شاهد.. حريق هائل يلتهم أكشاك بمحيط محطة رمسيس| فيديو    ترامب: الولايات المتحدة لن تعترف باستقلال "أرض الصومال" في الوقت الحالي    دوي انفجارات قوية في العاصمة الأوكرانية بعد قصف روسي    وضع حدا لسلسلة انتصاراتنا، أول تعليق من الركراكي على تعادل المغرب مع مالي    التعليم: واقعة التعدى على طالبة بمدرسة للتربية السمعية تعود لعام 2022    السحب الممطرة تزحف إليها بقوة، الأرصاد توجه تحذيرا عاجلا لهذه المناطق    بسبب الميراث| صراع دموي بين الأشقاء.. وتبادل فيديوهات العنف على مواقع التواصل    الجدة والعمة والأم يروين جريمة الأب.. قاتل طفلته    ابني بخير.. والد القارئ الصغير محمد القلاجي يطمئن الجمهور على حالته الصحية    الصحة العالمية تحذر: 800 ألف حالة وفاة سنويا في أوروبا بسبب تعاطي هذا المشروب    منع جلوس السيدات بجوار السائق في سيارات الأجرة والسرفيس بالبحيرة    الرئيس والنائب ب"التذكية"، النتائج النهائي لانتخابات نادي الاتحاد السكندري    البروفيسور عباس الجمل: أبحاثي حوّلت «الموبايل» من أداة اتصال صوتي لكاميرا احترافية    سمية الألفي.. وداع هادئ لفنانة كبيرة    ترامب: احتمالات إبرام اتفاق تسوية للأزمة الأوكرانية خلال زيارة زيلينسكي إلى فلوريدا    مصطفى بكري: "إسرائيل عاوزة تحاصر مصر من مضيق باب المندب"    أمم إفريقيا - فلافيو: أتمنى أن نتعادل مع مصر.. وبانزا يحتاج للحصول على ثقة أكبر    شيكابالا: الشناوي لا يحتاج إثبات نفسه لأحد    فين الرجولة والشهامة؟ محمد موسى ينفعل على الهواء بسبب واقعة فتاة الميراث بالشرقية    سقوط أمطار خفيفة على مدينة الشيخ زويد ورفح    بعد تداول فيديو على السوشيال ميديا.. ضبط سارق بطارية سيارة بالإسكندرية    مانشستر يونايتد يحسم مواجهة نيوكاسل في «البوكسينج داي» بهدف قاتل بالدوري الإنجليزي    فلافيو: الفراعنة مرشحون للقب أفريقيا وشيكوبانزا يحتاج ثقة جمهور الزمالك    خبيرة تكشف سر رقم 1 وتأثيره القوي على أبراج 2026    زاهي حواس يرد على وسيم السيسي: كان من الممكن أتحرك قضائيا ضده    عمرو أديب عن واقعة ريهام عبدالغفور: "تعبنا من المصورين الكسر"    مها الصغير أمام المحكمة في واقعة سرقة اللوحات    أستاذة اقتصاد بجامعة عين شمس: ارتفاع الأسعار سببه الإنتاج ليس بالقوة بالكافية    في هذا الموعد.. قوافل طبية مجانية في الجيزة لخدمة القرى والمناطق النائية    السكك الحديدية تدفع بفرق الطوارئ لموقع حادث دهس قطار منوف لميكروباص    البنك المركزى يخفض أسعار الفائدة 1% |خبراء: يعيد السياسة النقدية لمسار التيسير ودعم النمو.. وتوقعات بتخفيضات جديدة العام المقبل    ريابكوف: لا مواعيد نهائية لحل الأزمة الأوكرانية والحسم يتطلب معالجة الأسباب الجذرية    منتخب مالي يكسر سلسلة انتصارات المغرب التاريخية    يايسله: إهدار الفرص وقلة التركيز كلفتنا خسارة مباراة الفتح    الأمم المتحدة: أكثر من مليون شخص بحاجة للمساعدات في سريلانكا بعد إعصار "ديتواه"    لم يحدث الطوفان واشترى بأموال التبرعات سيارة مرسيدس.. مدعى النبوة الغانى يستغل أتباعه    في احتفالية جامعة القاهرة.. التحالف الوطني يُطلق مسابقة «إنسان لأفضل متطوع»    خبيرة تكشف أبرز الأبراج المحظوظة عاطفيًا في 2026    بعد حركة تنقلات موسعة.. رئيس "كهرباء الأقصر" الجديد يعقد اجتماعًا مع قيادات القطاع    الفضة ترتفع 9 % لتسجل مستوى قياسيا جديدا    لماذا تحتاج النساء بعد الخمسين أوميجا 3؟    