سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كندا تذبح "حق العودة" الفلسطينى بسكين بارد.. وزير خارجيتها تعمد عقد لقاءات رسمية فى القدس المحتلة فى اعتراف ضمنى بحق إسرائيل فيها..و"حماس" ترفض إغراءات التوطين
لم يكن غريباً أن تسارع حركة حماس برفض المقترح الكندى باستيعاب 120 ألف لاجئ فلسطينى على أراضيها، مؤكدة أن حق عودة اللاجئين إلى المدن والقرى التى تم تهجيرهم منها بفعل احتلال وإجرام العدو الصهيونى، مشيرة إلى أنه لا يمكن لأية قوة فى العالم أن تلغى حق العودة أو تتنازل عنه وأن لجوء الشعب الفلسطينى فى الدول المختلفة إقامة مؤقتة ولن يقبل الشعب إلا بالعودة ولن تفرط فى هذا الحق، على حد قولها. ويمكن القول بأنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، التعامل بحسن نية مع المقترح الكندى، لأسباب عدة، منها: أولاً: أن الطرح جاء على لسان وزير الخارجية الكندى بعد لقاء جمع بينه وبين رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة تسيبى ليفنى فى القدس العربية المحتلة، فضلاً عن زيارته لقاعدة عسكرية إسرائيلية فى هضبة الجولان السورية المحتلة رغم توصيات السفارة الكندية بعدم القيام بذلك، ومن المعروف أن ليفنى ليست مجرد رئيسة سابقة لوزراء إسرائيل، بل إنها كانت من بين أهم كوادر الموساد، وسبق لها أن تباهت بأنها مارست الجنس مع عدد من الشخصيات الهامة بهدف ابتزازهم سياسيًا لصالح الموساد، وأنها لا تمانع فى أن تقتل أو تمارس الجنس من أجل الحصول على معلومات تُفيد بلدها، وأنها قامت بالعديد من عمليات الابتزاز الجنسى والقتل أثناء عملها فى الموساد. ثانياً: أن وزير الخارجية الكندى جون بيرد، معروف عنه معاداته للعرب وولاؤه التام لإسرائيل، وهو ما عبر عنه فى تصريحات أدلى بها للقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلى قال فيها إن بلاده تعتبر من أصدق أصدقاء إسرائيل فى العالم، وتساندها فى مطلبها بأن يعترف بها الفلسطينيون كدولة يهودية وبأن تستأنف المفاوضات من دون شروط مسبقة. ثالثاً: أن السنوات الماضية شهدت تنامياً وصعوداً كبيراً للقوى اليهودية الموجودة على الأراضى الكندية، وهو ما سمح بمزيد من التقارب بين اليمين المسيحى فى كندا، وبين الحركات الصهيونية، وكلاهما يؤمن بأن هناك صلة بين إنشاء الدولة الإسرائيلية وعودة المسيح، ومن أهم المنظمات اليهودية فى كندا المؤتمر اليهودى الكندى Canadian Jewish Congress. وهى المنظمة المركزية للجماعة اليهودية فى كندا والجهة التى تمثلهم لدى المؤتمر اليهودى العالمى، وقد تأسّست عام 1919 وأُعيد تنظيمها عام 1934. ويضم الاتحاد الصهيونى الكندى مختلف المنظمات والتجمعات الصهيونية المختلفة فى كندا. رابعاً: أن كندا سعت منذ فترة ليست بالقليلة، ومن خلال عضويتها فى اللجنة متعددة الأطراف الخاصة فى مفاوضات الوضع النهائى للأراضى الفلسطينية والتى كانت قد انبثقت عن مؤتمر مدريد للسلام فى عام 1991، إلى القضاء على حق العودة للفلسطينيين من خلال تبنى عملية استيعاب للاجئين فلسطينيين فى دول الغرب، بل إنها اعترفت بذلك أكثر من مرة، وإن كان هذا الاعتراف قد جاء تحت مزاعم إنسانية، مؤكدة أنها تعمل ومعها أستراليا فى هذا الاتجاه، ولكن بشكل تدريجى معتدل ومن دون مبالغات، على حد قولها. خامساً: أن الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز تعامل مع المقترح الكندى بمنطق إسرائيلى بحت مشيراً إلى أن "المقترح الكندى يساعد على إنجاح الحل الواقعى لقضية اللاجئين بألا يعودون إلى إسرائيل، بل يختارون بين التعويض والهجرة أو بين العودة إلى تخوم الدولة الفلسطينية". وكانت حركة حماس قد رفضت المقترح الكندى باستيعاب 120 ألف لاجئ فلسطينى على أراضيها، مؤكدة أن حق عودة اللاجئين إلى المدن والقرى التى تم تهجيرهم منها بفعل احتلال وإجرام العدو الصهيونى مقدس.