كغيرها من مواقع الإيواء، وجدت مناطق الإيواء للأسر الأولى بالرعاية في محافظة أسيوط نفسها محاصرة بالكثير من العيوب والأخطاء في البنية التحتية وعدم عدالة التوزيع والمعاملة السيئة لمعظم سكانها؛ ما جعلها عمارات «إذلال» وليس إسكان للفقراء. وحسب الإحصائيات الأخيرة بمديرية التضامن والجهاز المركزى للمحاسبات يوجد بمحافظة أسيوط 37 عمارة سكنية يقطنها ما يزيد على 1500 أسرة منها 9 عمارات بقرية إسكندرية التحرير مركز أسيوط، وتضم 216 أسرة بعد نقلها من منطقة الأربعين، عقب انهيار العمارات القديمة، وعمارات بديروط، و5 بالقوصية و4 بأبو تيج، وعمارتان بالبدارى وأخريين بمنفلوط وأبنوب وساحل سليم والفتح في كل منها عمارتان، أما مركز الغنايم فيوجد به عمارة واحدة سكنية للأسر الأولى بالرعاية. وتحتضن محافظة أسيوط عمارات سكنية للأسر الأولى بالرعاية ولكن بناياتها آيلة للسقوط والبعض منها يمثل خطرا داهما على أرواح الأسر في ظل تصدع العمارات وزيادة تشققاتها بسبب قدمها أو انهيار شبكات الصرف الصحى أسفل قواعدها؛ ما جعلها غير مطابقة للمواصفات وخاصة مناطق درنكة والزاوية بأسيوط والشيخ يونس بأبوتيج. وتعد منطقة درنكة لإيواء الأسر الأولى بالرعاية من أقدم المناطق، والتي أنشئت في مطلع التسعينيات عقب تعرض أسيوط لسيول 1994، وانهيار المنازل تماما ولكن خلال العام الماضي، شهدت هبوطا أرضيا بالمساكن نتيجة انفجارات الصرف الصحى، وانهيار أجزاء من دورات المياه والسلالم، فضلا عن تصدع وانتشار الشروخ بالمساكن، وانقطاع الكهرباء ومياه الشرب، ما جعل قاطنى المنطقة وهم أكثر من 200 أسرة يطالبون المحافظة بسرعة اتخاذ الإجراءات الخاصة بالتنكيس والترميم. وشهد العام قبل الماضي، تظاهرات متعددة لأكثر من 20 أسرة من ضمن 260 أسرة من أهالي مساكن الإيواء بمنطقة الأربعين في مدينة أسيوط؛ احتجاجًا على انهيار أجزاء من المساكن التي يقطنون بها، والتي أنشئت في آواخر الثمانينيات، في الوقت الذي لم تتخذ فيه إدارة حى غرب أي إجراءات للتصدى للانهيارات. حينها، قالت الأسر المتظاهرة إن طفح مياه الصرف الصحى بها جعل المنطقة تنهار واحدة تلو الأخرى وأكثر من 260 أسرة تقطن في هذه المساكن، وعدد منهم كان يسكن دورات المياه لعدم وجود مساكن بديلة للمتضررين من السيول والزلازل وانهيارات المنازل ليفاجئوا بنفس المصير ينتظرهم وما كان منهم سوى التظاهر. بدورها، اتخذت محافظة أسيوط إجراءاتها ولكن بعد أن انهارت بالفعل إحدى العمارات وسكنت 216 أسرة في وحدات سكنية جديدة بعد الانتهاء من إنشائها بإسكندرية التحرير بقرية منقباد بإجمالى 9 عمارات كاملة المرافق بدلا من عمارتى الإيواء التي يسكنها المواطنون بمدينة الأربعين. وفى منطقة الشيخ يونس التابعة لمركز أبو تيج تستغيث أكثر من 45 أسرة من سكان عمارات الإيواء ضمن أربع مناطق بالمسئولين، وخاصة الإدارة الهندسية والتنظيم والإسكان كونهم استلموا عمارات الشيخ يونس غير مطابقة للمواصفات؛ حيث إن كل ثلاث عمارات بخزان صرف واحد صغير مما جعل المنطقة تمتلئ بمياه الصرف وانفجار خزانات الصرف الصحى أسفلها بما يهدد حياة السكان بالموت في أي لحظة، وما زاد الأمر سوءا أن المكان صار مقلبا للقمامة وللحيوانات النافقة. الكارثة الآن أن بعض الأسر بدأت تستغل حق المطلقات في امتلاك وحدة سكنية مكونة من غرفة وصالة ودورة مياه ليتفقن مع أزواجهن بشكل مسبق، ثم تتقدم بأوراق تطليقها إلى المحافظة كونها سيدة معيلة، وبعد الاستلام تعود من جديد لزوجها وتبيع الوحدة أو تؤجرها. وبعد تكرار تلك الشكاوى خلال الأيام الماضية، قرر المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط تشكيل لجنة لحصر مساكن الإيواء والأسر الأولى بالرعاية على مستوى المحافظة بحيث يشمل الأماكن الخالية وغير المستغلة أو المستغلة بالخطأ وتحديد مواقعها.