صلاح حليمة يدين خطوة إسرائيل بالاعتراف بإقليم أرض الصومال    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد لإعادة انتخابات مجلس النواب بدائرة الرمل    الأمم المتحدة: الحرب تضع النظام الصحي في السودان على حافة الانهيار    د. خالد قنديل: انتخابات رئاسة الوفد لحظة مراجعة.. وليس صراع على مقعد| حوار    غدا.. محاكمة أحد التكفيرين بتهمة تأسيس وتولي قيادة جماعة إرهابية    بدون حرمان، نظام غذائي مثالي لفقدان دائم للوزن    أخبار مصر اليوم: رسالة عاجلة من الأزهر بعد اقتحام 2500 مستوطن للأقصى.. قرار وزاري بتحديد أعمال يجوز فيها تشغيل العامل 10ساعات يوميا..التعليم تكشف حقيقة الاعتداء على طالب بمدرسة للتربية السمعية    الشدة تكشف الرجال    جامعة قناة السويس تستكمل استعداداتها لامتحانات الفصل الدراسي الأول    لماذا لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على السيدة خديجة طيلة 25 عامًا؟.. أحمد كريمة يُجيب    رئيس جامعة كفر الشيخ يفتتح المؤتمر السنوي السادس لقسم القلب بكلية الطب    أوقاف الفيوم تفتتح مسجد الرحمة ضمن خطة وزارة الأوقاف لإعمار بيوت الله    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    وزيرا الأوقاف والتعليم العالي ومفتي الجمهورية ومحافظين السابقين وقائد الجيش الثاني الميداني يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد العباسي    خناقة في استوديو "خط أحمر" بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات الزوجية    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطة أخونة المنابر التى أفسدتها30 يونيو
نشر في الشروق الجديد يوم 03 - 09 - 2013

صعد الشيوخ الأزهريون بملابسهم المميزة وعمائمهم، على المنصة. أمسك كبيرهم الميكروفون وتحدث قائلا «لا خير فيكم إن لم تموتوا من أجل مساجد الله.. مصر ستبقى إسلامية رغم أنف العلمانية».
كان هذا المشهد من مليونية «الشرعية خط أحمر» التى أقيمت دعما للرئيس المعزول محمد مرسى برابعة العدوية يوم 28 يونيو، وكان المتحدث هو الدكتور جمال عبدالستار وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة السابق، والذى استمر نشاطه بعد 30 يونيو ليشكل ما أسماه جبهة علماء ضد الانقلاب، مما فتح بابا للتساؤل عن التوجهات التى كانت تنشرها وزارة الأوقاف عبر أئمتها فى المساجد، خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسى. فى منتصف يونيو الماضى أقامت الوزارة دورات تدريبية للأئمة الجدد، حاضرهم فيها عدد من الاخوان المسلمين والسلفيين الذين لا صلة لهم بالوزارة، وأثار حديثهم مع شباب الأئمة خلافات سياسية ودينية، وكانت التجاوزات الادارية والتنظيمية فى الدورات تكفى للتساؤل حول أهدافها.
«الشروق» جمعت شهادات أئمة حضروا الدورات لكنهم طلبوا عدم ذكر أسمائهم لأن قرارات تعيينهم لم تصدر بعد، علما بأنهم منحوا «الشروق» تسجيلات صوتية ومرئية للعديد من المحاضرين توثيقًا لما حدث.
