«البعثة الدولية» ترصد انتخابات «النواب» ب«29 متابعًا» من 9 جنسيات    تعددت الأسماء والطريقة واحدة.. آن الرفاعي وبسمة بوسيل تواجهن الطلاق ب«البيزنس» (تقرير)    طبقًا لإرشادات الطب الصيني.. إليكِ بعض النصائح لنوم هادئ لطفلك    ستيفن صهيونى يكتب: الفضيحة التي هزت أركان الجيش الإسرائيلي    مقتل شخصين إثر تحطم طائرة إغاثة صغيرة في فلوريدا بعد دقائق من إقلاعها    موعد مباراة السعودية ضد مالي والقنوات الناقلة في كأس العالم للناشئين    انيهار جزئي في عقار بحي وسط المنيا    بصورة "باي باي" ل ترامب، البيت الأبيض يرد على فيديو إلهان عمر بشأن ترحيلها من أمريكا    «متحف تل بسطا» يحتضن الهوية الوطنية و«الحضارة المصرية القديمة»    أبرزها "الست" لمنى زكي، 82 فيلما يتنافسون في مهرجان مراكش السينمائي    ترامب: ناقشت مع الشرع جميع جوانب السلام في الشرق الأوسط    إقامة عزاء إسماعيل الليثي.. غدًا    إصدار تصريح دفن إسماعيل الليثى وبدء إجراءات تغسيل الجثمان    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    سلطنة عمان تشارك في منتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي    الإطار التنسيقي الشيعي يدعو العراقيين إلى المشاركة الواسعة والفاعلة في الانتخابات التشريعية    أسامة الباز.. ثعلب الدبلوماسية المصرية    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي 2025 وخطوات استخراجها مستعجل من المنزل    يمهد الطريق لتغيير نمط العلاج، اكتشاف مذهل ل فيتامين شائع يحد من خطر النوبات القلبية المتكررة    التعليم تعلن خطوات تسجيل الاستمارة الإلكترونية لدخول امتحانات الشهادة الإعدادية    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    أسعار العملات العربية والأجنبية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    استعدادًا للتشغيل.. محافظ مطروح يتابع تأهيل سوق الخضر والفاكهة بمدخل المدينة    أمطار على هذه المناطق.. بيان مهم من الأرصاد يكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    الحوت، السرطان، والعذراء.. 3 أبراج تتميز بحساسية ومشاعر عميقة    ريم سامي: الحمد لله ابني سيف بخير وشكرا على دعواتكم    وزارة الداخلية تكشف ملابسات واقعة السير عكس الاتجاه بالجيزة    انهيار جزئي لعقار قديم قرب ميدان بالاس بالمنيا دون إصابات    مع دخول فصل الشتاء.. 6 نصائح لتجهيز الأطفال لارتداء الملابس الثقيلة    أهمهما المشي وشرب الماء.. 5 عادات بسيطة تحسن صحتك النفسية يوميًا    نيسان قاشقاي.. تحتل قمة سيارات الكروس أوفر لعام 2025    التخضم يعود للصعود وسط إنفاق بذخي..تواصل الفشل الاقتصادي للسيسي و ديوان متفاقمة    بسبب خلافات الجيرة.. حبس عاطل لإطلاقه أعيرة نارية وترويع المواطنين بشبرا الخيمة    استغاثة أم مسنّة بكفر الشيخ تُحرّك الداخلية والمحافظة: «رعاية وحماية حتى آخر العمر»    النائب العام يستقبل وزير العدل بمناسبة بدء العام القضائي الجديد| صور    بعد لقاء ترامب والشرع.. واشنطن تعلق «قانون قيصر» ضد سوريا    سعر الطماطم والخيار والخضار بالأسواق اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    تقارير: ليفاندوفسكي ينوي الاعتزال في برشلونة    إصابة الشهري في معسكر منتخب السعودية    صلاة جماعية في البرازيل مع انطلاق قمة المناخ "COP30".. صور    المغرب والسنغال يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية والتحضير لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بينهما    مشهد إنساني.. الداخلية تُخصص مأمورية لمساعدة مُسن على الإدلاء بصوته في الانتخابات| صور    زينب شبل: تنظيم دقيق وتسهيلات في انتخابات مجلس النواب 2025    المعهد الفرنسي يعلن تفاصيل الدورة الخامسة من مهرجان "بوبينات سكندرية" السينمائي    اليوم السابع يكرم صناع فيلم السادة الأفاضل.. صور    مروان عطية: جميع اللاعبين يستحقون معي جائزة «الأفضل»    بي بي سي: أخبار مطمئنة عن إصابة سيسكو    اللعنة مستمرة.. إصابة لافيا ومدة غيابه عن تشيلسي    لماذا تكثر الإصابات مع تغيير المدرب؟    خطوة أساسية لسلامة الطعام وصحتك.. خطوات تنظيف الجمبري بطريقة صحيحة    أوكرانيا تحقق في فضيحة جديدة في شركة الطاقة النووية الوطنية    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    رجال الشرطة يجسدون المواقف الإنسانية فى انتخابات مجلس النواب 2025 بالإسكندرية    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطة أخونة المنابر التى أفسدتها30 يونيو
نشر في الشروق الجديد يوم 03 - 09 - 2013

صعد الشيوخ الأزهريون بملابسهم المميزة وعمائمهم، على المنصة. أمسك كبيرهم الميكروفون وتحدث قائلا «لا خير فيكم إن لم تموتوا من أجل مساجد الله.. مصر ستبقى إسلامية رغم أنف العلمانية».
