وصلت المعركة بين نواب البرلمان ورئيس جامعة القاهرة جابر نصار إلى نقطة "اللاعودة"، فنواب البرلمان يصرون على محاكمة رئيس الجامعة العريقة؛ بسبب ما يزعمون أنه تورط في إهدار المال العام، ونصار يرد من جانبه ببيانات ترفض جملة وتفصيلا الاتهامات الموجهة إليه من النواب. الخلافات بين نصار والبرلمان، والتي ظلت لفترة طويلة تدور في الغرف المغلقة عرفت طريقها إلى الإعلام والرأي العام مؤخرًا بعد بيانين عاجلين تقدمت بهما النائبتين شادية ثابت، وغادة عجمى الأول يتهم نصار بإرسال كتب ومخطوطات نادرة بمكتبة الجامعة إلى مركز خاص بالإمارات، والثانى يتحدث عن إهدار 4 ملايين جنيه من الصناديق الخاصة بكلية الطب. وبالرغم من نفي نصار تلك الاتهامات في بيانات رسمية، وتأكيده أن موضوع ملايين الصناديق الخاصة بكلية الطب تم قبل توليه مهام منصبه، وأن الجامعة لم ترسل أي لوحات أو كتب نادرة لأى دولة، فإن علامات الاستفهام فرضت نفسها على سر تحول مجلس النواب المفاجئ على جامعة القاهرة ممثلة في شخص رئيسها جابر نصار خاصة في الوقت الذي يتردد فيه اسم نصار ضمن التعديلات الوزارية المرتقبة. مصدر مطلع بوزارة التعليم العالى كشف ل"فيتو" الأسباب الحقيقية لهجوم البرلمان على رئيس جامعة القاهرة، مشيرا إلى أن أحدا لم ينتبه لتصريحات رئيس مجلس النواب التي أكد فيها أنه لن يسمح بإهانة أعضاء هيئة التدريس من أعضاء مجلس النواب، ولن يسمح بضياع حقوقهم وأن استقلال الجامعات لا يعطى الحق لرؤسائها في عدم تنفيذ القانون. وأوضح المصدر أن البعض تعامل مع تصريحات عبدالعال أثناء مناقشة أزمة منع أعضاء هيئة التدريس من الحصول على حقوقهم المالية بالجامعات على أنها مجرد "تهويش"، مشيرا إلى أن الغرض منها كان رسالة لرئيس جامعة القاهرة جابر نصار لأنه الوحيد بين رؤساء الجامعات الذي اعترض على صرف مستحقات أعضاء مجلس النواب من أعضاء هيئة التدريس. وأضافت المصدر أن نصار الوحيد بين رؤساء الجامعات الذي رفض الالتزام بنص المادة 354 من لائحة البرلمان التي تعطى الحق لأعضاء البرلمان في ممارسة عملهم الجامعى، وذلك أثناء إحدى جلسات المجلس الأعلى للجامعات التي شهدت مناقشة هذا البند، وطالب وقتها بالالتزام بالمادة 103 من الدستور الذي ينص على ضرورة تفرغ عضو البرلمان والاحتفاظ بوظيفته، مؤكدا أن جامعة القاهرة طبقت مادة الدستور على الدكتور السيد فليفل الأستاذ بالجامعة، ولم يتم صرف مستحقاته المالية. وأضاف المصدر: "سبق لرئيس البرلمان أن نجح في حسم أزمة مماثلة مع النائبة إيناس عبدالحليم ورئيس جامعة المنصورة وانتهى الأمر بصرف مستحقاتها في جلسة حضرها وزير التعليم العالى ورئيس جامعة المنصورة، ولكن نصار تحدى البرلمان ورفض مخالفة الدستور". وأوضح المصدر أنه إذا طرح اسم جابر نصار أمام البرلمان للجلوس على أحد المقاعد الوزارية سيكون موقفه صعبا، إلا إذا تمسكت الدولة بتعيينه في المنصب. ولم تكن تلك هي الأزمة الأولى بين نصار والبرلمان بل سبق أن تقدم رئيس جامعة القاهرة ببلاغ للنائب العام ضد النائبين إلهامى عجينة ويسرى المغازى بعد أن طالبا بالكشف عن عذرية طالبات الجامعات من جانبه قال الدكتور جابر نصار، رئيس الجامعة، في تصريحات خاصة: "نحن نفرق بين أمرين الأمر الأول ضرورة المتابعة والنقد الذي يَصْب في صالح المنظومة ونتعامل معه بامتياز، ولدينا القدرة والشجاعة على تصحيح الأخطاء أو تداركها إذا حدثت، كما أننا في جامعة القاهرة نعمل بشفافية مطلقة وعدالة وانضباط ولذلك حققنا كل هذه النجاحات، التي أصبحت مثار إعجاب البعض واندهاش البعض الآخر ونجاحات جامعة القاهرة حقيقة وموثقة وواضحة للعيان، ونؤمن أيضًا على الجانب الآخر، أن كل نجاح له من يترصد به لأمر في نفسه ويريد تشويهه والنيل منه وهذه سنة الله في خلقه ولذلك لا يزعجنا كم الافتراء علينا أو الهجوم".