عقدت جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة، اجتماعًا بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم، لمناقشة الوضع في ليبيا وتعزيز سبل التنسيق بينهم بهدف دعم العملية السياسية ومساندة ليبيا في عملية انتقالها الديمقراطي. واستضاف الاجتماع أبو الغيط بمشاركة موسى فيكى الممثل الأعلى للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا، وفيديريكا موجيرينى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، ومارتن كوبلر المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا. ورحبت الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة بمشاركة الاتحاد الأوروبي في الاجتماع، وقررت توسيع الترويكا التي أنشئت فيما بين المنظمات الثلاث في 25 أكتوبر 2016 وتشكيل مجموعة رباعية من المنظمات الأربع لتنسيق جهودها ووضع مقاربة دولية وإقليمية تكاملية لمساندة ليبيا في معالجة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجهها. وأكدت المجموعة الرباعية التزامها بسيادة واستقلال ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية ومؤسساتها المنبثقة عن الاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات. وأكدت المجموعة الرباعية الحاجة الملحة إلى تسوية سلمية للوضع بقيادة ليبية، وإعادة التأكيد في هذا الصدد رفضها للتهديد أو استخدام الأطراف الليبية للقوة العسكرية، وكذلك أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا. وإدانة المجموعة الرباعية بشدة كافة حالات اندلاع العنف بما في ذلك الهجمات المسلحة في الهلال النفطي التي بدأت 3 مارس وطالبت المجموعة بالوقف الفوري للعمليات العسكرية والتخفيف من حدة الوضع وحاجة كافة الأطراف إلى الامتناع عن اتخاذ أية تدابير من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الموقف على الأرض. وطالبت المجموعة الرباعية كافة الأطراف الليبية بالحفاظ على بنية ليبيا التحتية والاقتصادية والنفطية. وشددت على الحاجة إلى وجود مؤسسة وطنية للنفط موحدة ومؤهلة والتي يجب الاستمرار في السماح لها الاضطلاع بكامل مسئولياتها على على كافة منشآت النفط في ليبيا. وركزت المجموعة على أن نفط ليبيا وثرواتها القومية يجب أن تستخدم لصالح كافة الليبيين ويجب أن تمر من خلال الآليات الليبية الشرعية. وأعربت المجموعة الرباعية أيضًا عن قلقها البالغ إزاء العنف المتصاعد الأخير في طرابلس، وأخذت المجموعة علما بوقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه يوم 15 مارس، وطالبت المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ببسط سيطرته على الوضع الأمني في كافة أنحاء المدينة وفقا لأحكام الاتفاق السياسي الليبي. وشددت المجموعة الرباعية على أنه لا ينبغي لهذه التطورات أن تقوض الخطوات المهمة التي اتخذتها الأطراف الليبية، والتي دعمتها الجهود الدولية والإقليمية لصياغة توافق عريض وشامل في اتجاه تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي. وقررت المجموعة الرباعية بغية تحقيق هذا الهدف والاستمرار في بذل جهودها لتشجيع الأطراف الليبية على الوفاء بمسئوليتها بموجب الاتفاق السياسي الليبي. وأعادت المجموعة الرباعية التأكيد على التزامها بالعمل سويا بشكل متناسق وتكاملي لدفع العملية السياسية التي تقوم الأممالمتحدة بتسهيلها لتنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، والذي يظل يوفر الإطار لتسوية شاملة ودعم المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطني المعترف به دوليًا اتساقا مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وأضاف البيان أن الأممالمتحدة تظل ومعها الأعضاء الآخرين في المجموعة الرباعية على استعداد لدعم أى آلية شاملة يتفق عليها أصحاب المصلحة الليبيين وتكون ممثلة وقادرة على حل القضايا العالقة. وقررت المجموعة الرباعية لهذا الغرض القيام بجهود مشتركة لدعم هذه العملية من خلال تشجيع كافة أصحاب المصلحة الليبيين على الانخراط بحسن نية في حوار سياسي بناء وشامل لمعالجة القضايا الجوهرية حتى يتسنى تنفيذ الاتفاق السياسي بالكامل. وأشادت المجموعة الرباعية بالجهود الإقليمية المختلفة التي تمت لتوسيع رقعة التوافق المطلوب بين أصحاب المصلحة الليبيين المؤثرين ضمن الإطار العام للاتفاق السياسي الليبي، وأقرت المجموعة في هذا السياق بالدور الهام الذي تلعبه آلية دول الجوار الليبى في دعم العملية السياسية. وأقرت المجموعة الرباعية بالدور الهام للاتحاد الأفريقي ورحب بالقرار الذي اتخذه لتوسيع لجنة الاتحاد الأفريقى رفيعة المستوى حول ليبيا لتضم في عضويتها كافة دول الجوار اتساقا مع التوصية التي اعتمدتها اللجنة رفيعة المستوى خلال القمة التي عقدتها في برازافيل 27 يناير 2017 وأعربت المجموعة عن تطلعها إلى قيام وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة الاتحاد الافريقى المستوى بزيارة ليبيا في أبريل 2017. وأقرت المجموعة الرباعية بمسئولية جامعة الدول العربية في تشجيع التسوية السلمية للوضع في ليبيا، ورحبت بجهودها المتواصلة لتشجيع الأطراف الليبية على الوفاء بالتزاماتها بطريقة شاملة وتوافقية في إطار الاتفاق السياسي. وأقرت المجموعة بالدور الهام للاتحاد الأوروبي ومساهمته في جهود المجموعة الرباعية، ورحبت المجموعة بمساندة الاتحاد الأوروبي لعملية دفع الانتقال السياسي الشامل لليبيا وجودها في تثبيت الاستقرار وإعادة التأهيل بما في ذلك من خلال صفقة المساعدات متعددة الجوانب بقيمة تزيد عن 120 مليون يورو وتعاونه مع السلطات والمؤسسات الليبية لتعزيز قدراتها على معالجة التحديات الناجمة عن الهجرة غير الشرعية. وشددت المجموعة الرباعية على أنه لا يوجد أي حل عسكري للصراع وعلى أنه لايمكن تسوية الوضع الراهن والمأزق السياسي إلا من خلال الحوار والتزام كافة الأطراف وأصحاب المصلحة الليبيين بحل خلافاتهم بشكل توافقى في إطار الاتفاق السياسي الليبي. وأكدت المجموعة على أهمية وجود جيش ليبي متماسك ومحترف يعمل تحت هيكل قيادة موحدة وفق المسألة ذات الأولوية في إطار حوار سياسي شامل بين الأطراف المعنية. ورحبت المجموعة الرباعية عن قلقها البالغ إزاء التهديد الذي يمثله الإرهاب بالنسبة إلى ليبيا ودول الجوار والمنطقة، وأثبتت المجموعة على التصميم الليبي لمحاربة الإرهاب في سرت وبنغازي وفى أماكن أخرى، وأعربت عن دعمها الكامل للجهود الليبية المتواصلة في مكافحة الإرهاب في كافة أرجاء البلاد. واتفقت المجموعة الرباعية على تعزيز التنسيق بين مبادرة وجهود كل من أعضائها حول الحدود لدعم التدابير الليبية والإقليمية للارتقاء بأمن الحدود وذلك بهدف تطوير مقاربة متكاملة تتناول احتياجات كل من سلطات الحدود والمجتمعات المتأثرة.