كان هذا المشهد من مليونية «الشرعية خط أحمر» التى أقيمت دعما للرئيس المعزول محمد مرسى برابعة العدوية يوم 28 يونيو، وكان المتحدث هو الدكتور جمال عبدالستار وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة السابق، والذى استمر نشاطه بعد 30 يونيو ليشكل ما أسماه جبهة علماء ضد الانقلاب، مما فتح بابا للتساؤل عن التوجهات التى كانت تنشرها وزارة الأوقاف عبر أئمتها فى المساجد، خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسى. فى منتصف يونيو الماضى أقامت الوزارة دورات تدريبية للأئمة الجدد، حاضرهم فيها عدد من الاخوان المسلمين والسلفيين الذين لا صلة لهم بالوزارة، وأثار حديثهم مع شباب الأئمة خلافات سياسية ودينية، وكانت التجاوزات الادارية والتنظيمية فى الدورات تكفى للتساؤل حول أهدافها.
«الشروق» جمعت شهادات أئمة حضروا الدورات لكنهم طلبوا عدم ذكر أسمائهم لأن قرارات تعيينهم لم تصدر بعد، علما بأنهم منحوا «الشروق» تسجيلات صوتية ومرئية للعديد من المحاضرين توثيقًا لما حدث.
«تنظيم الدورات هذا العام مختلف عن أى عام آخر، والمخالفات ظهرت منذ البداية».. هكذا بدأ حديث الشيخ أحمد البهى، إمام مسجد ضياء الإسلام بالإسكندرية، ومنسق حركة أئمة بلا قيود.
«تم الإعلان عن فوز 3 آلاف إمام من أصل 57 ألف متقدم من خريجى الكليات الأزهرية والشرعية، لكن بعد إعلان النتائج على موقع الوزارة بالانترنت، فوجئ 150 إماما ممن تم إعلان فوزهم بحذف اسمائهم، وإدراج أسماء بديلة مكانهم».
أعلنت وزارة الأوقاف عن تنظيم معسكرات تدريب لمدة 10 ايام للأئمة الفائزين، أحد المعسكرات كان بمدينة مبارك فى 6 أكتوبر، وآخر فى الاسماعيلية، ومعسكران فى الإسكندرية هما أبوبكر الصديق وأبوقير.
«هذه مخالفة قانونية من حيث المبدأ، فهؤلاء الأئمة الفائزون لم تصدر قرارات تعيينهم، ولم يتم قبول أوراقهم، ولا درجات مالية لهم فى الوزارة، وبالتالى لا يجوز إنفاق أموال الوزارة عليهم وهم رسميا مازالوا غير موظفين بها».
يشير الشيخ البهى إلى أن الدورات تم الإنفاق فيها على إقامة ومأكل الائمة، وتوزيع زى ازهرى وكتب، وهو ما تقدر قيمته بثلاثة ملايين جنيه من ميزانية الوزارة.
«بعد المشادات التى حدثت هدد المنظمون بالتحقيق مع أى إمام يخالف النظام فى الدورة، لكن هذا غير قانونى أيضا فالأئمة قانونيا لم يتم تعيينهم، وبالتالى لا يمكن توقيع عقوبات إدارية عليهم»، يقول الشيخ البهى.
