السفارات المصرية في 18 دولة تفتح أبوابها لاستقبال الناخبين في جولة الإعادة بمجلس النواب    محافظ قنا يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة العام الميلادي    الجامعة المصرية بكازاخستان تحتفل بتخريج الدفعة الأولى من مركز "تراث"    بدء صرف الدفعة الثانية من الأسمدة الشتوية لمزارعي الجيزة عبر كارت الفلاح    موسكو تعلن تقدما ميدانيا شمال شرق أوكرانيا.. وبوتين يأمر بتوسيع المنطقة العازلة    زد يستدرج حرس الحدود في كأس عاصمة مصر    4 قضايا أمام الإسماعيلى لرفع إيقاف القيد بعد إزالة مساعد جاريدو    أمم أفريقيا 2025| التشكيل المتوقع للجزائر وغينيا الاستوائية في لقاء اليوم    نظر جلسة محاكمة 3 فتيات بتهمة الاعتداء على الطالبة كارما بالتجمع بعد قليل    فتح التقديم بالمدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026/ 2027 غدا    القبض على المتهمين بسرقة محل بلايستيشن فى مدينة 6 أكتوبر    الأمل فى 2026 التحليل النفسى لأبراج العام الجديد    الليلة... نجوم الطرب في الوطن العربي يشعلون حفلات رأس السنة    108 دقة جرس كيف يحتفى العالم برأس السنة كل عام؟    "هتعمل إيه في رأس السنة"؟.. هادعي ربنا يجيب العواقب سليمة ويرضي كل انسان بمعيشته    طبيبة تحسم الجدل| هل تناول الكبدة والقوانص مضر ويعرضك للسموم؟    «ماء الموز» موضة غذائية جديدة بين الترطيب الحقيقي والتسويق الذكي    لماذا ترتفع معدلات الأزمات القلبية في فصل الشتاء؟ 9 إرشادات طبية للوقاية    الصحة تؤكد أهمية تطعيم الحمى الشوكية لطلاب المدارس للوقاية من الالتهاب السحائي    إيمري يقلل من أهمية عدم مصافحة أرتيتا بعد مواجهة أرسنال وأستون فيلا    ليلة استثنائية.. نجوم الأوبرا وعلاء عبد السلام يفتتحون عام 2026 بأغانى الخلود    الحكومة تصدر قرارًا جديدًا بشأن الإجازات الدينية للأخوة المسيحيين| تفاصيل    الإمارات تستجيب لطلب السعودية وتنهي وجودها العسكري باليمن    «اتصال» وImpact Management توقعان مذكرة تفاهم لدعم التوسع الإقليمي لشركات تكنولوجيا المعلومات المصرية    التضامن: إلزام الأسر المستفيدة بالمشروطية التعليمية ضمن برنامج تكافل وكرامة    مطار الغردقة الدولي يستقبل 19 ألف سائح على متن 97 رحلة طيران احتفالا بليلة رأس السنة    محمد جمال وكيلاً لوزارة الصحة ومحمد زين مستشارا للمحافظ للشؤون الصحية    تجديد حبس عاطلين قتلا مالك كافيه رفض معاكستهما لفتاة في عين شمس    اليوم.. نظر محاكمة 5 متهمين بخلية النزهة الإرهابية    تعرف على سعر الدينار البحريني أمام الجنيه في مصر اليوم الأربعاء 31-12-2025    أسعار البيض اليوم الأربعاء 31 ديسمبر    اليوم.. نظر محاكمة المتهم في قضية «صغار الهرم»    دميترييف يسخر من تمويل أوروبا المتحضرة للمنظمات غير الحكومية لغسل أدمغة الناس    وفاة إيزايا ويتلوك جونيور نجم مسلسل "The Wire" الشهير عن 71 عاما    نتنياهو: عواقب إعادة إيران بناء قدراتها وخيمة    نخبة الإعلام والعلاقات العامة يجتمعون لمستقبل ذكي للمهنة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 31 ديسمبر    وخلق الله بريجيت باردو    طقس رأس السنة.. «الأرصاد» تحذر من هذه الظواهر    توتر متصاعد في البحر الأسود بعد هجوم مسيّرات على ميناء توابسه    زيلينسكي يناقش مع ترامب تواجد قوات أمريكية في أوكرانيا    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    «مسار سلام» يجمع شباب المحافظات لنشر ثقافة السلام المجتمعي    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    قبل المباراة المقبلة.. التاريخ يبتسم لمصر في مواجهة بنين    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحيفة كندية: قمة العرب كشفت تراجع نفوذهم
نشر في صوت البلد يوم 30 - 03 - 2017

قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الكندية، إن القادة العرب اجتمعوا في الأردن، لكن شركاء النفوذ الفاعلين في المنطقة كانوا غائبين -في إشارة إلى روسيا وتركيا وإيران- مؤكدة أن هذا الأمر يدل على تراجع نفوذهم على الأحداث التي تشهدها منطقتهم، وحتى على مواطنيهم أنفسهم.

ولفتت الصحيفة في تقرير لها أمس، الأربعاء، إلى أن القمة العربية كانت مؤشرًا على الانقسام العربي وتراجع النفوذ.

وعلى مدى سنوات، استطاع قادة -مثل "معمر القذافي" الزعيم الليبي السابق، و"صدام حسين" الرئيس العراقي السابق، و"ياسر عرفات" الرئيس الفلسطيني الراحل- امتلاك قدر من العظمة زادت مساحتها عن المساحة التي صنعوها لأنفسهم، وفقًا للصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في ذلك الوقت كانت كل من السياسات ومظاهر العظمة التي يبديها هؤلاء القادة في قمتهم السنوية بمثابة قوة توجيه للسياسات العربية ومصدر للدراما لدى المواطن العربي الذي نادرًا ما كان يرى أي شخص يتحدى قادتهم المستبدين على مدى نصف قرن من الزمان.

لكن العديد من قادة العرب الأقوياء قد رحلوا خلال السنوات الماضية -طوعًا أو جبرًا- وابتليت المنطقة العربية بأزمات إنسانية وأمنية وسياسية مازالت حتى الآن في طريقها لتشكيل نظام جديد للمنطقة.

ووفقًا لمحللين رسميين للقمة العربية الأخيرة، فإنها تظهر حجم تراجع وضعف نفوذ الجامعة العربية، في ظل ترنح العديد من الدول الأعضاء فيها، والنزاعات البينية بعد عزل قادة ديكتاتوريين وضعف من تبقى منهم.

وقالت الصحيفة: "الجامعة العربية تمثل انعكاسًا للعالم العربي نفسه، فقد أصبحت منقسمة من الداخل وتهيمن عليها المنافسة السعودية مع إيران".

فالقمة العربية تمثل فرصة تسمح للقادة العرب بمناقشة قضايا المنطقة التي تتعرض لها، بداية من سوريا واليمن إلى ليبيا وغيرها من الدول، لكن اللاعبين الفاعلين الذين يشكلون الأحداث من وراء الستار غير حاضرين، وهم إيران وروسيا وتركيا، إضافة إلى الرئيس السوري "بشار الأسد".

ولفتت الصحيفة إلى أن غياب هذه القوى عن القمة العربية يشير من الناحية الواقعية إلى أن القادة العرب غائبون عن منطقتهم وما تشهده من تغيرات فعلية، كغيابهم عن أمور شعوبهم في الداخل.

ويقول "عريب الرنتاوي"، مدير مركز القدس للدراسات السياسية في عمان: "الجامعة العربية جثة ميت في غرفة العناية المركزة؛ ولا يوجد من يستطيع أن يعيده للحياة"، مشيرًا إلى أن القرارات الهامة التي تخص المنطقة لم تعد بيد قادة العرب الأقوياء، وأن الأمر أصبح بيد إيران وروسيا وتركيا.

