أسرار نجاح قوات الأمن في التخلص من "أبومنير" أخطر العناصر التكفيرية المشارك في قتل 25 شهيدا من جنود القوات المسلحة التنظيم الإرهابى يستعين ب"فيديوهات قديمة" لرفع معنويات عناصره.. وتحركات الأمن تجبرهم على العودة للجحور حكاية إسقاط "العراف" مهندس صفقات التسليح بين داعش وحماس.. وكيف اقتصت الداخلية من قتلة "أبوشقرة" و"مبروك" في محاولة ضالة من «تنظيم داعش الإرهابي»، لرفع الروح المعنوية لأتباعه؛ وممارسة نوع من التضليل لعناصره، أصدر التنظيم في سيناء فيديو جديدا أسماه «صاعقات القلوب»، يرد من خلاله على رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمصريين والعالم، والتي أكد فيها سيطرة الأجهزة الأمنية على سيناء؛ ورغم الكذب البواح لدلالات الإصدار، الذي سنكشفه ونعريه عبر رصد نجاحات الجيش في دك رءوس التنظيم منذ أربع سنوات، خلال حربه المفتوحة مع الإرهاب بسيناء، إلا أن الإرهابيين فضحوا أنفسهم بعدما أظهروا جبنًا وخسة، في اللجوء للقنص، ويبدو أنها الوسيلة الأخيرة لهم في التعامل مع القوات المسلحة المصرية، التي جعلت من أسطورتهم في العالم «خيال مآتة» في سيناء يوشك على السقوط. كيف تمت المواجهة مع الإرهابيين في سيناء ؟ خلال السنوات الماضية، وجه الجيش ضربات قاتلة، لقيادات الإرهاب الأصولى في سيناء، بعد تصفية غالبية قادة التنظيمات الجهادية، وفى القلب منها رأس الأفعى «داعش»، بعدما جرت محاصرتهم، وتجفيف مصادر دعمهم ماليًا ولوجيستيًا، ما أدى إلى تراجع العمليات المسلحة، حتى أن التنظيم لم يعد لديه وسيلة للتعامل مع القوات إلا القنص متخفيا، وهو ما نرصده على النحو التالي. «2012».. اندلاع المواجهة في 2012، وفى خضم الأحداث السياسية الدائرة في مصر، كانت الأجهزة الأمنية، ترصد ما يدور في سيناء، واستطاعت الإيقاع بالإرهابى «إبراهيم عويضة»، القيادى البارز بجماعة «أنصار بيت المقدس»، عبر تفجيره وهو يستقل دراجته البخارية، بعبوة ناسفة زرعت له على طريق منزله. «قنص عويضة» كان ضربة ناجحة بكل المقاييس، لاسيما وأنه كان ضمن أحد كبار المسئولين عن عملية قتل الجنود الإسرائيليين في ميناء إيلات، خلال شهر رمضان من عام 2011، وكان يحاول مع جماعته إشعال حرب بين مصر وإسرائيل، بسبب هجماته التي كان يشنها بالصواريخ، على القوات الإسرائيلية من داخل سيناء، فضلا عن مشاركته مع العناصر التكفيرية شديدة الخطورة، في مهاجمة القوات الأمنية التابعة للجيش والشرطة المصرية. 2013.. إسقاط زعيم التكفيريين ب«الشيخ زويد» في يناير من عام 2013، نجحت قوات الأمن، في الإيقاع بالزعيم الروحى للتكفيريين بالشيخ زويد، محمد حسين أحمد محارب، المعروف «بأبومنير»، ومعه نجلاه، عبد الرحمن وأيمن. وأبو منير، هو الزعيم الروحى لكافة العناصر التكفيرية والجهادية، وكانت له كلمة مسموعة، على الجميع، في ظل سعيه لإقامة إمارة إسلامية بسيناء، لاسيما وأنه كان ضمن أهم المتورطين، في مذبحة رفح الثانية، بل وأكدت التحريات الأمنية والمعلومات الاستخباراتية وقتها، أنه قتل بنفسه 25 جنديًا من قوات الأمن المركزي، بالاشتراك مع عادل حبارة، الذي تم إعدامه قبل شهور. المثير أن «أبو منير» كان التقى محمد مرسي، الرئيس المعزول، ومعه قيادات التيار الإسلامى في ذلك الوقت، رفاعى طه، وعماد عبد الغفور، وصفوت حجازى، للاتفاق على صفقة، توقف التيارات المتطرفة بموجبها، حملاتها على الجيش في سيناء، مقابل