هناك صلات بين تدريس مواضيع معينة، والعقل المنغلق للمتطرفين الذين يدرسونهم، ويمکن القول إن الورقة تدل علي أن تغيير الطريقة التي يتم بها تدريس بعض المواد، إلى جانب تعليم أفضل في العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، يمکن أن يساعد علي تحصين العقول ضد التطرف، إذا كانت هذه الحجة صحيحة قد يكون لها بعض الآثار على سياسة التعليم. وأكدت أن الإسلاميين مثل أسامة بن لادن ومحمد عطا وسوسة القاتل سيف الدين رزقي من خريجي الهندسة، كما أن "أونابومبر" ثيودور كاتشينسكي أحد الإرهابيين كان محاضرًا في الرياضيات، وتشير الدراسات إلى أن الإرهابيين البارزين في بعض الأيديولوجيات خاصة أقصى اليمين كانوا من خريجي الكليات العلمية. يعاني تدريس العلوم الاجتماعية والإنسانية، على الرغم من إهماله النسبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يبدو أن له تأثيرًا إيجابيًا في الحد من التطرف بين خريجيه، على الرغم من أنهم أكثر عرضة لمواجهة البطالة كالخريجين. مقاومة التطرف ونشرت الدكتورة أنجيل هوبس، أستاذة الفلسفة بجامعة شيلفد، مقالة علمية على موقع conversation تطالب فيها تدريس الفلسفة لتشجيع الشباب على التفكير ومواجهة التطرف. وقالت أنجيل في مقالها، إن الشباب معرضون لخطر التلقين سواء كان متعمدا أو غير مقصود، أن تدريس الفلسفة يمكن أن يساعد الشباب على التفكير لأنفسهم، وتحدي التضليل ومقاومة محاولات لتلقين في هذا العصر من الصور المتناقضة والرسائل المستمرة. وتابعت: "يمكن للفلسفة أن تعطي الشباب المهارات والثقة، ليس فقط للتساؤل والتحدي الحقائق المزعومة ولكن أيضا أن يروا مفاهيم الحقيقة والخبرة، وللمساعدة في تحليل النظريات الفلسفية الشباب على فهم طبيعة الواقع الافتراضي بشكل أفضل، مما يجعلهم أكثر استعدادا للتفاوض على وسائل التواصل الاجتماعي". دور الفلسفة يعد الدكتور محمد عثمان الخشت أستاذ فلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، ونائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم أحد الأساتذة الذين استخدموا الفلسفة في مواجهة التطرف، وقد كان كتابه "نحو تأسيس عصر ديني جديد" أحد الكتب التي تواجه الجمود الديني بالعقل والمنطق. كما يحاول الخشت جاهدا إقامة بناء جديد بمفاهيم إلى العودة إلى"الإسلام النقي المنسي"٬ لا الإسلام المزيف الذي نعيشه اليوم بسبب الجماعات الإرهابية ومجتمعات التخلف ويؤكد أنه لا يمكن هذا إلا بتخليص الإسلام من "الموروثات الاجتماعية" و"قاع التراث"٬ فقد استعرض الخشت في كتابه أساليب الشك المنهجي واستخدام فلسفة ديكارت والشك الديكارتي للوصول إلى الحقائق.