عقدت جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة اجتماعاً بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم 18السبت، لمناقشة الوضع في ليبيا وتعزيز سبل التنسيق فيما بين جهودها بغية دفع العملية السياسية ومساندة ليبيا في عملية انتقالها الديمقراطي. استضاف الاجتماع أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، بمشاركة الرئيس السابق جاكايا كيكويتي الممثل الأعلى للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا، وفدريكا موجيريني الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية، ومارتن كوبلر الممثل الخاص لسكرتير عام الأممالمتحدة ورئيس بعثة الدعم الأممية في ليبيا. ورحبت جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة بمشاركة الاتحاد الأوروبي في الاجتماع وقررت توسيع الترويكا التي أُنشئت فيما بين المنظمات الثلاث يوم 25 أكتوبر 2016 وتشكيل مجموعة رباعية من المنظمات الأربع لتنسيق جهودها ووضع مقاربة دولية وإقليمية تكاملية لمساندة ليبيا في معالجة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تواجهها. وأعادت المجموعة الرباعية التأكيد على التزامها بسيادة واستقلال ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنيةومؤسساتها المنبثقة عن الاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات. وأكدت المجموعة على الحاجة الملحة إلى تسوية سلمية للوضع بقيادة ليبية، وأعادت التأكيد في هذا الصدد على رفضها للتهديد أو استخدام الأطراف الليبية للقوة العسكرية وكذلك أي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا. وأدانت المجموعة الرباعية بشدة كافة حالات اندلاع العنف بما في ذلك الهجمات المسلحة في الهلال النفطي التي بدأت يوم 3 مارس. وطالبت المجموعة بالوقف الفوري للعمليات العسكرية والتخفيف من حدة الوضع وحاجة كافة الأطرافإلى الامتناع عن اتخاذ أية تدابير من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الموقف على الأرض. كما طالبت المجموعة كافة الأطراف الليبية بالحفاظ على بنية ليبيا التحتية الاقتصادية والنفطية. وشددت على الحاجة إلى وجودمؤسسة وطنية للنفط موحدة ومؤهلة والتي يجب الاستمرار في السماح لها بالاضطلاع بكامل مسئولياتها على كافة منشآت النفط في ليبيا، وعلى أن نفط ليبياوثرواتها القومية يجب أن تستخدم لصالح كافة الليبيين ويجب أن تمر من خلال الآليات الليبية الشرعية. وأعربت المجموعة الرباعية أيضاً عن قلقها البالغ إزاء التصاعدالأخير للعنف في طرابلس، وأخذت علماً بوقف إطلاق النار الذى تم الإعلان عنه يوم 15 مارس، وطالبت المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ببسط سيطرته على الوضع الأمني في كافة أنحاء المدينة وفقاً لأحكام الاتفاق السياسي الليبي. وشددت المجموعة الرباعية على أنه لا ينبغي لهذه التطورات أن تقوض الخطوات الهامة التي اتخذتها الأطراف الليبية، والتي دعمتها الجهود الدولية والإقليمية، لصياغة توافقعريض وشامل في اتجاه تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي. وقررت المجموعة الرباعية، بغية تحقيق هذا الهدف، الاستمرار في بذل جهودها لتشجيع الأطراف الليبية على الوفاء بمسئولياتها بموجب الاتفاق السياسي الليبي. وأعادت المجموعة الرباعية التأكيد على التزامها بالعمل سوياً بشكل متناسق وتكاملي لدفع العملية السياسية التي تقوم الأممالمتحدة بتسهيلها لتنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، الذي يظل يوفر الإطار لتسوية شاملة، ودعم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف به دولياً اتساقامع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وتظل الأممالمتحدة، ومعها الأعضاء الآخرين في المجموعة الرباعية، على استعداد لدعم أي آلية شاملة يتفق عليها أصحاب المصلحة الليبيين وتكون ممثلة وقادرة على حل القضايا العالقة. وقررت المجموعة الرباعية لهذا الغرضالقيام بجهود مشتركة لدعم هذه العملية من خلال تشجيع كافة أصحاب المصلحة الليبيين على الانخراط، بحسن نية، في حوار سياسي بنّاء وشامل لمعالجة القضايا الجوهريةحتى يتسنى تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي بالكامل. وأشادت المجموعة الرباعية بالجهود الإقليمية المختلفة التي تمت لتوسيع رقعة التوافق المطلوب بين أصحاب المصلحة الليبيين المؤثرين ضمن الإطار العام للاتفاق السياسي الليبي، وأقرت المجموعة في هذا السياق بالدور الهام الذي تلعبه آلية دول الجوار الليبي في دعم العملية السياسية. وأقرت المجموعة الرباعية بالدور الهام للاتحاد الإفريقي ورحبت بالقرار الذى اتخذه لتوسيع لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا لتضم في عضويتها كافة دول الجوار اتساقا مع التوصية التي اعتمدتها اللجنة رفيعة المستوى خلال القمة التي عقدتها في برازافيل يوم 27 يناير 2017 . وأعربت المجموعة عن تطلعها إلى قيام وزراء خارجية الدول الأعضاء في لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى بزيارة ليبيا في أبريل 2017، وأقرت بمسئولية جامعة الدول العربية في تشجيع التسوية السلمية للوضع في ليبيا، ورحبت بجهودها المتواصلة لتشجيع الأطراف الليبية على الوفاء بالتزاماتها بطريقة شاملة وتوافقية في إطار الاتفاق السياسي الليبي. كما أقرت بالدور الهام للاتحاد الأوروبي ومساهمته في جهود المجموعة الرباعية، ورحبت المجموعة بمساندة الاتحاد الأوروبي لعملية دفع الانتقال السياسي الشامل لليبياوجهودها في تثبيت الاستقرار وإعادة التأهيل، بما في ذلك من خلال صفقة المساعدات متعددة الجوانب بقيمة تزيد عن 120 مليون يورو وتعاونه مع السلطات والمؤسسات الليبية لتعزيز قدراتها على معالجة التحديات الناجمة عن الهجرة غير الشرعية. ونوهت المجموعة الرباعية بأنه لا يوجد أي حل عسكري للصراع وعلى أنه لا يمكن تسوية الوضع الراهن والمأزق السياسي إلا من خلال الحوار والتزام كافة الأطراف وأصحاب المصلحة الليبيين بحل خلافاتهم بشكل توافقي في إطار الاتفاق السياسي الليبي. وأكدت المجموعة على أهمية وجود جيش ليبي متماسك ومحترف يعمل تحت هيكلقيادة موحدة وفق ما نص عليه الاتفاق السياسي الليبي، وشددت على الحاجة إلى معالجة هذه المسألة ذات الأولوية في إطار حوار سياسي شامل بين الأطراف المعنية. وأعربت المجموعة الرباعية عن قلقها البالغ إزاء التهديد الذى يمثله الإرهاب بالنسبة إلى ليبيا ودول الجوار والمنطقة، وأثنت على التصميم الليبي لمحاربة الإرهاب في سرت وبنغازي وفي أماكن أخرى، وأعربت عن دعمها الكاملللجهود الليبية المتواصلة في مكافحة الإرهاب في كافة أرجاء البلاد. واتفقت المجموعة الرباعية على تعزيز التنسيق بين مبادرات وجهود كل من أعضائها حول أمن الحدود لدعم التدابير الليبية والإقليمية للارتقاء بأمن الحدود بهدف تطوير مقاربة متكاملة تتناول احتياجات كل من سلطات الحدود والمجتمعات المتأثرة.