بدأت أعمال القمة العربية ال25 في الكويت وسط خلافات حادة بين العديد من الدول، والتي من شأنها تعميق الأزمات وزيادة جراح دول الربيع العربي. فبدلا من أن تكون الجامعة العربية مكانا للم الشمل ومناقشة القضايا الحساسة بغية حلها، بدأت القمة وسط نزاعات حول الثورة في سوريا، والنفوذ السني – الشيعي الإقليمي، والحكومة الانتقالية في مصر، مما يفاقم الأزمات ويؤثر سلبيا على الأوضاع المتوترة في تلك البلاد، بحسب صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية.
وحذرت الكويت من إخطار كبيرة تهدد العالم العربي، وحثت القادة العرب على وضع نهاية للنزاعات المتعددة التي تزيد من تعقيد أزمات مثل الحرب الأهلية في سوريا والاضطرابات السياسية في مصر.
كما دعا الأخضر الإبراهيمي، وسيط الأممالمتحدة للسلام في سوريا، إلى وقف تدفق السلاح على طرفي الصراع في الحرب التي أودت بأرواح ما يزيد عن 140 ألف شخص وأجبرت الملايين على الفرار، مضيفا أن المنطقة كلها يهددها خطر الانزلاق إلى الصراع، ودعا إلى تجديد الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة التي دخلت عامها الرابع.
وأكد الإبراهيمي أنه لا يرى حلا عسكريًا للحرب في سوريا، وأن لبنان على وجه خاص مهددة بالانزلاق إلى الصراع، مشيرا إلى اشتباكات وقعت حديثا بين العلويين والسنة في شمال لبنان، وتفجيرات نفذها مسلحون سنة في مناطق تسيطر عليها جماعة حزب الله الشيعية التي تساعد الأسد في حربه ضد مقاتلي المعارضة السنة.
ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية وقطر ممولان رئيسيان للمساعدات العسكرية لمقاتلي المعارضة في سوريا، بينما تقف إيران الداعم الرئيسي في المنطقة للرئيس السوري بشار الأسد.
وظل المقعد السوري شاغرا خلال القمة، وقال أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، إن إبقاء المقعد خاليا يصب في مصلحة الأسد، مطالبًا من الدول الغربية الضغط على القوى الخارجية لتزويد المعارضة بالأسلحة الثقيلة وتكثيف الدعم الإنساني للسوريين المتضررين من الصراع.
وترفض دول عربية مؤيدة لسوريا، منها العراق والجزائر ولبنان، دعم مقاتلي المعارضة، وتقول إن الإسلاميين - ومنهم جماعات ذات صلة بتنظيم القاعدة - هم الفصيل الأقوى في المعارضة المسلحة.
كما أدت الحرب السورية إلى إثارة توترات بين السنة - لاسيما في منطقة الخليج - وبين الشيعة في العراقولبنانوإيران، نظرا لأن الرئيس السوري ينتمي للطائفة العلوية الشيعية.
ودعا ولي العهد السعودي الأمير سلمان إلى تغيير ميزان القوى على الأرض في الصراع السوري، وقال إن الأزمة في سوريا وصلت إلى حد الكارثة.
في سياق منفصل، قال مشاركون في القمة إن هناك انقسامات حول دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، وكيفية التعامل مع الأزمة السورية، وتعريف "الإرهاب" في المنطقة.
وتأتي القمة في أعقاب خلاف غير معتاد بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي جراء دعم قطر للإخوان، حيث قررت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من الدوحة في وقت سابق هذا الشهر، وعرضت الكويت التي احتفظت بسفيرها في الدوحة الوساطة في النزاع.
جدير بالذكر أن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني ظل يهيمن لسنوات طويلة على القمم العربية، وكان لأغلب الدول العربية موقفا مشتركا من هذه القضية، لكن انتفاضات الربيع العربي التي بدأت عام 2011 أدت إلى استقطاب حاد في المنطقة، وتجاهل للأزمة الفلسطينية.