ولفتت الصحيفة إلى أن القمة التي انعقدت في الأردن خرجت بإعلان عمان الذي يحذر من أنه إذا لم تحدث تغيرات جذرية هذا العام فإن الوقت سيتخطى قادة العرب، الذين فشل نظامهم السياسي في حل الأزمات ومنع انهيار الدول، والذي لخصه قول وزير الخارجية الأردني "أيمن الصفدي" الذي أوضح أن ثقة المواطنين العرب في مؤسساتهم تآكلت، وذلك خلال اجتماع الاثنين الماضي، للإعداد للقمة.

القمم السابقة

ورغم أن القمم السابقة كانت تضع الخلافات في مقدمة النقاشات، وخاصة فيما يتعلق بالانقسام بين الدول المؤيدة لأمريكا ومعسكر الدول القومية التي تميل للاتحاد السوفيتي، إلا أنه كان باستطاعتهم تمهيد الطريق لسياسات مشتركة يمكنهم أن يسيروا عليها لسنوات.

فبعدما خسر العرب حرب 1967 اجتمعت 22 دولة عربية واتفقت على نقاط ثلاث أصبحت محاور سياستهم تجاه إسرائيل لجيل كامل، وهي "لا سلام مع إسرائيل. لا اعتراف بإسرائيل. لا تفاوض مع إسرائيل".

وفي القمم العربية التي انعقدت في ثمانينيات القرن الماضي كان التركيز على وضع حد للحرب الأهلية في لبنان، وتوصلوا في النهاية لاتفاق الطائف الذي أنهى 15 عامًا من الأعمال العدائية.

وفي قمة بيروت عام 2002 تم طرح مبادرة السلام العربية التي عرضت اعتراف الدول العربية ال22 بإسرائيل إذا انسحبت من الأراضي المحتلة عام 1967 وسمحت بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

وبعد 15 عامًا على قمة بيروت، أعاد القادة العرب طرح تلك المبادرة في القمة رقم 28 التي عقدت بالأردن، الأربعاء.

وحتى مع اجتماع القادة العرب في البحر الميت في قمتهم، فإن الجامعة العربية نفسها أصبحت غير مؤثرة وغير مرتبطة بواقع ما تشهده الدول الأعضاء فيها.

ولفتت الصحيفة إلى أن جامعة الدول العربية تهيمن عليها السعودية وحلفاؤها من ممالك الخليج السنية التي قضت عقودًا لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، بداية من نفوذ المصالح حتى حروب الوكالة التي تشنها في سوريا والعراق ولبنان واليمن وحتى في البحرين.

أزمة سوريا

كشفت أزمة سوريا بصورة ظاهرية حقيقة الانقسام بين سوريا وإيران التي تحاول أن تضغط مع حلفائها لإعادة دمشق للجامعة العربية وقبول بقاء "بشار الأسد" في السلطة كجزء من أي اتفاق سلام.

وكانت الجامعة العربية قد جمدت عضوية "الأسد" في الجامعة العربية في نوفمبر 2011 مع اندلاع الحرب الأهلية وتعامل النظام بوحشية مع المعارضين.

وفشلت عدة مبادرات قامت بها الجامعة العربية لوقف الحرب في سوريا، في ذات الوقت الذي ينقسم فيه القادة العرب حول موقفهم من عودة "الأسد" للجامعة العربية، وهو ما انعكس في موقف العاهل الأردني الملك "عبد الله الثاني" الذي رفض دعوته إلى القمة في البحر الميت.

ولا يستطيع العرب أن يجمعوا على موقف تجاه إيران التي تموّل وتدرب الميليشيات الشيعية التي تدعم الحكومة في بغداد، إضافة إلى تمويلها لحزب الله، الحركة الشيعية التي تمتلك القوة السياسية الأكبر في لبنان، لأن دولًا مثل عُمان والعراق ولبنان لديها علاقات متبادلة مع طهران.