«تنظيم الدورات هذا العام مختلف عن أى عام آخر، والمخالفات ظهرت منذ البداية».. هكذا بدأ حديث الشيخ أحمد البهى، إمام مسجد ضياء الإسلام بالإسكندرية، ومنسق حركة أئمة بلا قيود.
«تم الإعلان عن فوز 3 آلاف إمام من أصل 57 ألف متقدم من خريجى الكليات الأزهرية والشرعية، لكن بعد إعلان النتائج على موقع الوزارة بالانترنت، فوجئ 150 إماما ممن تم إعلان فوزهم بحذف اسمائهم، وإدراج أسماء بديلة مكانهم».
أعلنت وزارة الأوقاف عن تنظيم معسكرات تدريب لمدة 10 ايام للأئمة الفائزين، أحد المعسكرات كان بمدينة مبارك فى 6 أكتوبر، وآخر فى الاسماعيلية، ومعسكران فى الإسكندرية هما أبوبكر الصديق وأبوقير.
«هذه مخالفة قانونية من حيث المبدأ، فهؤلاء الأئمة الفائزون لم تصدر قرارات تعيينهم، ولم يتم قبول أوراقهم، ولا درجات مالية لهم فى الوزارة، وبالتالى لا يجوز إنفاق أموال الوزارة عليهم وهم رسميا مازالوا غير موظفين بها».
يشير الشيخ البهى إلى أن الدورات تم الإنفاق فيها على إقامة ومأكل الائمة، وتوزيع زى ازهرى وكتب، وهو ما تقدر قيمته بثلاثة ملايين جنيه من ميزانية الوزارة.
«بعد المشادات التى حدثت هدد المنظمون بالتحقيق مع أى إمام يخالف النظام فى الدورة، لكن هذا غير قانونى أيضا فالأئمة قانونيا لم يتم تعيينهم، وبالتالى لا يمكن توقيع عقوبات إدارية عليهم»، يقول الشيخ البهى.
ظهر عدم التنظيم فى الدورات منذ اللحظة الأولى، فلم يتسلم المشاركون جداول الدورات ليعرفوا أسماء المحاضرين وعناوين المحاضرات.
«المشكلة الأكبر حدثت حين فوجئ الأئمة بأن أغلب المحاضرين كانوا من الإخوان أو السلفيين، وبعضهم هاجم فى كلامه الفكر الأزهرى، مما أغضب بعض الأئمة الذين قاموا بالرد فوقعت مشادات بين الموجودين»، يشير الشيخ البهى إلى مشكلة أخرى علم بها، وهو أن مسئولى الوزارة اكتشفوا أن بعض الأئمة الفائزين من حاملى الأفكار المدخلية أو التكفيرية وهى المخالفة تماما للمنهج الأزهرى والإخوانى أيضا، ولا يعرف المسئولون حتى الآن ما هو التصرف القانونى معهم.
«المشكلة هى أن المسابقات كانت تعتمد على اختبار المتقدمين فى القرآن والأحاديث فقط، دون أى تدقيق فكرى حسب المنهج الأزهرى، ففاز بها بعض من هم بعيدون كل البعد عن الأزهر»، يشير الشيخ البهى إلى خطورة تسلم إمام أوقاف لمسجد له جمهور، لينشر أفكارا تكفيرية خارجة عن الأزهر.
الدورات التى أقيمت هذا العام مختلفة عما كان يحدث كل سنة، «بعد صدور قرار التعيين واستلام العمل كان يتم عقد دورة تأهيلية لمدة شهرين، يتعرف فيها الأئمة على الإداريات التى يتطلبها عملهم، وأيضا على أساسيات الدعوة والعلوم الأزهرية. حين حصل على هذه الدورة كل من يدرسون لنا أساتذة من جامعة الأزهر وأساتذة من قسم الشريعة بكلية الحقوق».
