حمل فهد المصرى - المتحدث الإعلامى للقيادة المشتركة للجيش السورى الحر - جماعة الإخوان المسلمين المسئولية عن تفكك المعارضة وتشرذمها، بسبب أهدافها للسيطرة على إداء الائتلاف الوطنى المعارض، وكشف فى حوار أجرته معه "فيتو" أن جماعة الإخوان قامت بالاستيلاء على أموال التبرعات التى منحتها بعض الدول إلى الشعب السورى، وقامت بتحويلها إلى "مال سياسى"، قسمته حسب رغبتها على المناطق، وقامت من خلالها بإنشاء قوى عسكرية خاصة بهم ينفقون على تسليحها من هذه الأموال، بالإضافة إلى زيارة سرية قام بها بعض القيادات الإخوانية إلى إيران. وقال: "إن لدينا معطيات ووثائق وملفات كثيرة سنفتحها تباعا إن اضطررنا لذلك، وهى معطيات يندى لها الجبين، فالإخوان المسلمون يمسكون بمفاصل إدارة "المجلس الوطنى والائتلاف"، وهذا انعكس فى الداخل، فقد ساهموا فى دعم مناطق على حساب مناطق أخرى، ودعم أطراف وجهات على حساب الكلمة، ومن تلك الممارسات ما حدث من خلال الهبات والتبرعات والمنح وأشكال الدعم الأخرى المعطاة أساسا للشعب السورى كأمانة بين أيديهم تحكموا بها كما شاءوا، وحولوه إلى "مال سياسى" أعطوا قسما منه لمن يرضون عنهم ومنعوه عن الكثيرين، وكنت شاهدا على واحدة من هذه القضايا. المصرى موضحًا أن الإخوان منعوا المال عن مئات القرى السورية فى إحدى المحافظات، ومنعوا تقديم السلاح والذخيرة عن أحد المجالس العسكرية لأنهم غير راضين عن القائد العسكرى، رغم تعرض محافظته لقصف وتدمير لم تشهده أغلب المدن السورية، كما شرعوا منذ أكثر من سنة فى بناء قوى عسكرية تخضع لأوامرهم وقيادتهم المباشرة، وكل ذلك أثار الحساسية والمشاكل على الأرض فى مواجهة أعتى أنظمة القتل والإرهاب، ودفع القيادة المشتركة للجيش السورى الحر لاستصدار هذه الرسالة المفتوحة الموجهة للجماعة ومن يواليها، لعل وعسى أن يصلحوا ما أفسدوه، وكنا نتمنى لو أن الجماعة عملت على إصلاح بيتها الداخلى ووضع حد لصراعات الكتل داخل الجماعة، وبشكل خاص "كتلة حلب" و"كتلة حماة" بدلا من محاولات الهيمنة وإفشال المشروع المعارض. وحول مآخذه الأخرى على الجماعة - بالإضافة لقضية الهيمنة والمال السياسى- يقول: يجب ألا تنسى الجماعة التى زار وفد من قيادتها طهران منذ فترة ليست ببعيدة خلال الثورة السورية، وإيران هى التى تشارك النظام السورى فى عمليات القتل والتدمير الممنهج، أن الشعب السورى العظيم هو الذى قام بهذه الثورة العظيمة وليس أى فصيل سياسى أو معارض، وهذا الشعب سيحاسب كل من أجرم بحقه وأساء له ولثورته بعد انتصاره القريب الذى يلوح فى الأفق، وسوف نُذكر فاروق طيفور وغيره أن الشعب السورى الذى سيحاسب كل من ارتكب جريمة بحقه فى الثورة وسيحاسب أركان النظام الذين شاركوا فى مجازر الثمانينيات ومأساة حماة، وعلى رأسهم السفاح رفعت الأسد ويحاسبكم معه، كما نقول لجماعة الإخوان: إن تخزين السلاح والذخائر فى بعض المواقع ومنعها عن قادة الميدان للقيام بواجبهم الوطنى لا يخدم الشعب السورى ولا ثورته المجيدة، بل يؤخر الانتصار المحتوم. وأكد المصرى أن جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا - وبدعم من بعض أطراف إقليمية ودولية - يعلمون أنهم لن يتمكنوا من استلام السلطة فى الحالة الديمقراطية، لذلك هم