الدولة توفر 50 مليون جنيه والمطلوب 200 مليون جنيه المعهد القومي للأورام من أكبر الأماكن التي تستقبل آلاف المرضى المصابين بالسرطان منذ إنشائه في 1969، لم يعد يستوعب أعداد المرضى الذين يترددون عليه، يعاني من أزمات مالية دائمة، لا سيما أن الميزانية المخصصة له من الحكومة لا تزيد على ربع احتياجاته الضرورية. يعالج المعهد كل أنواع الأورام ويقدم مختلف أنواع العلاجات المخصصة لمرضى الأورام حسبما قال الدكتور طارق خيري، مدير مستشفيات المعهد ل"فيتو"، والذي شدد على أن المعهد القومي للأورام تخصص له ميزانية من جامعة القاهرة قيمتها 50 مليون جنيه إلا أن مصروفات وتكاليف العلاج تصل إلى 200 مليون جنيه سنويا، مشيرًا إلى أن فارق التكلفة يتم سداده من خلال التبرعات. واستطرد "خيرى" قائلا: المعهد له فروع منها مستشفى متخصص لسرطان الثدي في التجمع الخامس، ومركز لعلاج الأورام في مستشفى هرمل بخلاف المستشفى الجديد 500500 الذي لا يزال في مرحلة الإنشاء بالشيخ زايد، ومن المقرر افتتاح المرحلة الأولى لها في سبتمبر 2019. أوضح "خيرى" أن المرضى المترددين على المعهد لا يدفعون سوى 10 جنيهات ثمن تذكرة الكشف ثم تستكمل لهم تكاليف العلاج من خلال نفقة الدولة أو التأمين الصحي مشيرا إلى أن المعهد بمفرده لا يستوعب كل الأعداد ويعطي لهم كل العلاجات المتوفرة في الأوقات المحددة. وأشار إلى أن المعهد يوفر علاج كل أنواع الأورام سواء الكبد أو القولون أو البروستاتا أو المبيض أو الثدي وأورام الغدد اليمفاوية وأورام الفم واللثة وسرطان الرأس والرقبة والجهاز الهضمي والشعب الهوائية وأورام الجهاز البولي والجهاز الأنثوي وأورام الأنسجة الرخوة وأورام العظام وأورام الجلد، ماعدا أورام المخ والأعصاب حيث يتم علاجها داخل قصر العيني، والذي يقدم كل تقنيات العلاج الحديثة، ونوه إلى أن أسعار العمليات الجراحية لا تتخطى 10 آلاف جنيه حسب طبيعة الإقامة في المعهد وفقا للائحة الأسعار الحكومية وهي منخفضة مقارنة بالأماكن الخاصة، موضحًا أن أنواع الأورام منها الصلبة وعلاجها الأساسي يشمل الجراحة والكيماوي والإشعاعي والموجه والهرموني والأورام غير الصلبة منها أورام الدم تعالج بالكيماوي والأدوية الموجهة. الدكتورة هبة الليثي، مدير عيادة المعهد القومي للأورام، كشفت عن استقبال العيادات ل50 حالة إصابة بالأورام جديدة يوميا بخلاف المرضى المترددين على العيادات للمتابعة وتصل أعدادهم إلى 700 مريض بواقع 200 مريض لكل من عيادات الجراحة والكيماوي والإشعاعي على الأقل بخلاف عيادات الأطفال والحقن الشرياني. الدكتورة ريم عماد، نائب مدير معهد الأورام، أكدت أن العلاج الإشعاعي جزء مهم من علاج السرطان المنقسم إلى 3 أجزاء وهي الجراحة والكيماوي والإشعاعي ويستخدم الإشعاع بعد إجراء المريض للعملية، حيث يتم تطهير مكان الورم لأنه عادة توجد خلايا سرطانية لا ترى بالعين المجردة ويقضي عليها العلاج الإشعاعي ويمنع ارتداد المرض مرة أخرى. وأوضحت أنه يوجد بالمعهد القومي للأورام 4 أجهزة إشعاع ويتم تركيب جهاز خامس نظرا لتزايد أعداد المرضى والسبب في ارتفاع قوائم الانتظار بكل مراكز علاج الأورام أو المعهد لأن عدد الأجهزة أقل من عدد المرضى في مصر، خاصة أن أجهزة الإشعاع مرتفعة الثمن وبلغ سعرها 5 ملايين دولار للجهاز الواحد لذا ليس من السهل توفير أجهزة جديدة. وتابعت: أغلب مراكز علاج الأورام تضم جهازا أو اثنين فقط ويجرى الجهاز 80 حالة يوميا ولا يمكن زيادة أعداد المرضى على الجهاز حتى لا يعطل لأن صيانته صعبة فالشركة المنتجة للجهاز تضع طاقة استيعابية مثلا 50 مريضا يوميًا وفي المراكز لكثرة أعداد المرضى تجرى 90 حالة فالجهاز يستهلك لأنها أجهزة دقيقة ومعقدة. وأضافت أن العلاج الإشعاعي يقلل ارتداد الورم بنسة 30%، أي أنه من كل 100 مريض يتم إنقاذ 30 مريضًا، وهو رقم جيد وحالات يحدث لها شفاء تام أو إطالة فترة حياة المريض، موضحة أن العلاج الإشعاعي يستخدم لأغلب أنواع الأورام الصلبة إلا أورام الدم لا تستخدم فيه.