أمام الهجوم الكبير الذى حدث فى ذلك الوقت رد جمال عبدالستار، القيادى بالإخوان، ومدير إدارة الدعوة بالأوقاف والمسئول عن الدورات بأنهم أرادوا أن يتعرف الأئمة على كل الأفكار من باب الاطلاع عليها، لكن الشيخ البهى يرفض هذا التبرير «الدورات يجب أن تكون لغرس الفكرى الأزهرى السليم فى الأئمة لا التشويش بأفكار أخرى، ثم ان هذه الأفكار كلها من التيار الإخوانى أو السلفى المتحالف معه، هل كان ممكنا ان يعرض أفكارا من تيارات معارضة؟ حتى إن شيوخ حزب النور المختلف مع الإخوان حاليا تم استبعادهم تماما».
انتقاد آخر وجهه الشيخ البهى وهو أن المشرفين على الأئمة فى الدورات كان أغلبهم من الإخوان، الذين اعتنوا بالتعرف على الائمة وعلى أفكارهم.
فصل القطاع الدعوى هو الحل
«يجب أن ترفع يد الوزارة تماما عن الأئمة»، يقول الشيخ البهى، مشيرا إلى أنه يرى وجوب فصل القطاع الدعوى عن الوزارة أصلا، واكتفائها بإدارة أموال وعقارات الأوقاف، بينما تنتقل الدعوة والأئمة إلى إشراف الأزهر فقط، ليكون له استقلاله. «الوزارة جزء من السلطة التنفيذية لذلك تتغير سياساتها مع تغير كل نظام، ونحن لا نريد أى تدخل سياسى فى العمل الدعوى من أى طرف. هذا هو التفعيل الحقيقى للمادة الرابعة من الدستور التى تمنح الأزهر الإشراف على الدعوة. إزاى هيشرف والمساجد مش تحت إيده؟».
يقول الشيخ البهى إنه تواصل مع الشيخ محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر، وعضو مجلس الشورى، وهو متفق معه فى الرأى، وسيبحثان فى الفترة القادمة خطوات تحقيق هذا المطلب.
الوزير الجديد يقرر إعادة الدورات
«التقينا الوزير الجديد، الدكتور محمد مختار جمعة، خلال شهر رمضان، ثم قابلناه مرة أخرى يوم الاثنين الماضى، وطرحنا عليه هذه القضية، وقد أخبرنا أنه قرر إعادة عقد الدورات للأئمة، بعد اتمام اجراءات تعيينهم، وصدور درجاتهم المالية، ليكون الوضع القانونى لهم سليما».
يشير الشيخ البهى إلى أن الأئمة الجدد قد أتموا تسليم أوراقهم الإدارية يوم 27 أغسطس، وسيتم توزيعهم على مساجدهم، وقد تم خلال هذه المرحلة استبعاد عدد منهم لأسباب إدارية بحتة حيث ظهر أن بعضهم يعمل بالفعل فى وظائف أخرى بالدولة.
«هكذا فإن الأموال التى تم انفاقها على هؤلاء المستبعدين فى الدورات القديمة هى إهدار خالص للمال العام».
ويؤكد الشيخ البهى ترحيب الوزير الجديد نفسه بفكرة إلحاق القطاع الدينى بالوزارة بإشراف الأزهر، وقد بدأ بالفعل التنسيق بين القطاع الدعوى بالأزهر والوزارة فى القوافل الدعوية المشتركة كان آخرها منذ أيام فى حلوان.
مشادات فى معسكر 6 أكتوبر
«جئنا إلى الدورة لنسمع ما يفيدنا فوجدنا ما يسىء إلينا.. حسبنا الله ونعم الوكيل»، هكذا بدأ أحد الأئمة من معسكر 6 أكتوبر شهادته على ما حدث. يشير الإمام إلى أن الغالبية الساحقة من المحاضرين كانوا من الإخوان أو السلفيين، باستثناء أسماء أزهرية معدودة هى محمد عمارة وصابر احمد طه وأحمد حسين الوكيل وعطية فياض.