الإفراج عن المقبوض عليهم من جماعة أنصار بيت المقدس. ولم يقبل الجيش ب«صفقة مرسي»، وبعد عزله، قاد أبو منير، خلية من الإرهابيين، لاستهداف أحد كمائن الجيش والشرطة المنتشرة على الطريق الدولى، فتصدت لهم قيادة الجيش الثانى الميداني، وطبقت خطة خداع إستراتيجي، عالية الدقة، تعمدت فيها عدم قطع الاتصالات، وتأجيل ظهور «الأباتشي» فوق مدينة الشيخ زويد، لتعطى بذلك الأمان للخلية الإرهابية، حتى تتحرك بأريحية في نطاق المنطقة الواقعة، ما بين قريتى المقاطعة والجورة جنوب الشيخ زويد. وفى اللحظة الحاسمة، شن ضباط الصاعقة، هجوما من كافة الاتجاهات على أبو منير، ومعه أربعة عناصر كانوا برفقته، ما أدى إلى مصرعهم جميعًا، وكانت ضربة قاصمة للدواعش الجدد في شمال سيناء. كما تكبد "داعش" خسارة كبيرة للغاية تمثلت في إصابة "إبراهيم العسيري" المدعو "أبو صالح، وهو كبير صانعى المتفجرات في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي تعرض للإصابة هو الآخر في الضربات التي تلاحق المتطرفين في سيناء. وكان أبو صالح انضم ل«داعش» وأعلن تعاونه مع التنظيم نهايات 2013، وكان وقتها في اليمن، ثم انتقل إلى «سوريا» ومنها إلى سيناء كما كبدت القوات الأمنية تنظيم داعش خسارة فادحة بقتل «أسد الموصلي» الذي كانت «فيتو» انفردت بنشر قصته الكاملة في العمل جنبا إلى جنب مع الإرهابيين لتنفيذ خطة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان التي كان أعدها سابقا بعد التواصل مع البغدادى للانتقام من الرئيس عبد الفتاح السيسي وزعزعة استقرار مصر. 2014.. الكلمة ل «الجيش» في 2014 اشتعلت حدة المواجهات، وحاول التنظيم الرد بكل قوة واستعراض عضلاته على الجيش المصري، وإخراج كل طاقاته التي حشدها على مدار السنوات الماضية، إلا أن القوات المسلحة، وجهت ضربات قاصمة لجماعة أنصار بيت المقدس، بدأتها بتصفية أحد أهم قادتها الميدانيين، «توفيق فريج»، الملقب ب«أبو عبد الله» قبل أن يفجر قنبلة حرارية، كانت بحوزته، والتي انفجرت فيه وحولته لأشلاء. وكان لتداعيات الحادث، مفاجأة كبري، حيث اعترف التنظيم وقتها، في بيان نعيه ل«فريج» بوجود خلية داعشية بالقاهرة، كان يشرف عليها الإرهابى المقتول، بالإضافة إلى جهوده في ارتكاب عمليات إرهابية كبري، على رأسها تفجير مديرية أمن الدقهلية، واستهداف طائرة خاصة بالقوات المسلحة. كما اعترف التنظيم الإرهابى وقتها، بمسئولية «أبو عبد الله» عن التخطيط لمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق، اللواء محمد إبراهيم. تصفية قاتل الشهيد «محمد أبو شقرة» وفى 2014 أيضا اقتصت الأجهزة الأمنية، لدماء الشهيد النقيب محمد أبو شقرة، ضابط الإرهاب الدولى في العريش، ونفذت عملية نوعية نجحت في تصفية قاتله الإرهابى «إسماعيل الحمادين» أحد أخطر قيادات السلفية الجهادية بسيناء، والمطارد أمنيا منذ 10 سنوات، لضلوعه في كثير من التفجيرات الإرهابية، على رأسها تفجيرات طابا في 2005. «الحمادين» صاحب ال45 عاما، له تاريخ إجرامى يصعب تصوره، بداية من التورط في مذبحة رفح، وخطف الجنود السبعة، وتدبير عمليات قتل متفرقة للجنود في سيناء، منذ عام 2011. دك رأس «أبو عبيدة» مُدبر تفجير مديرية أمن القاهرة نجحت القوات الأمنية في تصفية الإرهابي، محمد السيد منصور الطوخي، المكنى ب«أبوعبيدة»، وهو أحد أهم المتورطين بارتكاب حادث تفجير مديرية أمن