قد تصيب الغدة الدرقية المرأة الحامل مما يسبب لها العديد من المشاكل.. خاصة أن أعراض الغدة الدرقية تتشابه مع أعراض الحمل. وتؤكد دكتورة فضيلة جاد، أستاذ الأمراض الباطنة والغدد الصماء، أن زيادة إفراز الغدة الدرقية تحدث فى نحو من 1 إلى 2 حالة من كل ألف حالة حمل. ولعل أكثر أمراض زيادة الغدة الدرقية عند السيدات الحوامل، هو مرض جريفز المناعى ويعتمد تشخيص مرض جريفز مع الحمل على زيادة نسب هرمون الغدة الدرقية الحر فى الدم، مع تأكيد عدم استعمال اليود المشع فى المسح الذرى للغدة أثناء الحمل، وزيادة الغدة الدرقية مسئولة عن كثير من المشكلات الصحية للأم والجنين، ومنها الولادة قبل الموعد المحدد للولادة أو 40 أسبوعا. هناك أيضا فرصة أكبر لحالات الإجهاض فى الشهور الأولى من الحمل. أما عن زيادة إفراز الغدة الدرقية لدى الجنين فتشير دكتورة فضيلة إلى أن هرمونات الغدة الدرقية لا تنتقل عبر المشيمة إلى الطفل، لكن تنتقل الأجسام المناعية المضادة للغدة الدرقية، وقد يؤدى ذلك إلى حالة مؤقتة من زيادة نشاط الغدة عند المولود حديثا، وتستمر هذه الحالة عدة أيام أو أسابيع، وفى أغلب الأحوال لا نحتاح إلى التدخل بالعلاج. وتشير دكتورة فضيلة إلى أنه عند زيادة نشاط الغدة الدرقية أثناء الحمل، فلا يجب استعمال اليود المشع نهائيا لحماية الجنين من التعرض للإشعاع، علاوة على أن العلاج باليود المشع قد يؤدى إلى تضخم كبير فى الغدة الدرقية. أما عن العلاج الطبى بالأدوية فتؤكد دكتورة فضيلة أنها تعبر كاملة إلى المشيمة ثم إلى الجنين، وقد تؤدى إلى نقص فى نشاط الغدة الدرقية، لكن مع تضخمها وذلك إذا تم إعطاء كمية كبيرة من الدواء. وتشير دكتورة فضيلة إلى أن التدخل الجراحى فى الشهور من الثالث إلى السادس من الحمل من الوسائل الآمنة فى علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية، حيث يتم استئصال جزئى أو كلى للغدة الدرقية.