بعض المحاضرات لم يكن فيها أى مشاكل مثل محاضرات الشيخ حسان، والشيخ حسين يعقوب، والتى كانت دعوية عامة مما يطلق عليه «رقائق»، ولم يتطرقوا إلى أى أمور سياسية.
على عكس محاضرة الدكتور عبدالخبير عطا أستاذ العلوم السياسية كلها موجهة، وليست شرحا علميا عاما عن السياسة حسب تعبير الإمام الذى ذكر وصفه الدكتور عبدالخبير للأحزاب المعارضة بأنها أحزاب يهود، كما قال أيضا مشيرا إلى الإخوان أن «تربية السجون هى تربية الله سبحانه يربى بها من يرث الحكم»، وقال مهاجما المعارضين أن هدفهم ليس إسقاط الرئيس مرسى بل إسقاط المشروع الإسلامى.
الشيخ السلفى سعيد عبدالعظيم أثار جدلا بدوره حين قال «من الفرق الضالة والمضلة، والهالكة المهلكة، الأشاعرة والصوفية والشيعة والخوارج».
وهو ما يعلق عليه مصدرنا قائلا «كانت المحاضرة عن أدب الخلاف، لكنه بحديثه ظهر كأن الخلاف هو ما يخص فرقته فقط، بينما عقيدة الأزهر الصوفية الأشعرية يعتبرها ضلالا».
الشيخ السلفى نشأت أحمد بدوره هاجم فى محاضرته علماء الكلام والصوفية، على خلاف منهج الأزهر أيضا، وقال «إن علماء الكلام حيوانات بالتعريف، لأن منهم من يقول إن الانسان حيوان ناطق.. شفتوا هؤلاء الحيوانات؟» وقال «الصوفية قسموا الانسان لإنسان مسبح وانسان ذاكر وهذا كله خطأ».
الشيخ صفوت حجازى ألقى محاضرة دعوية عامة، لكنه انتقد الصحف التى بدأت تتحدث عما يجرى بالدورة، كما حاول احتواء غضب بعض الأئمة قائلا «نحن لا نهاجم الصوفية، وأنا تربيت كنت احمل حذاء الشيخ عبدالحليم، لكن هناك صوفية حق وصوفية ضلال».
أشرف كساب، محاضر آخر تم تقديمه على أنه داعية رغم أنه ليس أزهريا بل عضوا بالإخوان، وتحدث عن أن الاسلام دين شامل يدخل به السياسة، حتى إن الحج والصلاة والعقيدة فيها سياسة.
فى محاضرة الشيخ عطية عدلان، رئيس حزب الإصلاح السلفى، وقعت مشادة كبيرة بينه وبين بعض الحاضرين، حين قال «تصدى الامام بن تيمية للأشاعرة، وتصدى ابن حنبل للقبوريين والشركيين».
بعدها قام منظمو الدورة بالإعلان عن منع المداخلات والكلام، ومن يريد السؤال يرسل ورقة، حتى إن أحد الأئمة حاول الحديث فى محاضرة الوزير طلعت عفيفى فقال له «اقعد، لو اتكلمت أنا همشى». الوزير طلعت عفيفى رد على سؤال أرسل له عن تمثيل الأزهريين بالدورة، بأنه تم الطلب من الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومفتى الجمهورية، والشيخ حسن الشافعى مستشار شيخ الأزهر وغيرهم أن ياتوا إلى الدورة، لكن لم يحدث ذلك.
إشارة أخرى ذات دلالة حدثت حين اكتشف الأئمة أنه فى نفس الوقت يقود حزب الحرية والعدالة بعمل دورة فى نفس المكان، مدينة مبارك، ودورة الأوقاف شعارها «ربانيين» ودورة الإخوان شعارها «ربانية دعوية إسلامية»؟ وحدث بشكل فردى خارج قاعات المحاضرات أن وزع الإخوان على بعض الأئمة تيشيرتات حزب الحرية والعدالة.
