يراهن المتفائلون على إمكانية نجاح القمة العربية، التي ستعقد بعد ساعات في عمان العاصمة الأردنية، وأنها ستختلف عن غيرها من «القمم» السابقة التي لم تسفر سوى عن توصيات لم تجد طريقها للتنفيذ على أرض الواقع. يستند هذا الاعتقاد إلى ما يبدو من إدراك الملوك والرؤساء العرب للمخاطر التي تحيط بالدول العربية.. ولن تستثنى إحداها، ما دفع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى التذكير بأن الدول العربية تواجه ظروفا أقسى مما واجهته عقب هزيمة يونيو 67 وربما تكون الرسالة -وفق توقعاتهم- وصلت إلى الزعماء العرب، بدليل حرصهم على المشاركة في أعمال القمة التي لم تشهد منذ سنوات مثل هذا الحشد من الملوك والرؤساء العرب. كما أن الجهود التي بذلها الملك عبدالله الثانى ملك الأردن في التمهيد لانعقاد القمة وإنجاحها عن طريق محاولة تقريب وجهات النظر بين الحكام العرب خاصة في القضايا المصيرية من أجل صالح المواطنين العرب لقيت تجاوبا من الملوك والرؤساء العرب، وقد عبر وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى عن هذا التوجه بقوله إن القمة العربية ستكون منبرا لحوار عربى صريح. وإن كانت الوقائع على الأرض لا تبشر بأن القمة ستختلف عن غيرها من القمم السابقة، وأن الحكام العرب لا يفرقون بين التناقضات الثانوية فيما بينهم وبين التناقض الرئيسى مع «إسرائيل» والدول المساندة لها سواء أمريكا أو الدول الأوروبية وأنه من الصعب اتخاذ مواقف موحدة من قضية الشعب الفلسطينى تؤكد حقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، على الأرض التي احتلت عام 67 وعاصمتها القدسالمحتلة، وأن تتصدى القمة للمحاولات التي تجرى سواء في الخفاء أو العلن للانقضاض على قرارات دولية، تساند حل الدولتين، وقطع الطريق على ادعاءات «إسرائيلية» بأن العلاقات مع الدول العربية يمكن أن تتحقق في غياب القضية الفلسطينية ولا يخفى على أحد أن بعض الدول العربية تسعى إلى التطبيع مع إسرائيل سرا وعلنا، وأن حكاما عربا يعتقدون أن إيران أخطر على الأمة العربية من «إسرائيل»، وفى هذا الإطار يجرى تمرير تسريبات بقيام محور يضم «إسرائيل» مع بعض الدول العربية للتصدى للطموحات الإيرانية، وأن الإدارة الأمريكية الجديدة ترتب لقيام هذا المحور، وأن موقف تلك الإدارة منحاز «لإسرائيل» بدليل تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب، بأن حل الدولتين لم يعد الخيار الوحيد، وأنه سينقل السفارة الأمريكية إلى القدس.. وقد عكست مناقشات وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في القاهرة منذ أيام للإعداد للقمة، عمق الخلافات بين الملوك والرؤساء فمن كان يتصور أن دولا عربية ستعترض على إجلاء القوات التركية من العراق والدفاع عن وجودها المرفوض من الشعب والحكومة العراقية وهل يمكن التوصل لتوافق عربى حول القضية السورية؟! وبعيدا عن التفاؤل والتشاؤم.. نتمنى أن تنجح القمة في تحقيق آمال الشعب العربي.. وألا تسير على طريق قمم «الفرص الضائعة»!