شهد عام 2016 العديد من الأحداث والوقائع غير السارة للمواطنين بجميع أنحاء الجمهورية، حتى جعل البعض يصفه بعام النحس على المصريين ولم يكن الأمر يختلف كثيرا بالنسبة لجماعة الإخوان الإرهابية حتى أنه كان الأصعب عليهم منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة وخاصة بأعضاء الجماعة من محافظة أسيوط. وقدم أعضاء جماعة الإخوان هذا العام خسائر فادحة لعل أشدها هي تصفية القيادى البارز بالجماعة "محمد كمال" ابن حى الوليدية بأسيوط، والذي لم ينته الأمر بخسارة حياته وكسر درع أساسى في هيكل الجماعة وإنما أصاب العصب حتى سبب مصرع القيادى نكبة كبرى كان من شأنها اندلاع انقسامات جديدة بين أفراد التنظيم وشق "الكماليون" صف الوحدة في الجماعة. وحسب بيان الداخلية قامت قوات الأمن في 4 من أكتوبر الماضى بتصفية القيادى الإرهابي محمد كمال، أمين اللجنة الإدارية العليا للإخوان، وعضو مكتب الإرشاد وبرفقته ياسر شحاتة على رجب، في تبادل لإطلاق النار في حي البساتين بالقاهرة بعد ورود معلومات للأمن الوطنى تفيد اتخاذ قيادات الجناح المسلح للتنظيم الإرهابي بشقة البساتين مقرًا لاختبائهم والإعداد والتخطيط لعملهم المسلح في المرحلة الراهنة. وبالفعل تم تكثيف الجهود وأسفرت عن تحديد الموقع واستهدفته القوات عقب استئذان نيابة أمن الدولة وأثناء المداهمة تتبادل أعضاء التتظيم إطلاق النار مع القوات مما أدى إلى تصفية القيادى ورفيقه. كانت النيابة وجهت للطبيب القيادى الإخوانى الذي تقلد العديد من المناصب التنظيمية المؤثرة في الجماعة، وآخرها عضو مكتب الإرشاد العام، وإدارة تخطيط وتدبير عمليات التنظيم العدائية بتكليف من الخارج، وكان على رأسها اغتيال النائب العام السابق هشام بركات ومجموعة من ضباط وأفراد هيئة الشرطة والقوات المسلحة، ومحاولة اغتيال المفتي السابق مختار جمعة. جدير بالذكر أن الدكتور محمد كمال، القيادى الإخواني، عضو مكتب الإرشاد، طبيب بشرى من مواليد محافظة أسيوط حى الوليدية ومقيم منطقة الزهراء بالمدينة وهو أستاذ بقسم الأذن والأنف والحنجرة بكلية الطب جامعة أسيوط، وانضم للجماعة في سن 15 عاما حسب تصريحاته وتقلد بها العديد من المهام حتى صار أحد أهم أعضائها. وكان يتولى منصبا هاما في الجماعة منذ قيام ثورة يناير والمسئول الأول عن الجناح المسلح بالتنظيم الإرهابى ولجانه بمحافظات الجمهورية والقائم بتدبير العمليات وتولى عام 2013 مسئولية الإدارة العليا للتنظيم، ولم يقتصر دوره في مكتب الإرشاد للجماعة وإنما كان يمثل أحد أهم أقطاب التنظيم بأسيوط وله كلمته المسموعة لرفاقه وخاصة بجامعة أسيوط التي شغل فيها مناصب هامة وزوجته وأبنائه. كما كان كمال أول من أدخل جراحة مناظير الأنف إلى صعيد مصر في أوائل التسعينيات، وأشرف على مئات من الأبحاث والرسائل العلمية ومتزوج من الدكتورة كوثر أستاذة الهستولوجيا بكلية الطب ونجلته الدكتورة فاطمة الزهراء مدرس مساعد الباثولوجيا بطب أسيوط، وزوجة الإخوانى البارز حسن مختار وله نجلان آخران بالطب وهما الدكتور عبدالله بقسم العظام وعبد الرحمن طبيب بالامتياز، وله نجل ثالث يدعى صلاح الدين بالثانوية