«قف للمعلم ووفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا» اعتاد المجتمع تربية الصغار على هذا المبدأ، فالمعلم له هيبته واحترامه، نظرًا لدوره في خلق أجيال قادرة على تنوير المجتمع، وقيادته للأمام إلا أن هذا المفهوم اختلف تمامًا في الوقت الحالي، فالمدارس أصبحت كالأسواق، والمعلم تشبه بأخلاق سائق التوكتوك. فبالأمس عرض الإعلامي وائل الإبراشي، خلال برنامج «العاشرة مساء» المذاع على فضائية «دريم»، مقطع فيديو، يرصد تحريض مدرس لعدد من التلاميذ للاعتداء على مدير المدرسة الفنية في شبرا الخيمة. وطالب المعلم في الفيديو طلابه، بإهانة مدير المدرسة، والاعتداء عليه بالضرب، الأمر الذي تسبب في إثارة الجدل، خاصة وإن المعلمين حاليا ساهموا في انهيار أخلاق الطلاب. شاهد.. مدرس يعتدي على طالب بالضرب في مدرسة خاصة وسيلة رزق وفي هذا السياق يقول الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، إن كل المؤسسات تنحدر قيمتها، وقدرتها على تغيير المجتمع، والقيام بواجبها، وماحدث الآن العكس تماما، فالمدارس أصبحت وسيلة رزق بالنسبة للمعلمين فقط، للحصول على راتب، وبالتالي فقدت قيمتها التربوية، حين أعتمد الطلاب على الدروس الخصوصية وبالتالي أصبحت بلا هدف وتحولت إلى سوق. كما أضاف في تصريحات خاصة ل «فيتو»، إن أخلاق المعلم تؤثر على الطالب، والمعلمون حاليا يعملون كسائقي توكتوك، وفي المقاهي لجلب مصدر دخل إضافي، وبالتالي تأثر بسلوكيات الشارع، ونقل هذه السلوكيات إلى الطالب، وبالتالي تنتشر البلطجة والأخلاقيات السيئة تسود بدلا من التعليم. ضرب المعلم وفي السياق ذاته، أشار الدكتور محمد إمام، الخبير التربوي، إن الإدارة التربوية لوزارة التربية والتعليم أصبحت فوضوية، فكثير من المعلمين تعرضوا للضرب على يد أولياء الأمور، والمعلم يتأثر بهذه السلوكيات السيئة ويشعر بالمهانة، وبالتالي ينقل سلوكياته للطالب، فكما يتعرض المعلم للضرب بدون قانون يحميه، يحرض الطالب أيضا لضرب مديره. اقرأ.. جرائم الاعتداء الجنسي شبح يطارد أطفال القليوبية.. مدرس يعتدى على تلميذة كما أضاف في تصريحات خاصة ل«فيتو» إن هذه الأزمة الحل الوحيد لها، يأتي من جانب وزارة التربية والتعليم ورئيس الدولة، وذلك بالمساعدة في التخلص من فساد الإدارات، والتخلص من المعلمين ذوي الأخلاق السيئة، وإعادة هيبة المعلم واحترامه لذاته ثانية. اختبارات نفسية ومن جانبها، أكدت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع، إنه من المفترض قبل دخول المعلم كلية التربية، لابد وأن يخضع لاختبارات نفسية واجتماعية ولباقة ولياقة، ولكن كثيرا من المعلمين بالمدارس لم يدخلوا كلية التربية، بل يعلمون وهم خريجي كليات تجارة وعلوم أخرى. تابع.. طالب ثانوية يعتدى بالضرب على مدرس في الدقهلية كما أكدت في تصريحات خاصة ل«فيتو»، أن المسلسلات المعروضة في التليفزيون، وتظهر المعلم بصورة سلبية يتأثر بها المعلم أيضا، وبالتالي ينقل هذا الأسلوب لطلابه، وكل هذا يساهم في انهيار أخلاق الطلاب.