يسعون لاقتناصها ومهما كلف الثمن من دماء الشعب السورى، وشخصيا أعتقد أن الجماعة لديها الرغبة فى تأخر الثورة لعدة سنوات إضافية ريثما تتمكن من بناء قواعدها التى فقدتها بعد أن هرب قادتهم من الداخل إبان أحداث الثمانينيات، وأعتقد أن من يعرف تاريخ سوريا - فى الفترة الديمقراطية- يعلم تماما ماذا كان حجم الجماعة فى الشارع السورى وفى الحياة السياسية السورية عندما كانت ملتزمة بأدبياتها وأخلاقياتها. ويضيف: نحن نندهش بالفعل، كيف لم تستفد الجماعة من التجربة الديمقراطية فى البلدان التى عاشوا فيها فى المنافى الغربية لسنوات طويلة، كبروا وهرموا فيها، وفى ذات الوقت نستغرب كيف يمارسون سياسات الإقصاء والتهميش والإبعاد والاستبداد التى ثار شعبنا ضدها، وأن من هادن النظام وجمد معارضته حتى أيام معدودة من بدء الثورة السورية المجيدة لا يستحق أن يدعى قيادتها، فالثورة لها أهلها وقادتها. وحول دور إخوان مصر فى تحريك الأمور داخل الائتلاف السورى المعارض يقول المصرى: إخوان مصر موجودون فى الداخل وعملوا لسنوات طويلة فى الداخل المصرى، فى حين أن الجماعة فى سوريا موجودة فى الخارج لعقود طويلة وفقدت قواعدها وجمهورها، وجماعة الإخوان المسلمين فصيل مهم فى المعارضة، ونتمنى أن يستفيدوا من تجارب الآخرين، وبشكل خاص تجربة الإسلام السياسى فى تركيا وماليزيا. وعن رؤيته للتقارب (المصرى - الإيرانى) رغم الخلاف المعلن بشأن الثورة السورية يقول: مصر دولة عربية كبيرة ذات سيادة، دولة مركزية لها دورها ووزنها وثقلها السياسى والإنسانى وإرث حضارى عظيم، وننظر لموقفها من قضية الشعب السورى نظرة إيجابية وطيبة، والشعب المصرى احتضن اللاجئين والمعارضين السوريين، ويشاركون معنا فى آلامنا وآمالنا، لكننا نقدر أن مصر عندما تستعيد عافيتها ستعود إلى ريادتها ودورها الطبيعى القيادى فى المنطقة، والمصرى مثل السورى، قادر على صنع المعجزات عندما تتوفر الإمكانات، ونقدر للشعب المصرى العظيم رفضه التطبيع مع إيران. المصرى مستدركا: لكننا نستغرب سر هذا التقارب بين القاهرةوطهران، فالقيادة المصرية تعلم تماما الدور الإجرامى الذى تمارسه إيران بحق الشعب السورى، وتعلم أيضا تفاصيل ودقائق المشروع الإيرانى للمنطقة، ولديهم المعلومات الكافية حيال ذلك, وسبق أن قلت: إن لم يتدخل المجتمع الدولى وبشكل سريع فإن سوريا ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات، وأن السوريين سيضطرون لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، وهذا حصل، وقلت أيضا: إن المجتمع الدولى إن لم يتدخل عسكريا بضربات جوية لمفاصل النظام العسكرية والأمنية فإن سوريا ستصبح ملاذا خصبا للراديكاليين والأصوليين القادمين من العالمين العربى والإسلامى، وهذا حصل، وقلت أيضا: إن المجتمع الدولى إن لم يتدخل واستمر فى التخاذل والتقاعس لحماية الشعب السورى فإن الجميع سيدفع الثمن لإعادة الأمن والاستقرار ليس إلى سوريا فحسب بل إلى كل المنطقة، وما يحدث فى سوريا ناتج عن التخاذل الدولى وعدم الاستجابة لمطالب الشعب السورى، فلم يحدث تدخل دولى ولا ممرات إنسانية ولا مناطق آمنة ولا حظر جوى، بل ترك الشعب يذبح أمام عيون العالم وهذه ستكون وصمة عار فى جبين الجامعة العربية والأمم المتحدة.