ورأى خبراء أن السعودية وحلفاءها من الدول العربية مثل الأردن والإمارات تتطلع لتكوين تكتل عربي سني تدعمه الجامعة العربية يٌشرعن سياساتها تجاه إيران، وهو ما يجعل الدول ذات الأغلبية الشيعية أو التي تمتلك علاقات مع إيران تسير في الاتجاه الآخر بعيدًا عن الجامعة العربية، وهو ما بدا جليًا في غياب عراقي عماني واضح في القمة الأخيرة.

حقبة ناصر

ويقول محللون وشخصيات رسمية إن الجامعة العربية التي نشأت على يد أشخاص أقوياء، تحتاج إلى إعادة هيكلة حتى تصبح انعكاسًا لواقع المنطقة المتغير بصورة متسارعة.

ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما كان يحكم مصر "جمال عبد الناصر" و"صدام حسين" في العراق و"معمر القذافي" في ليبيا، كانت الجامعة العربية أداة لها ثقل في أيديهم، وفقًا ل"يوسف الشريف" المحلل السياسي التونسي.

وأضاف: "لكنها أصبحت مؤخرًا مكانًا لنزالات وهمية وخطابات فارغة المضمون".

إيران

سمح الاقتتال الداخلي وعدم وجود قيادة حاسمة بظهور الأزمات التي تعرقل المنطقة برمتها، وفقًا لخبراء.

فالسعودية تحاول احتكار الجامعة العربية التي تعاني من الترنح أصلًا، والحرب في اليمن وسوريا وليبيا مستمرة، ولا يبدو أنها مقبلة على نهاية.

ولفتت الصحيفة إلى أن إيران تمثل مصدر القلق الرئيسي للسعودية والتكتل الذي تريد صناعته، مشيرة إلى أنه في ذات الوقت سيحاول وزراء الخارجية العرب والرؤساء أن يواصلوا حديثهم عن محاربة الإرهاب والقضية الفلسطينية.

وبينما يتحدث مسؤولون أردنيون عن أملهم في حدوث تقدم في القضية الفلسطينية والأزمة الليبية، فإن وفود الدول الخليجية تعتبر إيران هو الأولوية الأولى التي يجب أن تنحى كل القضايا جانبًا لمناقشتها.