منظمو الدورة انتقدوا تسرب بعض الأخبار للإعلام، «الشيخ عادل هندى احد المنظمين قال لنا، إن ما يحدث فى الدورة سر بيننا لا يجوز إطلاع الإعلام عليه، وأحد الأئمة كتب على الفيس بوك وسنحوله إلى التحقيق وقد يُحرم من التعيين»، مشيرا إلى أن اعتبار الشيخ هندى الدورة من مسوغات التعيين هو أمر خارج على القانون.
«الشيخ عادل هندى قال لنا أيضا إن تكلفة الإمام الواحد تصل إلى 10 آلاف جنيه تتحملها الوزارة، أى أن تكلفة 3 آلاف إمام هى 3 ملايين جنيه» وقال الشيخ هندى لأحد الأئمة المعترضين على المحاضرات «أنت ما جئت هنا لتسمع ما تريد»، فرد عليه «لكننا لم نأت لنسمع ما يسيئنا».
المنظمون أيضا قالوا إن الأئمة الجدد سيقابلون الرئيس فى آخر يوم بالدورة، لكنهم عادوا واعلنوا تأجيل الموعد حتى 1 - 7، «المنظمون قالوا لنا إن قرارات التعيين والتوزيع ستتم فى هذا اليوم، لكنهم لم يؤكدوا علينا هذا الموعد مرة أخرى حتى الآن ولا أعرف هل سيتم أم لا.. ولو حدث ذلك فهو محاولة سياسية لاستغلال العمامة الأزهرية لصالحه خاصة أنه يتوقع حدوث مظاهرات كبيرة فى 30 – 6».
الإخوان حاولوا احتكار الصوت الذى يصل للإعلام، فحين أتى التليفزيون المصرى للتصوير لم يتم الإعلان للأئمة وعرفوا بعدها أن أئمة إخوان هم فقط من صوروا مع التليفزيون خارج القاعة.
معسكر الإسماعيلية: التدمير مستمر
«هذه دورات تدميرية وليست تدريبية»، يقول أحد الأئمة المشاركين فى معسكر الاسماعيلية.
«الدورات لم تعتن بالتأكيد على المنهج الأزهرى والعقيدة الأزهرية، بل بالعكس كانت تركز على أمور سياسية، وبعض المحاضرين من مخالفى الأزهر».
الشيخ منير جمعة، أحد شيوخ قناة الحافظ، تحدث فى محاضرته كثيرا عن السياسة، وهاجم المحكمة الدستورية قائلا «إحنا نستطيع ان نستغنى عن المحكمة الدستورية كما فى اغلب بلاد العالم»، ودعا الله على القضاء قائلا «الله يورينا يوم فى القضاء»، وقال إنه يجب على الإسلاميين أن يفوزوا فى الانتخابات ليكون مجلس النواب القادم إسلاميا.
الشيخ جمعة قال أيضا «ان عصر التمكين قد بدأ والقافلة انطلقت والاسلام فى مصر بدأت معالمه الكبرى».
عطية فياض الأستاذ بالأزهر، وعضو مجلس شورى الإخوان المسلمين كانت محاضرته عن فقه النص والدليل والتزم بموضوع المحاضرة، لكنه فى فقرة الأسئلة تطرق للسياسة، وقال ان الفارق بين الإخوان والسلفيين هو كالفارق بين المذاهب الإسلامية.
أما محاضرة الدكتور عبدالخبير عطا فكانت سياسة خالصة، وقال فيها إن المعارضين لمرسى خلافهم ليس مع الرئيس بل مع المشروع الإسلامى، وقال إنه كما كان اليهود يوقعون بين الأوس والخزرج فإن العلمانيين يحاولون الإيقاع بين الإخوان والسلفيين.
احمد زايد، الأستاذ بالأزهر وعضو الإخوان، قال فى محاضرته للأمة أنكم ستجدون فى المسجد كل الشرائح من إخوان وسلفيين وغيره، فعلى الإمام أن يتعاون معهم، ويفتح المسجد لهم.