العامة. وحكم على محمد محمد كمال الدين، بالسجن المؤبد في قضيتي تشكيل مجموعات مسلحة لتنفيذ عمليات عدائية ضد مؤسسات الدولة، وتفجير عبوة ناسفة خلف قسم ثان أسيوط، كما أنه مطلوب ضبطه في 5 قضايا تفجيرات واغتيالات وحصر أمن دولة. وفى ذات الواقعة خسر التنظيم الإخواني بالجناح المسلح ياسر شحاتة على رجب، المدرس ابن الوليدية بأسيوط، والذي يعد أبرز الكوادر وصاحب الارتباط الوطيد بالقيادي كمال، والمسئول عن تأمينه وحراسته، ونقل تكليفاته العدائية لعناصر الكيانات المسلحة للبدء في تنفيذها والمحكوم عليه بالسجن غيابيًا 10 سنوات في قضية احتجازه مواطنا بالقوة في مقر حزب الحرية والعدالة والتعدى عليه. ولم تنته النكبة عند هذا الحد من كسر درع الجناح المسلح وتصفية القيادى كمال، ولكن كشف قياديان بالجماعة عن حالة من السخط التي سادت بين أفراد التنظيم من قبل جبهة "الكماليون" بعدما تعرضوا لضغط معنوي شديد، داخليا وخارجيا، بعد مقتل زعيمهم، وتجاهل المرشد "محمود عزت" ورجاله لهم، بل وتم التضييق عليهم لمغادرة صفوف الجماعة لميلهم لحمل السلاح واستخدام العنف مما زاد حالة الصراع والانقسام لتضاعف الخسائر. وفى ذات العام تمكنت مديرية أمن أسيوط خلال عام 2016 حسب إحصائيات المديرية لحصاد العام من الكشف عن 3 خلايا إرهابية والقبض على عدد كبير من أفرادها وتصفية آخرين كان أهمها خلية إرهابية مكونة من 4 أشخاص تزعمها مدرس تربية رياضية بمدرسة الروضة بباقور أبوتيج يدعى "محمود.ع.ع" "مدرس أبوتيج، والذي تم ضبطه بدولاب أنشطة المدرسة خاصته متفجرات و6 عبوات ناسفة وأخرى بجوارها وأكدت تحريات الأمن العام بعد القبض على أفراد الخلية واعترافهم أنها كانت معدة لأعمال العنف في احتفالات 30 يونيو متخذين من المدرسة كان لإخفاء المتفجرات. ولم يمر شهران على تلك الواقعة إلا وتمكنت قوات أمن أسيوط من رصد خلية "سواعد مصر" أو حسم الإرهابية بقرية بنى شعران بمنفلوط بمغارة بالجبل الغربى بأسيوط وأسفرت حملة الأمن والمجموعات القتالية من تصفية 3 من أعضاء الخلية صادر ضدهم أحكام بالإعدام والمؤبد في قضايا قتل عناصر شرطية وهم محمد حسين زكى "أبوحمزة" وهو مسئول الجناح المسلح ببنى سويف وعلاء عيس مسئول عمليات الاغتيال وعبد الرحمن جمال زكريا متخصص تصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات. وفى نهاية العام أحبطت قوات الأمن بالمحافظة ترتيبات تنظيم إرهابى أعد مخزن متفجرات ورسومات كروكية للمواقع شرطية وكنائس لاستخدامها في تفجيرات باحتفالات رأسي السنة، وذلك خلال حملة أمنية للبحث عن "أمير موريس" صيدلى قبطى مختطف" بمركز ساحل سليم وعثورهم على المخزن بقرية "الجمسة" التابعة للمركز وكشف أسباب وجود المتفجرات قبل استخدامها في أي محاولة لتعكير الأمن العام. وقال مصدر رفيع المستوى في تصريحات خاصة ل«فيتو» إن المديرية تمكنت من القبض على 16 شخصا من أهم الكوادر الإخوانية بتهمة الانضمام لجماعة محظورة، وكذلك تم تجميد أنشطة عدد من الجمعيات الإخوانية والحكم على أكثر من 400 شخص من أفراد الإخوان بالسجن المشدد مما جعل عام 2016 عام النحس الأسود على الإخوان بأسيوط.