سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. مأساة «أب» قتل مجهولون ابنه «عمرو» لسرقة «توك توك» في العمرانية.. «عم محمد»: ابني ضحية لقمة العيش.. بناكل من عرق جبينا.. ونناشد «الداخلية» تطهير المنطقة من البلطجية
رغم زحام منطقة العمرانية بالجيزة وصخبها المعروف، إلا أن هناك منزلًا في أكبر وأشهر شوارعها بات يسيطر عليه الصمت والحزن. ففي شارع التعمير المتفرع من شارع الثلاثيني يسكن عم (محمد) في مسكن بسيط مع عائلته المكونة من والدته وزوجته و5 من أبنائه قتل أحدهم في حادث سرقة بالإكراه بالمنطقة. فاجعة الأب "فيتو" التقت بتلك الأسرة، وبدأ الأب يحكي عن فاجعة فقدان نجله الذي لم يتخط ال22 من عمره، يبدأ حديثه والدموع تنهمر من عينيه قائلًا: "ابني عمرو قُتل غدرًا، ولا أريد سوى القصاص من قاتليه". يحكي عم محمد عن مأساته قائلًا: "أنا أعمل في مخبز بسيط، وزوجتي ربة منزل، ولدي 3 أولاد وبنتين، عمرو وشقيقه الأكبر، يعلمان الحالة المادية للأسرة، فقررا أن يساعدوني في مصاريف المنزل، فكرنا في دخل إضافي لجلب لقمة عيش حلال منه، فعملي في المخبز لم يكفِ حاجة البيت". توك توك "تقسيط" وذكر:"فقمت في مطلع العام الجاري بشراء توك توك بنظام التقسيط، ليعمل عليه ابني عمرو (الضحية ) وشقيقه، وبالفعل اشتريت التوك توك، على أن أقوم بتسديد باقي أقساطه من عائده، إلا أنني فوجئت في يوم من الأيام بعدما قمت بركنه أسفل منزلي وربطه بجنزير حديدي، قام مجهول بسرقته، وقمت بتحرير محضر يحمل رقم 575 / 2017 قسم العمرانية، إلا انني لم أعثر عليه حتى الآن". أعباء الأسرة وتابع: "عقب ذلك زادت أعباء الأسرة، وتكاثرت عليَّ الأقساط، فالتوك توك تم سرقته وعليْ أن أقوم بدفع أقساطه، ففكرت بجلب آخر حتى أستطيع تغطية نفقات الأول، لذلك قمت بأخذ قرض، وقمت بشرائه من معرض في منطقة المنيب، وليتني ما أحضرته، فاشتريته بمبلغ 27 ألف جنيه بالتقسيط، إلا أن تلك المرة فقدته ومعه فلذة قلبي". عمل متبادل واستطرد:"لم يمر سوى أسبوع واحد فقط على شرائي التوك توك، وفي تلك المرة كان عمرو ابني يتبادل هو وشقيقه الأكبر العمل عليه، فالأول يعمل عليه في الفترة المسائية والثاني يعمل عليه نهارًا، حتى نتمكن من تغطية أقساط التوك الأول والثاني". تابع: "مرت الأيام هكذا تباعًا إلى أن يوم الخميس الماضي، ذهب ابني إلى عمله كعادته بعد صلاة العصر، لأسمع بخبر مقتله على يد مجهولين في فجر اليوم التالي". يوم الواقعة تسرد أحداث الواقعة والدته والتي لم تصدق حتى الآن ما جرى لنجلها، حيث تقول: "في يوم الواقعة عند صلاة العصر قام ابني بتقبيل رأسي ويدي وقال لي "عقبال ما أرجع حضريلي أكل". وذكرت:"مرت ساعات إلى أن جاءت الساعة 12 في منتصف الليل، تأخر نجلي عن موعده، فاتصلت عليه وفوجئت بأنه هاتفه مغلق، نزلنا نبحث عنه في كل مكان عند الأصدقاء والمعارف والأهل، لكنهم أكدوا أنهم رأوه عند نزوله لعمله فقط، وبعدها لم يشاهدوه". وتابعت: "اتجهنا إلى قسم شرطة العمرانية للسؤال عنه لكنهم أفادوا بأنهم لا يعلمون عنه شيئًا، ثم اتجهنا إلى قسم شرطة الجيزة فقابلنا الرائد أحمد سمير رئيس المباحث، وأخبرناه بما حدث فقام بعرض صورة علينا من على هاتفه المحمول، بمشاهدتها تعرفنا على الجثمان، وأخبرنا أن نجلي عثروا عليه مقتولًا في منطقة العمرانية". سرقة التوك توك وتابعت:"مجهولون قد قاموا بسرقة التوك توك خاصته، وأضاف لنا أنه تلقى بلاغًا فجر يوم الواقعة يفيد بالعثور على جثة لشاب، بالانتقال والفحص تبين أن بها عدة طعنات متفرقة بالجسد، وأضاف الفحص أن شاهد عيان رأى دراجة بخارية يستقلها 3 أشخاص، وأنه أثناء سيرهم بالشارع محل الواقعة، غرست الدراجة في منطقة رملية، فسقط المجني عليه منهما وفروا هاربين، فظنه هذا الشاهد في بداية الأمر أنه مغشي عليه، فأسرع لإحضار ماء له، لكنه بالاقتراب منه تبين أنه جثة هامدة، فأبلغ الشرطة". وأضاف الأب: "أن المتهمين بقتل نجله كان في نيتهم إلقاء ابني في ترعة قريبة من مكان الحادث لإخفاء معالم الجريمة، إلا أن القدر شاء أن أحمل جثمان نجلي إلى مثواه الأخير". حق القتيل تحكي عمة عمرو، قائله: "كان مرحًا بشوشًا خفيف الظل، متسامحًا لم يحمل الضغينة لأحد أبدًا، محبوب من القاصي والداني، لم يصدق أحد ما جرى له حتى الآن، فهو حنون على الجميع". وفي نهاية حديثهم قالوا: "عايزين الحق يرجع لأصحابه ابننا اتقتل ظلم وغدر وعايزين اللي قتلوه يروحوا حبل المشنقة، علشان هوه يستريح في تربته"، وناشدوا وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، بتطهير هاتين المنطقة من الإجرام، حيث يبيع سارقو التكاتك فيها مسروقاتهم مقابل حفنة من المخدرات. وكان اللواء هشام العراقي مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة تلقى إخطارًا من اللواء إبراهيم الديب مدير المباحث، يفيد بعثور الرائد أحمد سمير رئيس مباحث قسم شرطة الجيزة على جثة لسائق توك توك ملقاة بأحد الشوارع بدائرة القسم. بالانتقال والفحص، تبين للنقيبين أحمد يوسف وإسلام شوق معاونا المباحث، أن الجثة لشاب في العقد الثالث من عمره يرتدي كافة ملابسه، مع وجود عدة طعنات بأماكن متفرقة بجسده، وأن الدافع وراء ارتكاب الجريمة هو سرقة توك توك خاص بالضحية. وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث جنائي موسع ترأسه العميد عبد الحميد أبو موسى رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، والعقيد طارق حمزة مفتش المباحث والنقباء أحمد يوسف وعبد الرحمن شحاتة، وإسلام شوق وشريف باهر معاونو المباحث، وجارِ تكثيف جهود التحريات للتوصل إلى هوية الجناة وضبطهم.