ظهر عدم التنظيم فى الدورات منذ اللحظة الأولى، فلم يتسلم المشاركون جداول الدورات ليعرفوا أسماء المحاضرين وعناوين المحاضرات.
«المشكلة الأكبر حدثت حين فوجئ الأئمة بأن أغلب المحاضرين كانوا من الإخوان أو السلفيين، وبعضهم هاجم فى كلامه الفكر الأزهرى، مما أغضب بعض الأئمة الذين قاموا بالرد فوقعت مشادات بين الموجودين»، يشير الشيخ البهى إلى مشكلة أخرى علم بها، وهو أن مسئولى الوزارة اكتشفوا أن بعض الأئمة الفائزين من حاملى الأفكار المدخلية أو التكفيرية وهى المخالفة تماما للمنهج الأزهرى والإخوانى أيضا، ولا يعرف المسئولون حتى الآن ما هو التصرف القانونى معهم.
«المشكلة هى أن المسابقات كانت تعتمد على اختبار المتقدمين فى القرآن والأحاديث فقط، دون أى تدقيق فكرى حسب المنهج الأزهرى، ففاز بها بعض من هم بعيدون كل البعد عن الأزهر»، يشير الشيخ البهى إلى خطورة تسلم إمام أوقاف لمسجد له جمهور، لينشر أفكارا تكفيرية خارجة عن الأزهر.
الدورات التى أقيمت هذا العام مختلفة عما كان يحدث كل سنة، «بعد صدور قرار التعيين واستلام العمل كان يتم عقد دورة تأهيلية لمدة شهرين، يتعرف فيها الأئمة على الإداريات التى يتطلبها عملهم، وأيضا على أساسيات الدعوة والعلوم الأزهرية. حين حصل على هذه الدورة كل من يدرسون لنا أساتذة من جامعة الأزهر وأساتذة من قسم الشريعة بكلية الحقوق».
أمام الهجوم الكبير الذى حدث فى ذلك الوقت رد جمال عبدالستار، القيادى بالإخوان، ومدير إدارة الدعوة بالأوقاف والمسئول عن الدورات بأنهم أرادوا أن يتعرف الأئمة على كل الأفكار من باب الاطلاع عليها، لكن الشيخ البهى يرفض هذا التبرير «الدورات يجب أن تكون لغرس الفكرى الأزهرى السليم فى الأئمة لا التشويش بأفكار أخرى، ثم ان هذه الأفكار كلها من التيار الإخوانى أو السلفى المتحالف معه، هل كان ممكنا ان يعرض أفكارا من تيارات معارضة؟ حتى إن شيوخ حزب النور المختلف مع الإخوان حاليا تم استبعادهم تماما».
انتقاد آخر وجهه الشيخ البهى وهو أن المشرفين على الأئمة فى الدورات كان أغلبهم من الإخوان، الذين اعتنوا بالتعرف على الائمة وعلى أفكارهم.
فصل القطاع الدعوى هو الحل
«يجب أن ترفع يد الوزارة تماما عن الأئمة»، يقول الشيخ البهى، مشيرا إلى أنه يرى وجوب فصل القطاع الدعوى عن الوزارة أصلا، واكتفائها بإدارة أموال وعقارات الأوقاف، بينما تنتقل الدعوة والأئمة إلى إشراف الأزهر فقط، ليكون له استقلاله. «الوزارة جزء من السلطة التنفيذية لذلك تتغير سياساتها مع تغير كل نظام، ونحن لا نريد أى تدخل سياسى فى العمل الدعوى من أى طرف. هذا هو التفعيل الحقيقى للمادة الرابعة من الدستور التى تمنح الأزهر الإشراف على الدعوة. إزاى هيشرف والمساجد مش تحت إيده؟».
يقول الشيخ البهى إنه تواصل مع الشيخ محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر، وعضو مجلس الشورى، وهو متفق معه فى الرأى، وسيبحثان فى الفترة القادمة خطوات تحقيق هذا المطلب.
الوزير الجديد يقرر إعادة الدورات
«التقينا الوزير الجديد، الدكتور محمد مختار جمعة، خلال شهر رمضان، ثم قابلناه مرة أخرى يوم الاثنين الماضى، وطرحنا عليه هذه القضية، وقد أخبرنا أنه قرر إعادة عقد الدورات للأئمة، بعد اتمام اجراءات تعيينهم، وصدور درجاتهم المالية، ليكون الوضع القانونى لهم سليما».
