لم يصبح ائتلاف الأغلبية بمحض الصدفة، بل وقف خلف عملية تأسيسه قبل انطلاق أعمال مجلس النواب مجموعة من المرشحين المتقاربين فكريًا أو يجمعهم قاسم مشترك، ولو كان الجنرال «سامح سيف اليزل» حافظا على بقاء ائتلاف «دعم مصر» في الصدارة فإن هناك من يقودونه للهاوية تحت راية البرلمانى «محمد زكى السويدي». «السويدي» اتبع أساليب متعددة للحفاظ على كتلة الأغلبية، حتى وإن كان بأى طريقة، فكانت البداية مع رفع شعار «business is business»، لما لا وخليفة اليزل رجل أعمال ناجح بالدرجة الأولى. أحد أساليب احتواء «دعم مصر» تمثلت في عملية التفخيخ الداخلى عبر السفريات البرلمانية للنواب خارجيًا، فحافظ «السويدي» قدر المستطاع على دعم أسماء بعينها، خاصة الأعضاء الوافدين للائتلاف من الأحزاب أو المستقلين، ولم يكونوا أعضاءً بائتلاف دعم مصر، تنفيذًا لمقولة: «أطعم الفم تستحى العين». ولعل أبرز الأسماء التي اجتهد «دعم مصر» في تقوية موقعها بالسفر للخارج بل والتمثيل في اللقاءات المهمة «النائبة مى محمود – عضو القائمة سابقًا عن حزب المصريين الأحرار»، والتي خرجت من الحزب لتعلن جهرًا انتماءها للائتلاف وعضويته. ومؤخرًا عضد «السويدي» عددًا من أعضاء البرلمان المنتمين لأحزاب أخرى، ومنهم: «إبراهيم عبد الوهاب» ليسافر عدة دول، ويلتقى بمسئولين خارجيين؛ لفتح مجالات للحوار والتواصل باسم البرلمان المصري، وكذلك النائب «أحمد على» الذي سافر للخارج؛ لفتح مجالات تعاون بالخارج. ائتلاف «دعم مصر» اتبع أسلوب الإغراء للأعضاء ليزيد من قوته، ويفتت قوى الآخرين الذين يهدفون لتكوين ائتلافات أو كيانات منافسة ولو كانت أقل عددًا، ليظل صاحب الأغلبية المطلقة ومقاليد التحكم تبقى في يد «دعم مصر» دون غيره. مصادر برلمانية مطلعة قالت: إن النائب محمد سليم عضو مجلس النواب عن حزب الوفد تلقى عدة إغراءات من ائتلاف دعم مصر للانضمام لصفوفه، ما دفع النائب للاستقالة من أي مراكز قيادية داخل حزب الوفد، مع الحفاظ على عضويته العادية، ليتمكن من البقاء تحت قبة البرلمان. وجاء استغلال ائتلاف دعم مصر، للنائب سليم، بعد الخلاف الذي وقع بين رئيس الائتلاف محمد زكى السويدي، والوكيل الثانى للبرلمان النائب الوفدى سليمان وهدان، بعد هجوم الأخير على الائتلاف. وبالرغم من «تطييب الخواطر»، الذي تم تحت قبة البرلمان، وباركه الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، بقوله إن النائبين نجحا في وأد محاولة الفتنة والوقيعة تحت القبة إلا أن الأزمة لا تزال بمثابة النار تحت الرماد. تخوف ائتلاف دعم مصر من حزب الوفد أو غيره من الائتلافات يتمثل في تكوين ائتلاف موازٍ يكون منافسًا له في المستقبل أو جبهة موازية. هنا، أكد «عمرو غلاب - نائب رئيس ائتلاف دعم مصر عضو اللجنة الاقتصادية بالبرلمان» أن كل هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، قائلًا: «كلها محض افتراء على الائتلاف»، نافيًا صحة ما تردد عن اللجوء إلى مثل هذه الأساليب لاستقطاب أعضاء البرلمان في الانضمام إليه، مؤكدًا أن مصادر تمويل الائتلاف معروفة، ولا يوجد شخص بعينه ينفق على الائتلاف. «غلاب» تحدث عن أن مصارف ومصادر «دعم مصر» المالية معروفة، وفقًا لما جاء في اللائحة الداخلية له.