«هذا الكلام خطير، حيث يسمح الإمام لكل صاحب فكر غير منضبط أن يتحدث فى مسجده، وماذا لو تعارضت الأفكار والفتاوى مما يربك الناس».
أحمد زايد كشف أيضا عن ميول سلفية، بعد ان مدح الشيخ محمد عبدالوهاب وجهوده للقضاء على الشرك والقبوريين.
د.أكرم كساب، الداعية الإخوانى، خصص محاضرته للسياسة الشرعية، وتكلم عن لفظ الحاكمية قائلا: إن الناس يظنه لسيد قطب والمودودى فقط لكنه موجود منذ زمن بعيد.
فى آخر المعسكر بعض الأئمة السلفيين أحضروا كتيبات سلفية فى كراتين، ومنها كتب لصالح الفوزان الذى يضلل عقيدة الأزهر الأشعرية، وتم توزيعها على الأئمة.
المحاضر الوحيد الذى يمتدحه مصدرنا هو د.محمد مختار المهدى، رئيس الجمعية الشرعية، الذى عرض المنهج الأزهرى الوسطى رغم ظهور معارضة من بعض الأئمة الذين ظهر عندهم أفكار تكفيرية. «أحد الأئمة قال إن الناس فى فسطاطين فسطاط الإيمان وفسطاط الكفر، وإمام آخر وقف يقول إن تارك الصلاة كافر، لكن الشيخ مختار المهدى جزاه الله خيرا أخذ يوضح ويبين لهم».
يقول مصدرنا ان مشكلة اعداء الأزهر أنهم لا يدركون معنى منهجه وفكره، «نقول له الازهر الشريف منهمج علمى معتمد منضبط، تلقته الامة بالقبول/ جمع بين المعقول والمنقول، والازهر هو لا غيره المنافح عن عقائد السلف الصالح، عرف هذا من عرف وجهل من جهل».
جمال عبدالستار: أردنا إطلاع الأئمة على الأفكار المختلفة
الشروق حاولت التواصل مع الشيخ سلامة عبدالقوى المتحدث السابق باسم الأوقاف، أو مع الدكتور جمال عبدالستار وكيل وزارة الأوقاف للدعوة سابقا، لكن كلاهما لم يرد على هاتفه.
الدكتور جمال عبد الستار نشر على صفحته بموقع فيس بوك فيديو مصورا، هاجم فيه من انتقدوا المعسكرات التدريبة.
واعتبر عبد الستار، أن تدريب الأئمة الجدد قبل توليهم مهام أعمالهم خطوة رائدة فى تاريخ الوزارة، وأشار إلى أن الدورة نظرت إلى ضرورة تدريب الدعاة على الخطاب الدعوى المعاصر ومقتضيات الدعوة المعاصرة فى جانب الفتوى لما سيتعرضون له فى المساجد.
وأضاف فى رد ضمنى على الانتقادات الموجهة لاختيار المحاضرين أنه كان من أهداف هذه الدورة الاضطلاع على الأحوال المعاصرة للدعوة فى جميع التيارات الإسلامية الموجودة، وعلى الأديان والملل والنحل الموجودة على ساحة الدعوة، ليدركوا أرضية طبيعة الدعوة التى سيدخلون إليها، ويدخلون المجال الدعوى على بصيرة من أمرهم.
وأكد عبدالستار أن كل عمل ناجح لابد له من أعداء، وقال «إن الأعداء كثروا، وتكلم المتربصون عن الدورة التى أقامتها الوزارة، رغم أن المخلصين فى العالم بأسره فرحوا بها فرحا كبيرا».
وتساءل عمن يتحدثون عن تغيير الأوقاف لمنهج الأزهر فى الدعوة، قائلا: من أنتم.. هل الأزهر طريقة صوفية أو جماعة من الجماعات أو تيار من التيارات، فالأزهر فوق الجميع والأزهر ليس فردا وليس مجموعة أفراد وإنما الأزهر منهجية استيعاب والاستيعاب هو الشمول وهو الذى يضمن للأزهر هذا الأستمرار فى العالم بأسره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.