يشير الشيخ البهى إلى أن الأئمة الجدد قد أتموا تسليم أوراقهم الإدارية يوم 27 أغسطس، وسيتم توزيعهم على مساجدهم، وقد تم خلال هذه المرحلة استبعاد عدد منهم لأسباب إدارية بحتة حيث ظهر أن بعضهم يعمل بالفعل فى وظائف أخرى بالدولة.
«هكذا فإن الأموال التى تم انفاقها على هؤلاء المستبعدين فى الدورات القديمة هى إهدار خالص للمال العام».
ويؤكد الشيخ البهى ترحيب الوزير الجديد نفسه بفكرة إلحاق القطاع الدينى بالوزارة بإشراف الأزهر، وقد بدأ بالفعل التنسيق بين القطاع الدعوى بالأزهر والوزارة فى القوافل الدعوية المشتركة كان آخرها منذ أيام فى حلوان.
مشادات فى معسكر 6 أكتوبر
«جئنا إلى الدورة لنسمع ما يفيدنا فوجدنا ما يسىء إلينا.. حسبنا الله ونعم الوكيل»، هكذا بدأ أحد الأئمة من معسكر 6 أكتوبر شهادته على ما حدث. يشير الإمام إلى أن الغالبية الساحقة من المحاضرين كانوا من الإخوان أو السلفيين، باستثناء أسماء أزهرية معدودة هى محمد عمارة وصابر احمد طه وأحمد حسين الوكيل وعطية فياض.
بعض المحاضرات لم يكن فيها أى مشاكل مثل محاضرات الشيخ حسان، والشيخ حسين يعقوب، والتى كانت دعوية عامة مما يطلق عليه «رقائق»، ولم يتطرقوا إلى أى أمور سياسية.
على عكس محاضرة الدكتور عبدالخبير عطا أستاذ العلوم السياسية كلها موجهة، وليست شرحا علميا عاما عن السياسة حسب تعبير الإمام الذى ذكر وصفه الدكتور عبدالخبير للأحزاب المعارضة بأنها أحزاب يهود، كما قال أيضا مشيرا إلى الإخوان أن «تربية السجون هى تربية الله سبحانه يربى بها من يرث الحكم»، وقال مهاجما المعارضين أن هدفهم ليس إسقاط الرئيس مرسى بل إسقاط المشروع الإسلامى.
الشيخ السلفى سعيد عبدالعظيم أثار جدلا بدوره حين قال «من الفرق الضالة والمضلة، والهالكة المهلكة، الأشاعرة والصوفية والشيعة والخوارج».
وهو ما يعلق عليه مصدرنا قائلا «كانت المحاضرة عن أدب الخلاف، لكنه بحديثه ظهر كأن الخلاف هو ما يخص فرقته فقط، بينما عقيدة الأزهر الصوفية الأشعرية يعتبرها ضلالا».
الشيخ السلفى نشأت أحمد بدوره هاجم فى محاضرته علماء الكلام والصوفية، على خلاف منهج الأزهر أيضا، وقال «إن علماء الكلام حيوانات بالتعريف، لأن منهم من يقول إن الانسان حيوان ناطق.. شفتوا هؤلاء الحيوانات؟» وقال «الصوفية قسموا الانسان لإنسان مسبح وانسان ذاكر وهذا كله خطأ».
الشيخ صفوت حجازى ألقى محاضرة دعوية عامة، لكنه انتقد الصحف التى بدأت تتحدث عما يجرى بالدورة، كما حاول احتواء غضب بعض الأئمة قائلا «نحن لا نهاجم الصوفية، وأنا تربيت كنت احمل حذاء الشيخ عبدالحليم، لكن هناك صوفية حق وصوفية ضلال».
أشرف كساب، محاضر آخر تم تقديمه على أنه داعية رغم أنه ليس أزهريا بل عضوا بالإخوان، وتحدث عن أن الاسلام دين شامل يدخل به السياسة، حتى إن الحج والصلاة والعقيدة فيها سياسة.
فى محاضرة الشيخ عطية عدلان، رئيس حزب الإصلاح السلفى، وقعت مشادة كبيرة بينه وبين بعض الحاضرين، حين قال «تصدى الامام بن تيمية للأشاعرة، وتصدى ابن حنبل للقبوريين والشركيين».
