سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
230 بعثة أجنبية تحتل الاكتشافات الأثرية.. ضعف الإمكانات وراء اعتماد «الآثار» عليها.. تضم يهودا غير إسرائيليين.. مفتش آثار يرافق كل واحدة.. والجهات الأمنية تراقب عملها
تسيطر البعثات الأجنبية التي يبلغ عددها في مصر نحو 230 بعثة على الاكتشافات الأثرية وذلك بمشاركة مصرية على استحياء وذلك لضعف الإمكانيات المادية للجهات التي يمكنها القيام بأعمال الحفائر والتنقيب عن الآثار بشكل متخصص والمحصورة في وزارة الآثار أو كلية الآثار بجامعة القاهرة. في بعض الأوقات يكون للبعثات الأجنبية بعض الأخطاء والمخاطر تجاه الآثار المصرية والأمن القومي للدولة حيث تم إيقاف العديد من هذه البعثات بعد ارتكابها بعض الأخطاء أو مخالفة التعاقد مع الجانب المصري. بعثة مصرية ألمانية في الفترة الأخيرة أعلنت وزارة الآثار عن العديد من الاكتشافات الأثرية على يد بعض هذه البعثات أهمها إعلان الوزارة، عن هوية التمثال الملكي الذي تم اكتشافه مؤخرا بمنطقة سوق الخميس الأثرية بالمطرية (مدينة هليوبوليس القديمة) بواسطة البعثة المصرية الألمانية الأثرية المشتركة. رجحت الدراسات الأولية التي أجريت على أجزاء التمثال من خلال الكتابات الهيروغليفية أن يرجع التمثال للملك بسماتيك الأول من الأسرة السادسة والعشرين ( 664-610)، حيث وجد على ظهر التمثال نقش لأحد الأسماء الخمسة للملك (نب عا) وهو الاسم الذي يعرف في علم الآثار بالاسم النبطي. ويعتبر هذا التمثال من أضخم التماثيل التي ترجع إلى العصر المتأخر في مصر، ويثبت وجود العديد من التفاصيل الفنية المختلفة الموجودة بالتمثال والتي كانت السمة الواضحة في عصر الأسرة السادسة والعشرين وهو ما يعرف في الفن المصري القديم بمصطلح فن محاكاة الماضي، ونحت التمثال من حجر الكوارتزيت الذي تم جلبه من الجبل الأحمر (مدينة نصر حاليا) والذي يبلغ ارتفاعه نحو 9 أمتار. بعثة آثار مصرية فرنسية كما كشفت بعثة آثار مصرية فرنسية، قطعا أثرية ب«تل السمارة»، مركز تمى الأمديد، في الدقهلية، يعود عصرها إلى 4 آلاف سنة قبل الميلاد، من عصر المعادن، وبوتو ونقادة. وقال سالم البغدادي، مدير عام هيئة الآثار بالدقهلية: إن الآثار التي تم اكتشافها من قبل البعثة المصرية الفرنسية في تل السمارة، هي من أقدم الآثار، وتعد أصل الحضارة المصرية، مؤكدًا أن الآثار المتواجدة ب«تل السمارة» يعود عصرها إلى ما قبل 4 أو 5 آلاف سنة قبل الميلاد. وأكد «البغدادي»، أن محافظة الدقهلية بها مناطق أثرية كثيرة، وتم اكتشاف العديد من الآثار بداخلها، مثل «تل تبلة» بمدينة دكرنس. بعثة إسبانية وأعلن الدكتور محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية، عن اكتشاف غرفة دفن سليمة لشقيق أحد أهم حكام جزيرة إلفنتين من عصر الأسرة الثانية عشرة، وذلك أثناء أعمال الحفائر التي تقوم بها البعثة الإسبانية التابعة لجامعة خايين في منطقة قبة الهوى الأثرية، غرب مدينة أسوان. ووصف عفيفي هذا الاكتشاف بالمهم ليس فقط لثراء الدفن، ولكن لأنه يلقي الضوء على الأفراد الذين كانوا تحت ظل السلطة والذين لا تتوافر عنهم الكثير من المعلومات. من جانبه أوضح نصر سلامة، مدير عام منطقة آثار أسوان، أن القطع التي عثر عليها داخل حجرة الدفن فريدة لأنها تحتوي على جميع الأثاث الجنائزي للمتوفى، والتي تتكون من أوانٍ من الفخار، وتابوتين داخلي وخارجي من خشب الأرز، بالإضافة