وختمت الصحيفة: "كيف يمكن للعرب أن يحققوا السلام والاستقرار في العالم العربي إذا كان هناك لاعب نشط يقوّض كل محاولاتهم؟".
قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الكندية، إن القادة العرب اجتمعوا في الأردن، لكن شركاء النفوذ الفاعلين في المنطقة كانوا غائبين -في إشارة إلى روسيا وتركيا وإيران- مؤكدة أن هذا الأمر يدل على تراجع نفوذهم على الأحداث التي تشهدها منطقتهم، وحتى على مواطنيهم أنفسهم.
ولفتت الصحيفة في تقرير لها أمس، الأربعاء، إلى أن القمة العربية كانت مؤشرًا على الانقسام العربي وتراجع النفوذ.
وعلى مدى سنوات، استطاع قادة -مثل "معمر القذافي" الزعيم الليبي السابق، و"صدام حسين" الرئيس العراقي السابق، و"ياسر عرفات" الرئيس الفلسطيني الراحل- امتلاك قدر من العظمة زادت مساحتها عن المساحة التي صنعوها لأنفسهم، وفقًا للصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في ذلك الوقت كانت كل من السياسات ومظاهر العظمة التي يبديها هؤلاء القادة في قمتهم السنوية بمثابة قوة توجيه للسياسات العربية ومصدر للدراما لدى المواطن العربي الذي نادرًا ما كان يرى أي شخص يتحدى قادتهم المستبدين على مدى نصف قرن من الزمان.
لكن العديد من قادة العرب الأقوياء قد رحلوا خلال السنوات الماضية -طوعًا أو جبرًا- وابتليت المنطقة العربية بأزمات إنسانية وأمنية وسياسية مازالت حتى الآن في طريقها لتشكيل نظام جديد للمنطقة.
ووفقًا لمحللين رسميين للقمة العربية الأخيرة، فإنها تظهر حجم تراجع وضعف نفوذ الجامعة العربية، في ظل ترنح العديد من الدول الأعضاء فيها، والنزاعات البينية بعد عزل قادة ديكتاتوريين وضعف من تبقى منهم.
وقالت الصحيفة: "الجامعة العربية تمثل انعكاسًا للعالم العربي نفسه، فقد أصبحت منقسمة من الداخل وتهيمن عليها المنافسة السعودية مع إيران".
فالقمة العربية تمثل فرصة تسمح للقادة العرب بمناقشة قضايا المنطقة التي تتعرض لها، بداية من سوريا واليمن إلى ليبيا وغيرها من الدول، لكن اللاعبين الفاعلين الذين يشكلون الأحداث من وراء الستار غير حاضرين، وهم إيران وروسيا وتركيا، إضافة إلى الرئيس السوري "بشار الأسد".
ولفتت الصحيفة إلى أن غياب هذه القوى عن القمة العربية يشير من الناحية الواقعية إلى أن القادة العرب غائبون عن منطقتهم وما تشهده من تغيرات فعلية، كغيابهم عن أمور شعوبهم في الداخل.
ويقول "عريب الرنتاوي"، مدير مركز القدس للدراسات السياسية في عمان: "الجامعة العربية جثة ميت في غرفة العناية المركزة؛ ولا يوجد من يستطيع أن يعيده للحياة"، مشيرًا إلى أن القرارات الهامة التي تخص المنطقة لم تعد بيد قادة العرب الأقوياء، وأن الأمر أصبح بيد إيران وروسيا وتركيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن القمة التي انعقدت في الأردن خرجت بإعلان عمان الذي يحذر من أنه إذا لم تحدث تغيرات جذرية هذا العام فإن الوقت سيتخطى قادة العرب، الذين فشل نظامهم السياسي في حل الأزمات ومنع انهيار الدول، والذي لخصه قول وزير الخارجية الأردني "أيمن الصفدي" الذي أوضح أن ثقة المواطنين العرب في مؤسساتهم تآكلت، وذلك خلال اجتماع الاثنين الماضي، للإعداد للقمة.
القمم السابقة
ورغم أن القمم السابقة كانت تضع الخلافات في مقدمة النقاشات، وخاصة فيما يتعلق بالانقسام بين الدول المؤيدة لأمريكا ومعسكر الدول القومية التي تميل للاتحاد السوفيتي، إلا أنه كان باستطاعتهم تمهيد الطريق لسياسات مشتركة يمكنهم أن يسيروا عليها لسنوات.
فبعدما خسر العرب حرب 1967 اجتمعت 22 دولة عربية واتفقت على نقاط ثلاث أصبحت محاور سياستهم تجاه إسرائيل لجيل كامل، وهي "لا سلام مع إسرائيل. لا اعتراف بإسرائيل. لا تفاوض مع إسرائيل".
وفي القمم العربية التي انعقدت في ثمانينيات القرن الماضي كان التركيز على وضع حد للحرب الأهلية في لبنان، وتوصلوا في النهاية لاتفاق الطائف الذي أنهى 15 عامًا من الأعمال العدائية.
