رجل تعرض لظلم في حياته وظل يكافح من أجل الحصول على الرزق الحلال له ولأبنائه، فهو لا يريدهم أن يعانوا في حياتهم مثلما عانى، لم يحن الوقت ليتوقف عن الجلوس في الشوارع باحثا عن قوت يومه.. إنه "عبد ربه عبد اللطيف" الرجل الستيني الذي يجلس في ركن بعيد في أحد الأرصفة بوسط البلد منذ 30 عاما. أكد "عبداللطيف" أنه يعمل في محل " للبراده والخراطة " عندما كان عمره 9 أعوام وظل يعمل فيها قرابة 20 عاما، ولكنه بالرغم من طيلة المدة التي قضاها في هذه الوظيفة إلا أنهم استغنوا عنه في أول عقبة مر بها، لم تكن بإرادته وإنما جهده وتعبه في وظيفته هما ما تسببا في هذه "العاهة" التي لم يقدرها أصحاب العمل وقاموا بطرده والاستغناء عنه برغم طيلة الفترة التي قضاها مخلصا لهم في هذا العمل، أوضح أنه فقد أطراف يده اليمنى قائلا "أصحاب العمل استغنوا عني لما صوابعي اتقطعت والمكنة كلتها". لم يستسلم وبرغم فقدانه لأحد أعضائه المهمة إلا أنه قرر أن يعمل بيد واحدة في تلميع الأحذية في أحد شوارع وسط البلد، وتابع لم أفقد الأمل فقمت بعمل صندوق لتلميع الأحذية وتعاطف معي الكثير من ضباط الشرطة والأمناء بوسط البلد بسبب يدي وتركوني أكل عيش، وأشار أنه يعمل بيد واحدة الآن، وأضاف أن شقيقته وأبناءها الأربعة يعيشون معه في المنزل وذلك لأن زوجها قد وافته المنية قائلا "رزقهم ربنا بيبعته يوم بشتغل وعشرة لا"، وأكد أن هناك أيام لا يمتلك فيها الأموال لإطعام أسرته. وذكر أنه يتمنى أن يجد شقة حكومية منخفضة الثمن بديلا من الشقق التي يتنقل إليها بسبب ارتفاع ثمن الإيجار اليوم وأنه يأمل أن أحد يستمع إليه، فمطلبه ليس كبيرا فهو يحتاج إلى شقة حكومية صغيرة قائلا "بتبهدل أنا وأهلي من بيت إلى آخر"، معللا ذلك بسبب عدم مقدرته على سد الإيجار. وأوضح أن يده لم تمنعه من العمل ولن تعيقه، فهو لابد أن يعمل فلم يعتاد على السرقة أو التسول، مختتما بعبارة: "أبويا وأمي مربيني على الحلال مبعرفش أعمل حاجة غلط لازم أشقى علشان أءكل عيالي".