يحيى السنوار، اسم لمع في الإعلام العربي والعالمي خلال الأيام الماضية، عقب انتخابه رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، «فيتو» ترصد 5 مؤشرات على هدوء نسبي ومرحلة سلام لقطاع غزة تحت قيادة «السنوار». تجربة الاعتقال يعد يحيى السنوار أحد أبرز المعتقلين من قيادة حماس في إسرائيل، حيث اعتقل في عام 1982، وأبقته قوات الاحتلال الإسرائيلي رهن الاعتقال الإداري أربعة أشهر، ثم اعتقل مرة أخرى لمدة ثمانية أشهر في 1985 بعد اتهامه بإنشاء جهاز الأمن الخاص بحركة حماس الذي عرف باسم "مجد"، وبعد ذلك بثلاث سنوات، وبالضبط عام 1988، اعتقل السنوار مجددا وصدر عليه حكم بالسجن أربعة مؤبدات. وقضى 22 عاما في سجون إسرائيل، وأفرج عنه في صفقة إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط خريف عام 2011 مقابل الإفراج عن 1027 أسيرة وأسيرا فلسطينيا، وهو يجيد اللغة العبرية ويفهم جيدا المجتمع السياسي الإسرائيلي. حماس وغزة مرحلة الاعتقال جديرة بثقل قرار الحرب والسلام ليحيى السنوار، ولكن حركة حماس وقطاع غزة، يعانون منذ سنوات من تراجع الموارد الاقتصادية والتمويل، فقطاع غزة لا يحتمل أي حرب جديدة في ظل التدهور الاقتصادي والمعيشي لقطاع غزة. وحركة حماس بحاجة إلى تمويل مالي قوي في ظل تراجع الحلفاء عن تمويل الحركة، خاصة في ظل تورط إيران في حرب سوريا والعراق، وتراجع وارادات النفط لدولة قطر والتي هي الأخرى متورطة بتمويل المعارضة المسلحة وجماعات إرهابية في سوريا وعدد من الدول العربية. لذلك سيكون في مقدمة عمل السنوار إعادة ترميم الحركة وبناء قطاع غزة، وجعله قادرا على تحمل أي أعباء قادمة مع أي حرب جديدة مع إسرائيل، وقد قال مسئول رفيع في "حماس" ل «الحياة» اللندنية، إن «المكتب السياسي السابق اتخذ قرارًا عقب حرب 2014 بعدم العودة إلى المواجهات العسكرية المفتوحة مع إسرائيل. وهذا القرار لا تغيير فيه»، مضيفا: «سنواصل تطوير جناحنا العسكري كما لو أن الحرب ستقوم غدًا، لكننا لن نبادر إلى مواجهة تؤدي إلى تدمير القطاع». قائد الجناح العسكري يعد السنوار قائد الجناح العسكري لحماس"كتائب عز الدين القسام" وهو المتحكم الفعلي في قرار الحرب والسلام في قطاع غزة، وشعبية السنوار بين عناصر "القسام" وعلاقته بالفصائل الفلسطينية الأخرى كالجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي، يجعل أي قرار من "السنوار" حول الحرب أو السلام مع إسرائيل أمرا مقبولا من قبل الجناح العسكري لحماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة. ورأى عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل في تصريحات صحفية، أن هناك الكثير من الدلالات على نجاح السنوار في مهامه المقبلة، أبرزها أنه "يؤمن بالوحدة الوطنية والعلاقات مع الفصائل بدرجة لا تقل عن سابقه (إسماعيل هنية)"، واصفًا إياه بأنه "رجل مصالحة". ترامب وإسرائيل قرار الحرب مع إسرائيل سوف يكون ضربة قوية ل"حماس" في ظل وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي يتبنى مواقف متشددة لصالح إسرائيل، ومواقف أكثر تشددا ضد الجماعات الإسلامية المتشددة "الإرهابية"، وهو ما يجعل أي حرب جديدة في غزة ستكون خسائرها كبيرة وكارثية على الفصائل الفلسطينية بشكل عام و"حماس" بشكل خاص باعتبارها امتدادا لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين والذي يعتبره ترامب جماعة متطرفة وسط وجود مطالب بتصنيفها كجماعة إرهابية. وقد وصف موقع" المونيتور" الأمريكي، السنوار بأنه يتمتع بعدة قدرات منها التقشف، وأنه شخصية ماكرة جدا، ولديه كاريزما هادئة، وأنه يمتاز بالبراجماتية والعقل، لذلك سيحسب جيدا قرار الحرب والمواجهة مع إسرائيل. العلاقة مع مصر "السنوار" الذي وصفه " المونيتور" الأمريكي، بأنه يمتاز بالبرجماتية والعقل، يتوجه إلى تحسين علاقته مع مصر، بعد تدهورها خلال الأعوام الثلاث الماضية عقب ثورة 30 يونيو2013 وإسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين. ويرى المحليون والمتابعون لحركة حماس، أن علاقة مصر بحركة حماس وقطاع غزة ستتطور خلال المرحلة المقبلة، مع وجود رجل أمني بحجم يحيى السنوار على هرم القرار في حركة حماس بالقطاع، وهو ما يعيد بالإيجاب على مصر وغزة من جميع النواحي وفي مقدمتها الجانب الأمني. وتشير تقارير فلسطينية، إلى أن "السنوار" ليس العسكري الوحيد الذي جرى انتخابه، فهناك أيضا مروان عيسى، رئيس أركان حماس، الذي زار مصر على رأس وفد أمني الأسبوع الماضي لبحث المشكلات الأمنية مع القاهرة، والذي تصدر أيضا نتائج انتخابات حماس في ساحة قطاع غزة. ويرى عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل، إن القائد الجديد للحركة بقطاع غزة يحيى السنوار قائد وطني متمرس في العمل السياسي، وهو شخصية حريصة على المصالحة، وسيطور مع مصر العلاقة التي بدأها هنية.