حول مشكلة ثانويات الأورام وأهم أسبابها وطرق اكتشافها وعلاجها, أوضحت نتائج أحدث دراسة نشرت هذا الشهر بالجريدة البريطانية للطب عن ثانويات أورام الثدي أن20% ممن أجروا جراحات تحفظية بالاستئصال الجزئي للثدي المصاب بالسرطان كانوا في حاجة لعمليات أخري لاستئصال أورام ثانوية فيما بعد. ويري الباحثون أن ما توصلوا اليه من نتائج يمكن أن يساعد المرضي في اتخاذ قرار العلاج سواء بالجراحة التحفظية أو بالاستئصال الكلي للثدي.فمن بين45 ألف سيدة بريطانية أصبن بسرطان الثدي عام2008, تم إجراء عمليات استئصال جزئي تحفظي لنحو58% منهن بدلا من عمليات الاسئصال الكلي. وطبقا لنتائج الغالبية العظمي من الدراسات, كانت معدلات البقاء علي قيد الحياة بعد الاستئصال الكلي فقط مشابهة لنتائج الاستئصال الجزئي المصحوب بعلاج إشعاعي مكمل. ومع ذلك, لم تكن كل الأورام سهلة الاكتشاف, كما أن عددا من عمليات الاستئصال الجزئي لا تنجح في استئصال كل خلايا الورم. وقد وجد في مثل هذه الحالات, أن المريضة تكون في حاجة مستقبلا لاجراء جراحة أخري, ومن الممكن أن تكون هذه الجراحة الثانية إما استئصالا كليا للثدي, أو استئصال جراحة تحفظية ثانية. وقد شهدت الإسكندرية أخيرا عقد أول مؤتمر علمي يتناول مشكلة ثانويات الأورام نظمته الجمعية المصرية لجراحة الأورام بالتعاون مع قسم جراحة الأورام بالمعهد القومي وكلية طب الإسكندرية, فقد ناقش المؤتمرالذي رأسه الدكتور وحيد يسري رئيس قسم جراحة الأورام بالمعهد القومي وحضره أكثر من200 جراح أورام40 بحثا جديدا تناولت الطرق المختلفة لعلاج ثانويات أورام الثدي والقولون والمستقيم والغدد الدرقية والأنسجة الرخوة التي تنتشر بمختلف أعضاء الجسم كالكبد والرئتين والغدد الليمفاوية والعظام, وكذلك الطرق المتاحة لعلاجها بجانب الجراحة كالتردد الحراري والعلاج الكيماوي والأشعة التداخلية, وكان من أندر الحالات التي ناقشها المؤتمر, بحث للدكتور جمال عميرة أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومي عن ورم ثانوي انتشر بالبطن انطلاقا من أصبع القدم. وعن ثانويات الثدي, أوضح الدكتورعميره أن سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان انتشارا بين السيدات في دول العالم, وتزداد نسبة الاصابة في الدول المتقدمة عنها في الدول النامية, ويصيب المرض نحو مليون سيدة في العالم سنويا, يتوفي منهن400 ألف حالة, ويمثل سرطان الثدي نحو30% من أورام السيدات بالدول المتقدمة, بينما يشكل نحو14% في الدول النامية. ويصيب المرض في مصر نحو120 ألف حالة سنويا, تشكل أورام الثدي فيها نحو30% من مجموع أورام السيدات بما يقدر بنحو15 ألف حالة, يتم تشخيص معظمها في مراحل متأخرة, وتأتي الزيادة في معدل الاصابة إما نتيجة للزيادة الفعلية في عدد المرضي, أو لزيادة الوعي بأهمية التشخيص المبكر, وإستعمال وسائل تشخيص خاصة مثل أشعة الماموجرافي, ونتيجة للتقدم في برامج العلاج, ووجود مراكز متخصصة له, زادت معدلات الشفاء والبقاء علي قيد الحياة لمدة خمس أو10 سنوات. ويعد هرمون استروجين( الأنثوي) الذي تفرزه المبايض من أهم أسباب الاصابة بالمرض, بينما تؤكد بعض الدراسات أن الوراثة وراء5% من الاصابات, ويرتبط ذلك ببعض الجينات الوراثية مثل( بركا1 وبركا2), كما يعد السن أيضا من العوامل المؤثرة, حيث تتضاعف إصابة السيدات بعد الستين لتبلغ14 ضعف معدلاتها بين أبناء العقد الرابع. ويمكن لثانويات سرطان الثدي أن تنتشر موضعيا أو بالغدد الليمفاوية تحت الإبط, كما يمكن أن تنتشر بالرئتين والكبد والعظام والمخ. وهناك أنواع أخري تنتشر بفصوص الغدد اللبنية وقنواتها, وتتجاوز نسب الشفاء منها95%. وهناك أنواع أخري من الثانويات شديدة الضراوة تتميز بالانتشار الموضعي, أو بأعضاء الجسم كالكبد والرئة وغيرها, كما في سرطان الثدي الملتهب. ويمكن تشخيص ثانويات السرطان بسهولة بالكشف السريري حيث يجد الطبيب ورم أو قرح بالثدي أو تغيير في اتجاه الحلمة يصاحبه كرمشة بجلد الثدي, مع وجود غدد ليمفاوية مصابة, وتشكل أشعة الماموجراف والعينة بالإبرة من الورم وفحص دلالات الأورام أساسا لتشخيص وعلاج الورم. من جانبه, أوضح الدكتور منير أبوالعلا أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومي أن نسبة حالات سرطان الثدي بين المصريات في منتصف العقد الرابع تتراوح بين2% إلي2.3%, وتزيد النسبة إلي3.6% في العقد السادس من العمر. ولا تزال الجراحة هي العلاج الأمثل لحالات سرطان الثدي في مراحله المختلفة. وكلما كان الاكتشاف مبكرا, كان العلاج أيسر والنتائج افضل. وهناك وسائل عديدة للاكتشاف المبكر للورم منها عمل أشعة علي الثدي للسيدات مع بلوغهن الثلاثين والأربعين والخمسين لمن لديهن تاريخ عائلي للمرض ونشر طريقة الكشف الذاتي مرة شهريا, وتقوم وزارة الصحة بإجراء مشروع قومي للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي. وعادة ما تكون الشكوي الأساسية باكتشاف ورم صلب غير مؤلم بالثدي, وعندئذ, ينبغي استشارة طبيب أو مركز متخصص, وإجراء الأشعات والأبحاث اللازمة للتشخيص. ويلعب العلاج الكيماوي دورا مهما, كما يقول الدكتور أبوالعلا, في الحالات المتقدمة( المرحلة الثالثة), حيث يتم استخدامه قبل اجراء الجراحة, لتقليل حجم الورم, وأخيرا, أصبح العلاج الموجه أفضل علاج للعديد من أنواع السرطان, خاصة سرطان الثدي, حيث يقلل مخاطر إرتداد الورم بصورة كبيرة, وهو يعني توجيه العلاج الكيماوي مباشرة لمهاجمة خلايا السرطان دون التأثير علي الخلايا السليمة, خلافا لما يحدث في العلاج الكيماوي. وتصل نسب الشفاء في المرحلة الأولي إلي85% وفي المرحلة الثانية65% وتنخفض إلي25%.