بعدها قام منظمو الدورة بالإعلان عن منع المداخلات والكلام، ومن يريد السؤال يرسل ورقة، حتى إن أحد الأئمة حاول الحديث فى محاضرة الوزير طلعت عفيفى فقال له «اقعد، لو اتكلمت أنا همشى». الوزير طلعت عفيفى رد على سؤال أرسل له عن تمثيل الأزهريين بالدورة، بأنه تم الطلب من الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومفتى الجمهورية، والشيخ حسن الشافعى مستشار شيخ الأزهر وغيرهم أن ياتوا إلى الدورة، لكن لم يحدث ذلك.
إشارة أخرى ذات دلالة حدثت حين اكتشف الأئمة أنه فى نفس الوقت يقود حزب الحرية والعدالة بعمل دورة فى نفس المكان، مدينة مبارك، ودورة الأوقاف شعارها «ربانيين» ودورة الإخوان شعارها «ربانية دعوية إسلامية»؟ وحدث بشكل فردى خارج قاعات المحاضرات أن وزع الإخوان على بعض الأئمة تيشيرتات حزب الحرية والعدالة.
منظمو الدورة انتقدوا تسرب بعض الأخبار للإعلام، «الشيخ عادل هندى احد المنظمين قال لنا، إن ما يحدث فى الدورة سر بيننا لا يجوز إطلاع الإعلام عليه، وأحد الأئمة كتب على الفيس بوك وسنحوله إلى التحقيق وقد يُحرم من التعيين»، مشيرا إلى أن اعتبار الشيخ هندى الدورة من مسوغات التعيين هو أمر خارج على القانون.
«الشيخ عادل هندى قال لنا أيضا إن تكلفة الإمام الواحد تصل إلى 10 آلاف جنيه تتحملها الوزارة، أى أن تكلفة 3 آلاف إمام هى 3 ملايين جنيه» وقال الشيخ هندى لأحد الأئمة المعترضين على المحاضرات «أنت ما جئت هنا لتسمع ما تريد»، فرد عليه «لكننا لم نأت لنسمع ما يسيئنا».
المنظمون أيضا قالوا إن الأئمة الجدد سيقابلون الرئيس فى آخر يوم بالدورة، لكنهم عادوا واعلنوا تأجيل الموعد حتى 1 - 7، «المنظمون قالوا لنا إن قرارات التعيين والتوزيع ستتم فى هذا اليوم، لكنهم لم يؤكدوا علينا هذا الموعد مرة أخرى حتى الآن ولا أعرف هل سيتم أم لا.. ولو حدث ذلك فهو محاولة سياسية لاستغلال العمامة الأزهرية لصالحه خاصة أنه يتوقع حدوث مظاهرات كبيرة فى 30 – 6».
الإخوان حاولوا احتكار الصوت الذى يصل للإعلام، فحين أتى التليفزيون المصرى للتصوير لم يتم الإعلان للأئمة وعرفوا بعدها أن أئمة إخوان هم فقط من صوروا مع التليفزيون خارج القاعة.
معسكر الإسماعيلية: التدمير مستمر
«هذه دورات تدميرية وليست تدريبية»، يقول أحد الأئمة المشاركين فى معسكر الاسماعيلية.
«الدورات لم تعتن بالتأكيد على المنهج الأزهرى والعقيدة الأزهرية، بل بالعكس كانت تركز على أمور سياسية، وبعض المحاضرين من مخالفى الأزهر».
الشيخ منير جمعة، أحد شيوخ قناة الحافظ، تحدث فى محاضرته كثيرا عن السياسة، وهاجم المحكمة الدستورية قائلا «إحنا نستطيع ان نستغنى عن المحكمة الدستورية كما فى اغلب بلاد العالم»، ودعا الله على القضاء قائلا «الله يورينا يوم فى القضاء»، وقال إنه يجب على الإسلاميين أن يفوزوا فى الانتخابات ليكون مجلس النواب القادم إسلاميا.
الشيخ جمعة قال أيضا «ان عصر التمكين قد بدأ والقافلة انطلقت والاسلام فى مصر بدأت معالمه الكبرى».
عطية فياض الأستاذ بالأزهر، وعضو مجلس شورى الإخوان المسلمين كانت محاضرته عن فقه النص والدليل والتزم بموضوع المحاضرة، لكنه فى فقرة الأسئلة تطرق للسياسة، وقال ان الفارق بين الإخوان والسلفيين هو كالفارق بين المذاهب الإسلامية.
أما محاضرة الدكتور عبدالخبير عطا فكانت سياسة خالصة، وقال فيها إن المعارضين لمرسى خلافهم ليس مع الرئيس بل مع المشروع الإسلامى، وقال إنه كما كان اليهود يوقعون بين الأوس والخزرج فإن العلمانيين يحاولون الإيقاع بين الإخوان والسلفيين.
