بروح ريفية بسيطة، وابتسامة رائقة، تستقبل زائري القناطر الخيرية لتنطلق بهم في مياه النيل، بقاربها الصغير، منذ أن بدأ اليوم وقررت أن تنزل من بيتها بصحبة زوجها، أرادت أن تكون هي باعثة البهجة في أرجاء المكان.
"أم محمد"، تخطت حواجز المألوف، تمردت على العادات والتقاليد، ونزلت مع زوجها في قاربها الصغير الخاص بها، تقوم بعشرات الرحلات وحدها، فتبدأ يومها بدفع القارب بعيدًا عن المرسى المخصص لوقوف القوارب، ثم تقل الركاب من المرسي وحتى منطقة الشلالات، وتعيد الكّرة من جديد، وتقول: "أنا باخد الزبون من أول المرسي ونمشي جنب الشلال وبنلف ونرجع تانى لمدة ربع أو نصف ساعة"، وذلك حسب رغبة الزبون.
في مشهد يبدو للبعض خياليا، تستطيع المرأة بذراعيها أن تدفع القارب داخل المياه وخارجها، دون مساعدة أحد، مستعينة فقط برغبتها في أن تسعد الزائرين في يوم لا يتكرر كثيرًا.
أم محمد، الأربعينية، التي تنتمي لأسرة معظم أفرادها يعمل بيوميته، فزوجها لديه أيضًا قاربه، وولدها سائق "توكتوك"، لا يقتصر دورها كقائد للمركب فحسب لكنها أيضًا المرشد السياحي للمحتفلين بعيد الربيع، وتستمتع وهي تشرح للركاب الأماكن التي تحيط بالبحيرة، نشاطها الدائب وإقبالها الشديد على الحياة، يجعل العشرات من الركاب يتوافدون إليها، ربما يدفعهم فضولهم في التعرف على "صانعة البهجة" في القناطر الخيرية يوم شم النسيم.