مساء أمس الخميس، كان الأمر مختلفًا عن أي خميس مضى، بالنسبة للجنة فتاوى الأزهر الشريف بمنطقة العجمي غرب الإسكندرية، برئاسة الدكتور عادل أبوالخير، فهم يجمعون أنفسهم عقب صلاة العشاء، بزيهم الأزهري المميز، ويبدأون منذ الساعة التاسعة مساءً، التوجه للمقاهي الموجودة بالحي للدعوة إلى الله داخل تلك المقاهي. وتكون الدعوة بطريقة سلسة وسهلة، بطريقة وسطية الأزهر الشريف ليس بالتنفير أو التهوين والتهويل، بل باليسر والموعظة الحسنة، لتلقى دعواتهم قبولا كبيرا في الأسبوع الثاني من تلك التجربة التي تبنتها لجنة الفتاوى بالعجمي، تنفيذًا لدعوة شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب بالنزول إلى المواطنين في التجمعات والمقاهي والدعوة إلى الله. "فيتو" رافقت الدعاة بإحدى مقاهي العجمي. البداية يدخل الشيخ يوسف رجب، وهو شاب أزهري بزيه إلى صاحب مقهى "ليالي الهانوفيل" وهي إحدى المقاهي الرئيسية بالعجمي، والتي عادة ما تكون ممتلئة يوم الخميس، ويستأذن بوجوده في المقهى ومعه رئيس لجنة الفتاوى وأعضاء اللجنة ليتحدثوا مع رواد المقهى أو يلقوا خطبة عامة لا تستغرق ثلث ساعة، وبعد التأكد من هويتهم يتم السماح لهم بأن يبدءوا ما يريدون. الخطوة الثانية يدخل مجموعة الدعاة بالزي الأزهري وسط تعجب رواد المقاهي، والذين ينظرون لبعضهم البعض بنظرات دهشة من أتى بهؤلاء للمقهى، ليبدأ أحد المشايخ بالحديث وهو الشيخ إبراهيم راغب، للتعريف بالمجموعة ومكان لجنة الفتوى بمعهد القويري الأزهري بطريق "الإسكندرية - مطروح"، وأن الهدف من وجودهم هو الدعوة إلى الله والتحدث في الأمور الدينية بشكل عام والرد على أي أسئلة أو فتاوى من اللجنة في المكان. الخطوة الثالثة يتحدث الشيخ يوسف رجب، بشكل عام ويبدأ رواد المقهى في التوقف عن اللعب والاستماع له، ويتحدث عن الأسئلة المتكررة مثل الصلاة والتقرب إلى الله والصيام والأسئلة التي يسألها المواطن العادي بشكل متكرر، ويشرح بسهولة ويسر كيف نتقرب إلى الله ونبتعد عن المعاصي، ويجذب باقي رواد المقهى له. الخطوة الرابعة عقب الانتهاء من الخطبة، يتلقى المشايخ الأسئلة بشكل عام أو على انفراد، والحديث مع كل متسائل بشكل فردي أو جماعي وسط حفاوة بالغة وترحيب حار من المواطنين. رئيس لجنة الفتاوى يقول الشيخ عادل أبوالخير، رئيس لجنة الفتاوى: "إن الدعوة إلى الله في كل مكان وزمان، ونحن قصدنا أن ننزل إلى المقاهي وأماكن التجمعات للأهالي بدلا من الانتظار في أماكننا، وذلك تلبية لدعوة شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، بضرورة أن ننزل للمواطن ولا ننتظره، والحمدلله لاقت الفكرة تجاوبا وإقبالا في الأسبوع الثاني لنا من تنفيذها، وترحيبا من المواطنين ورواد المقاهي، وبفضل الله نجحنا في تغيير عدد من المفاهيم لدى المواطن العادي".