تشهد حالياً العلاقات بين المطبخ الفرنسى والمطبخ البلجيكى توتراً شديداً بعد أن اختص كل مطبخ لنفسه شرف لقب أول من صنع البطاطس المحمرة فى العالم. ويؤكد الفرنسيون أنهم أول من صنعوا البطاطس المحمرة فى أعقاب اندلاع الثورة الفرنسية، عندما قام الباعة الجائلون على كوبرى نويى بباريس فى عام 1789 بتحمير البطاطس عوضاً عن الخبز بسبب ضعف محصول القمح آنذاك نتيجة للفوضى التى عمت فرنسا فى أعقاب الثورة التى أرست قواعد العدالة والإخاء والحرية. وذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن البلجيكيين يرفضون تماما ادعاءات الفرنسيين ويؤكدون أن صناعة البطاطس المحمرة رأت النور لأول مرة فى التاريخ على ضفاف نهر لاموز الذى يخترق بلجيكا وعدداً آخر من دول أوروبا. ويؤكد البلجيكيون أن أول من حمر البطاطس فى الزيت هم أبناء مدينة نامور بجنوب بلجيكا فعندما هب شتاء قارس على بلجيكا فى منتصف القرن السابع عشر تجمدت مياه نهر لاموز بفعل الصقيع فلم يجد الصيادون فى هذه المنطقة سوى البطاطس لتحميرها بعد أن تجمدت الأسماك التى كانوا يقلونها فى الزيت بوصفها مصدر غذائهم الأول. وترى المؤرخة الفرنسية مادلين فيررير أنه من الصعب تحديد الدولة صاحبة الفضل فى قلى البطاطس لسبب بسيط هو أن البطاطس المحمرة ابنة شرعية لمطبخ الشارع ولذلك فمن الصعب معرفة ما إذا كانت ولدت على كوبرى نويى الذى يعبر نهر السين فى باريس أم على ضفاف نهر لاموز فى مدينة نامور البلجيكية . وفى جميع الأحوال فإن البلجيكيين هم أكثر اعتماداً على البطاطس المحمرة فى طعامهم اليومى من الفرنسيين الذين اشتهروا بالخبز الفرنسى لكن ذلك لا يمنع أن البطاطس المحمرة تعد من الأكلات اليومية للفرنسيين .