وفي قمة بيروت عام 2002 تم طرح مبادرة السلام العربية التي عرضت اعتراف الدول العربية ال22 بإسرائيل إذا انسحبت من الأراضي المحتلة عام 1967 وسمحت بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وبعد 15 عامًا على قمة بيروت، أعاد القادة العرب طرح تلك المبادرة في القمة رقم 28 التي عقدت بالأردن، الأربعاء.
وحتى مع اجتماع القادة العرب في البحر الميت في قمتهم، فإن الجامعة العربية نفسها أصبحت غير مؤثرة وغير مرتبطة بواقع ما تشهده الدول الأعضاء فيها.
ولفتت الصحيفة إلى أن جامعة الدول العربية تهيمن عليها السعودية وحلفاؤها من ممالك الخليج السنية التي قضت عقودًا لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، بداية من نفوذ المصالح حتى حروب الوكالة التي تشنها في سوريا والعراق ولبنان واليمن وحتى في البحرين.
أزمة سوريا
كشفت أزمة سوريا بصورة ظاهرية حقيقة الانقسام بين سوريا وإيران التي تحاول أن تضغط مع حلفائها لإعادة دمشق للجامعة العربية وقبول بقاء "بشار الأسد" في السلطة كجزء من أي اتفاق سلام.
وكانت الجامعة العربية قد جمدت عضوية "الأسد" في الجامعة العربية في نوفمبر 2011 مع اندلاع الحرب الأهلية وتعامل النظام بوحشية مع المعارضين.
وفشلت عدة مبادرات قامت بها الجامعة العربية لوقف الحرب في سوريا، في ذات الوقت الذي ينقسم فيه القادة العرب حول موقفهم من عودة "الأسد" للجامعة العربية، وهو ما انعكس في موقف العاهل الأردني الملك "عبد الله الثاني" الذي رفض دعوته إلى القمة في البحر الميت.
ولا يستطيع العرب أن يجمعوا على موقف تجاه إيران التي تموّل وتدرب الميليشيات الشيعية التي تدعم الحكومة في بغداد، إضافة إلى تمويلها لحزب الله، الحركة الشيعية التي تمتلك القوة السياسية الأكبر في لبنان، لأن دولًا مثل عُمان والعراق ولبنان لديها علاقات متبادلة مع طهران.
ورأى خبراء أن السعودية وحلفاءها من الدول العربية مثل الأردن والإمارات تتطلع لتكوين تكتل عربي سني تدعمه الجامعة العربية يٌشرعن سياساتها تجاه إيران، وهو ما يجعل الدول ذات الأغلبية الشيعية أو التي تمتلك علاقات مع إيران تسير في الاتجاه الآخر بعيدًا عن الجامعة العربية، وهو ما بدا جليًا في غياب عراقي عماني واضح في القمة الأخيرة.
حقبة ناصر
ويقول محللون وشخصيات رسمية إن الجامعة العربية التي نشأت على يد أشخاص أقوياء، تحتاج إلى إعادة هيكلة حتى تصبح انعكاسًا لواقع المنطقة المتغير بصورة متسارعة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما كان يحكم مصر "جمال عبد الناصر" و"صدام حسين" في العراق و"معمر القذافي" في ليبيا، كانت الجامعة العربية أداة لها ثقل في أيديهم، وفقًا ل"يوسف الشريف" المحلل السياسي التونسي.
وأضاف: "لكنها أصبحت مؤخرًا مكانًا لنزالات وهمية وخطابات فارغة المضمون".
إيران
سمح الاقتتال الداخلي وعدم وجود قيادة حاسمة بظهور الأزمات التي تعرقل المنطقة برمتها، وفقًا لخبراء.
فالسعودية تحاول احتكار الجامعة العربية التي تعاني من الترنح أصلًا، والحرب في اليمن وسوريا وليبيا مستمرة، ولا يبدو أنها مقبلة على نهاية.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران تمثل مصدر القلق الرئيسي للسعودية والتكتل الذي تريد صناعته، مشيرة إلى أنه في ذات الوقت سيحاول وزراء الخارجية العرب والرؤساء أن يواصلوا حديثهم عن محاربة الإرهاب والقضية الفلسطينية.
وبينما يتحدث مسؤولون أردنيون عن أملهم في حدوث تقدم في القضية الفلسطينية والأزمة الليبية، فإن وفود الدول الخليجية تعتبر إيران هو الأولوية الأولى التي يجب أن تنحى كل القضايا جانبًا لمناقشتها.
وختمت الصحيفة: "كيف يمكن للعرب أن يحققوا السلام والاستقرار في العالم العربي إذا كان هناك لاعب نشط يقوّض كل محاولاتهم؟".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.