نشرت الدكتورة أنجيل هوبس، أستاذة الفلسفة بجامعة شيلفد، مقالة علمية على موقع conversation تطالب فيها تدريس الفلسفة لتشجيع الشباب على التفكير ومواجهة التطرف. وقالت أنجيل في مقالها، إن الشباب معرضون لخطر التلقين سواء كان متعمدا أو غير مقصود، ويمكن أن يكون ذلك من قبل المعلنين أو السياسيين أو المتطرفين الدينيين أو وسائل الإعلام، ويمكن أن يجعل من الصعب على الشباب التعامل مع العالم من حولهم. أضافت أنجيل، أن تدريس الفلسفة يمكن أن يساعد الشباب على التفكير لأنفسهم، وتحدي التضليل ومقاومة محاولات لتلقين في هذا العصر من الصور المتناقضة والرسائل المستمرة. وتناول المجلس الثقافي البريطاني هذا المفهوم في ورقة عمله والتي خلصت إلى أن الشباب بحاجة إلى أن يدرسوا كيفية التفكير في تحصين عقولهم ضد الأيديولوجيات التي تسعى إلى تعليمهم ما يفكرون فيه، واقترحت البحوث التي أجرتها إدارة التعليم في إنجلترا وجود صلة بين فلسفة الأطفال والحماية من التلقين. وأكد البحث أنه يمكن أن يعمل تدريس الفلسفة نحو تحقيق هذه الأهداف بطريقة شاملة، وقالت أنجيل: "يهدف برنامج الحكومة الإنجليزية إلى منع الشباب من التحول إلى التطرف،كما أن التفكير الجيد الذي تعززه الفلسفة يمنع التلقين، كما تشجع الممارسة الفلسفية الجيدة مهارات الاستماع، وتسمح بفهم وجهات نظر الناس الذين قد تكون خلفياتهم وقيمهم مختلفة جدا عن خلفياتنا، في نهاية المطاف يمكن للفلسفة أن تساعد على تعزيز التعاطف". وأضافت:" تنتشر حاليا المعلومات المضللة، ويبدو أن عبارة -ما بعد الحقيقة- والحقائق البديلة- تثير تغيرا مزعجا، فمن الأهمية أن تقوم المدارس بكل ما في وسعها لمساعدة الشباب على تحليل ما يدور حولهم،وما يسمعون، وينبغي أن يتم ذلك بالوضوح والدقة، مما يشجع الشباب على اتخاذ القرارات بناء على حجج دقيقة". وتابعت: "يمكن للفلسفة أن تعطي الشباب المهارات والثقة، ليس فقط للتساؤل والتحدي الحقائق المزعومة ولكن أيضا أن يروا مفاهيم الحقيقة والخبرة، وللمساعدة في تحليل النظريات الفلسفية الشباب على فهم طبيعة الواقع الافتراضي بشكل أفضل، مما يجعلهم أكثر استعدادا للتفاوض على وسائل التواصل الاجتماعي". وقالت: "حرية التعبير والنقاش المفتوح عنصران أساسيان من عناصر الديمقراطية الليبرالية،ومن المرجح أن يؤدي تحسين حرية الكلام والنقاش الحر بين الناخبين الحاليين والمستقبلين إلى تحسين صحة الديمقراطية". وأضافت: "تتميز الفلسفة بتاريخ غني من الحجج والأفكار والتي تسمح للشباب بالتفكير، ويمكن أن تساعد الطلاب على العمل على ما يجب القيام به، وتحويل الأفكار إلى واقع ملموس". وتابعت: "دراسة ممتعة ومثيرة للفلسفة عنصر هام من حياة مزدهرة، كما أن السنوات التي ينفقها الطالب في المدرسة ليست مجرد إعداد للبلوغ، ويمكن أن تلعب الفلسفة دورا هاما في ذلك، كما أن الحالة الراهنة للعالم معقدة ولا يمكن إنكارها، ويمكن للفلسفة أن تعطي الشباب مفاهيم جديدة لذلك لابد من تدريس المزيد من الفلسفة في نظامنا التعليمي".