احمد زايد، الأستاذ بالأزهر وعضو الإخوان، قال فى محاضرته للأمة أنكم ستجدون فى المسجد كل الشرائح من إخوان وسلفيين وغيره، فعلى الإمام أن يتعاون معهم، ويفتح المسجد لهم.
«هذا الكلام خطير، حيث يسمح الإمام لكل صاحب فكر غير منضبط أن يتحدث فى مسجده، وماذا لو تعارضت الأفكار والفتاوى مما يربك الناس».
أحمد زايد كشف أيضا عن ميول سلفية، بعد ان مدح الشيخ محمد عبدالوهاب وجهوده للقضاء على الشرك والقبوريين.
د.أكرم كساب، الداعية الإخوانى، خصص محاضرته للسياسة الشرعية، وتكلم عن لفظ الحاكمية قائلا: إن الناس يظنه لسيد قطب والمودودى فقط لكنه موجود منذ زمن بعيد.
فى آخر المعسكر بعض الأئمة السلفيين أحضروا كتيبات سلفية فى كراتين، ومنها كتب لصالح الفوزان الذى يضلل عقيدة الأزهر الأشعرية، وتم توزيعها على الأئمة.
المحاضر الوحيد الذى يمتدحه مصدرنا هو د.محمد مختار المهدى، رئيس الجمعية الشرعية، الذى عرض المنهج الأزهرى الوسطى رغم ظهور معارضة من بعض الأئمة الذين ظهر عندهم أفكار تكفيرية. «أحد الأئمة قال إن الناس فى فسطاطين فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر، وإمام آخر وقف يقول إن تارك الصلاة كافر، لكن الشيخ مختار المهدى جزاه الله خيرا أخذ يوضح ويبين لهم».
يقول مصدرنا ان مشكلة اعداء الأزهر أنهم لا يدركون معنى منهجه وفكره، «نقول له الازهر الشريف منهمج علمى معتمد منضبط، تلقته الامة بالقبول/ جمع بين المعقول والمنقول، والازهر هو لا غيره المنافح عن عقائد السلف الصالح، عرف هذا من عرف وجهل من جهل».
جمال عبدالستار: أردنا إطلاع الأئمة على الأفكار المختلفة
الشروق حاولت التواصل مع الشيخ سلامة عبدالقوى المتحدث السابق باسم الأوقاف، أو مع الدكتور جمال عبدالستار وكيل وزارة الأوقاف للدعوة سابقا، لكن كلاهما لم يرد على هاتفه.
الدكتور جمال عبد الستار نشر على صفحته بموقع فيس بوك فيديو مصورا، هاجم فيه من انتقدوا المعسكرات التدريبة.
واعتبر عبد الستار، أن تدريب الأئمة الجدد قبل توليهم مهام أعمالهم خطوة رائدة فى تاريخ الوزارة، وأشار إلى أن الدورة نظرت إلى ضرورة تدريب الدعاة على الخطاب الدعوى المعاصر ومقتضيات الدعوة المعاصرة فى جانب الفتوى لما سيتعرضون له فى المساجد.
وأضاف فى رد ضمنى على الانتقادات الموجهة لاختيار المحاضرين أنه كان من أهداف هذه الدورة الاضطلاع على الأحوال المعاصرة للدعوة فى جميع التيارات الإسلامية الموجودة، وعلى الأديان والملل والنحل الموجودة على ساحة الدعوة، ليدركوا أرضية طبيعة الدعوة التى سيدخلون إليها، ويدخلون المجال الدعوى على بصيرة من أمرهم.
وأكد عبدالستار أن كل عمل ناجح لابد له من أعداء، وقال «إن الأعداء كثروا، وتكلم المتربصون عن الدورة التى أقامتها الوزارة، رغم أن المخلصين فى العالم بأسره فرحوا بها فرحا كبيرا».
وتساءل عمن يتحدثون عن تغيير الأوقاف لمنهج الأزهر فى الدعوة، قائلا: من أنتم.. هل الأزهر طريقة صوفية أو جماعة من الجماعات أو تيار من التيارات، فالأزهر فوق الجميع والأزهر ليس فردا وليس مجموعة أفراد وإنما الأزهر منهجية استيعاب والاستيعاب هو الشمول وهو الذى يضمن للأزهر هذا الأستمرار فى العالم بأسره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.