القاهرة. وكانت الداخلية تسعى بكل قوة للقبض على «الطوخي» بكل ما يملكه من معلومات، عن الخلايا التي تعمل معه، وبالفعل تم رصده أثناء تردده، على إحدى الشقق السكنية بمنطقة عين شمس، وفور استشعاره بذلك، أطلق نيران كثيفة على قوات الأمن التي كانت تسعى لإلقاء القبض عليه، فتعاملت معه على الفور ولقي مصرعه في الحال. القصاص من قاتل «المقدم محمد مبروك» سمير عبد الحكيم، أحد أهم قيادات تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذي تلطخت يداه بالدماء كثيرًا، وأسقط العديد من الشهداء في صفوف جنود الجيش المصري، حتى جاءت العملية المكبرة، التي نفذتها وزارة الداخلية والقوات المسلحة، لتُسقط الإرهابى مع 4 آخرين في التنظيم، خلال مطاردة وتبادل إطلاق النار، بقرية عرب شركس بالقليوبية. وكان عبد الحكيم، يحمل اسمًا حركيًا يدعى «شادى»، وشارك في اغتيال المقدم محمد مبروك، ضابط الأمن الوطنى، في مدينة نصر، وتبنى تحركًا تنظيميًا، لارتكاب أعمال عنف، لاستهداف رجال القوات المسلحة والشرطة، وتفجير عدد من المنشآت المهمة والحيوية والمسيحيين ودور عبادتهم. اختبأ شادى لفترة، في أعقاب تفجير مديرية أمن القاهرة، وتحديدا في منطقة المرج، بعد مشاركته في التعدى على حافلة نقل مجندى القوات المسلحة بالمطرية ونقطة الشرطة العسكرية بمسطرد وتفجير مديرية أمن القاهرة واستشهاد اللواء محمد السعيد، حتى تم تحديد موقعه ولاقى مصيره المحتوم. إصابة العراف.. وسيط صفقات السلاح بين حماس وداعش تعرض تنظيم «داعش» لخسارة فادحة إثر تعرض "العراف" الذي كان له دور كبير في نقل داعش لسيناء، لإصابة في غاية الخطورة تسببت في بتر ساقه اليمنى. والعراف هو «مساعد أبو قطمة» الملقب بأبو أيوب، من الصبرة في قطاع غزة، وهو أحد عناصر السلفية الجهادية في قطاع غزة، التي كانت على علاقة بحماس قبل مغادرتها للقطاع. وكان البغدادى اختار "أبو أيوب" ليقوم بهذه المهمة، لخبرته الكبيرة بالتنظيمات المسلحة في سيناء، اعتمادا على خبرته الواسعة من عمله في مجال تهريب البضائع والسلاح من سيناء إلى غزة والعكس. تصفية حسن الغرابلي..الصندوق الأسود ل«داعش» في 2015، نجح الأمن المصرى في تنفيذ عدة عمليات نوعية، كان أهمها تصفية «أشرف حسن الغرابلي»، الصندوق الأسود لتنظيم ولاية سيناء الإرهابي، وكان الغرابلي، صاحب الدور الرئيسى في إنشاء خلايا التنظيم خارج سيناء، بسبب كمية المعلومات الهائلة، التي كان يعرفها عن خريطة التنظيم وخلاياه داخل وخارج سيناء. وكان الغرابلي، مسئول خلية التنفيذ في ولاية سيناء، حتى القبض على مسئول داعش خارجها، «محمد على عفيفي» والذي أعدم فيما بعد في قضية خلية عرب شركس»، ليستقر مجلس شورى التنظيم، على إسناد مسئولية إنشاء خلايا خارج سيناء ل«أدهم»، الاسم الحركى ل«أشرف حسن الغرابلي». ونجح «الإرهابي» في تكوين سبع خلايا؛ داخل القاهرة الكبرى، قامت بعمليتين إرهابيتين، وسرعان ما تم القبض عليهما في القضية الشهيرة ب«أنصار بيت المقدس الثانية». كما نجح الغرابلى في إنشاء خلية أخرى ببنى سويف، ليصنع منها نواة، لشن عمليات إرهابية، في شمال الصعيد، وشارك بنفسه في بعض العمليات هناك، من بينها الهجوم على كمين الوادى الجديد، بعدما تولى بنفسه مراقبة ورصد الكمين لمدة أسبوعين، قبل تنفيذ الهجوم واشتهر الغرابلي، بكفاءته العالية في ضم أعضاء جدد لداعش، وكان يصطادهم من بين الحضور، لدروس مشايخ التيار الجهادى بالقاهرة والجيزة والقليوبية، وهو ما قاد جهاز الأمن الوطنى إليه، بعدما رصد تردده الدائم على مسجد العزيز بالله، في حلمية الزيتون، لتجنيد عناصر من التيارات الجهادية، وتم تتبعه ليلقى مصرعه برصاص الشرطة، أثناء تبادل لإطلاق النار، في منطقة المرج بمحافظة القاهرة. 