إلى مجموعة من النماذج الخشبية والتي تمثل القوارب الجنائزية، ومشاهد من الحياة اليومية. وكانت اللجنة الدائمة للآثار المصرية، برئاسة الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وافقت على عمل العديد من البعثات بالمناطق الأثرية المختلفة، حيث وافقت اللجنة على استكمال عمل بعثة جامعة أن افسوس المجرية لاستكمال أعمال الجامعة في موقع مقابر "32، 64، 179" بالخوخة البر الغربى بالأقصر، وذلك في الفترة من 1 فبراير 2016 وحتى 30 يونيو 2016. كما وافقت اللجنة على استكمال بعثة المعهد العلمى الفرنسى للآثار الشرقية لاستكمال عملها بمعمل دندرة بقنا، في الفترة من 13 فبراير 2016 وحتى 15 مارس 2016، بالإضافة لموافقة على عمل استكمال عمل البعثة المشتركة بين وزارة الآثار ومشروع جنوب العساسيف الأمريكى بالبر الغربى بالأقصر، للعمل في المقابر "tt 39K ،tt223K" وذلك في الفترة من 1 أبريل 2016 وحتى 1 نوفمبر 2016. كما وافقت اللجنة على السماح لبعثة الجامعة الاتحادية البرازيلية لأول مرة بالاشتراك مع مركز تسجيل الآثار المصرية للعمل في المقابر "368، tt123" بالبر الغربى بالأقصر، في الفترة من 15 فبراير 2016 وحتى 31 مارس 2017، بالإضافة للموافقة على عمل البعثة المصرية الإنجليزية المشتركة بإضافة برنامج عمل جديد، وذلك لدراسة الأوانى الكانوبية المكتشفة، والمستخرجة من موقع الحفائر بوادي برايا، والمحفوظة بالمتحف المصرى بالتحرير. كما وافقت اللجنة على استكمال بعثة جامعة لندن للعمل بوادى الحمامات بالصحراء الشرقية بالبحر الأحمر، وذلك في الفترة من 1 مارس 2016 وحتى 30 أبريل 2016، وفى الفترة من 1 سبتمبر 2016 وحتى 30 نوفمبر 2016. هذا وقد وافقت اللجنة الدائمة على استكمال أعمال جامعة ليفربول الإنجليزية، في موقع مدينة الغراب بالفيوم، وذلك في الفترة من 1 مارس 2016، وحتى 30 مايو 2016، ومن 1 سبتمبر 2016، وحتى 31 ديسمبر 2016. يهود البعثات وكان هانى أبو العزم، مدير اللجان الدائمة ومدير عام البعثات الأجنبية السابق، قد أكد أن البعثات الأجنبية بمصر البالغ عددها 230 بعثة تضم عددًا كبيرًا من اليهود لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، لافتًا إلى أن بعضهم سافر إلى تل أبيب بإسرائيل لإلقاء محاضرات تتعلق بالأمن القومي. وأضاف أبو العزم في تصريحات خاصة ل"فيتو" أن عدد من يعتنقون الديانة اليهودية ممن يعملون بالبعثات الأجنبية في مصر لا يمكن حصرهم إلا بمعرفة الأمن الوطني الذي يجري تحريات حول كل فرد بتلك البعثات وصاحب القرار الأخير في عمله بمصر من عدمه. وأوضح أبو العزم أنه لا توجد نية على الإطلاق لإيقاف البعثات الأجنبية للاحتياج الشديد لها وخاصة بعد تهديد المياه الجوفية للآثار بالإضافة إلى التنقيب غير الشرعي. ضعف الموارد المالية ومن جانبه أكد الدكتور محمد إسماعيل، مدير عام اللجنة الدائمة والبعثات الأجنبية، أن ضعف الموارد المالية السبب الحقيقي وراء السماح للبعثات الأجنبية للتنقيب عن الآثار بالمواقع الأثرية بالإضافة إلى خبرتها الكبيرة في العمل الأثرى المكلف للغاية. وأضاف إسماعيل في تصريحات خاصة، أن كل بعثة أجنبية يرافقها مفتش أو مفتشين أثريين ويتم مراقبة عملها وحال مخالفتها للقواعد المتفق عليها يتم إيقافها فورا، مشيرا إلى أن البعثات يكون لها حق النشر العلمى ولكن بعد إخطار الوزارة بأى أكتشاف جديد للإعلان عنه من خلال وزارة الآثار أولا.