2016.. فراغ القيادة بفعل ضربات الجيش في 2016، كانت المواجهة بين الجيش والإرهابيين تعلن أفول نجم التنظيم، بعدما قنص الجيش القيادى هشام عبد الإله قشطة، القيادى الحمساوى الذي هاجر إلى سيناء بعد عزل مرسي، وترك العمل في صفوف حماس، بجانب العديد من عناصر كتائب القسام، الذين انضموا لداعش. وكان قشطة أحد جسور التواصل بين حماس وداعش، وله بالغ الأثر في مساعدة التنظيمات المتطرفة بسيناء، على القيام بالعديد من العمليات الإرهابية، خلال السنوات التي سبقت مقتله، خصوصا أنه كان ماهرا في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات، وأكثر مهارة في كيفية التصدى لها. وقبل وصول «قشطة» إلى سيناء، كان الإرهابيون يستهدفون القوات المصرية بقذائف «آر. بى. جى»، ولكنه نجح في تقوية مهاراتهم، وباتوا بفضله يستخدمون الكثير من أنواع الصواريخ وخاصة نوع ال«كورنت». كما تمكنت قوات الجيش من تصفية أبو دعاء الأنصاري، زعيم أنصار بيت المقدس، ومهندس عملية إسقاط الطائرة الروسية في سيناء، ومعه نحو 45 إرهابيا من مساعديه خلال عملية عسكرية في سيناء، شنتها قوات مقاومة الإرهاب، بالتعاون مع القوات الجوية لتوجيه ضربات دقيقة ضد معاقل تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، بمناطق جنوب وجنوب غربى مدينة العريش. وكان «الأنصاري"، من العناصر الجديدة غير المعروفة إعلاميًا، والذين تم تصعيدهم بعد تصفية عناصر التنظيم القديمة، ولا يعرف أحد حتى الآن اسمه الحقيقي، قبل انضمامه لتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، لاسيما وأنه جرى تصعيده لزعامة التنظيم الإرهابي، بعد توجيه ضربات موجعة من الجيش المصرى لقيادات التنظيم، لخبراته وعلاقاته القوية في كافة أذرع التنظيم، وخاصة دواعش ليبيا الذي كان حلقة الاتصال والربط معهم. 2017.. كلمة النهاية في هذا العام، استكمل الجيش سلسلة نجاحاته، ولم يشفع الإصدار المرئى ل«مرتزقة داعش» في طمس الحقائق، التي تؤكد مضى عمليات الجيش المصري، في قطف واستئصال رءوس الإرهاب، إلى إنجازات غير مسبوقة، بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، وآخرها كانت الضربة القاسية، التي راح فيها، القيادى الداعشى الإرهابى «أبو أنس الأنصاري». وجاء اصطياد «الأنصاري» واسمه الحقيقى سالم سلمى الحمادين، من قبيلة السواركة، وهو أحد قيادات التفكيريين الذين أسسوا تنظيم «بيت المقدس» لينضموا بعد ذلك إلى تنظيم داعش الإجرامي، تحت اسم جديد «ولاية سيناء» خلال قصف جوى مُركز بجبل الحلال وسط سيناء، في أعنف ضربة أمنية مركزة لبقعة شديدة الخطورة من أرض سيناء، ليؤكد تفوق خطة الجيش في اصطياد رءوس الأفاعى بهذه المنطقة، التي دفع الوطن من أجل استردادها الغالى والنفيس. وسبق للأنصاري، تنفيذ تفجيرات في طابا وشرم الشيخ، بداية من 2004، وكان من أوائل الملتحقين بأنصار بيت المقدس، وساند زعيم داعش «أبو بكر البغدادي» في مواجهة أبو محمد الجولانى، زعيم جهة النصرة الموالى لتنظيم القاعدة، لذا كان حجر الزاوية في جلب البيعة ل«تنظيم الدولة الإسلامية».