كارثة "نفوق المواشى" بسبب انتشار فيروس الحمى القلاعية أصبحت عرضا مستمرًا في محافظة المنيا وخاصة في مركز "أبوقرقاص"، جنوبالمنيا، في ظل أمصال لا تشفى ولا تغنى من جوع. يأتي ذلك في ظل ارتفاع عدد المواشي النافقة لتكشف عن انتشار المرض بشكل سريع وانتقاله من البقر للجاموس ورغم أن مسئولى الطب البيطرى يقومون دوريا بتحصين الحيوانات إلا أن تلك الأمصال بلا فائدة، فازدادت حدة المخاوف من مرض الحمى القلاعية مع اتساع نطاق حالات النفوق والإصابة بين المواشي "أبو قرقاص البلد"، وفي محاولة من الطب البيطرى للسيطرة على انتشار المرض. ففى البداية يقول كمال يوسف شحاتة، من أهالي القرية: "إن الحمى القلاعية تأتى في فصل الصيف مع ارتفاع درجة حرارة الجو، إلا أن الفيروس فاجأنا في فصل الشتاء، ففى الأيام القليلة الماضية، أصيبت 90 % من مواشى "أبو قرقاص البلد" بالحمى، وانتقل الفيروس بطريقة سريعة جدا، فقد أصيبت المواشي بارتفاع في درجات حرارة، وضعف عام رغم أن حالة الجو العام باردة، وبعد ما كشفنا عليها تأكدنا من إصابتها بمرحلة متطورة من المرض". وذكر شحاتة: "أقوم برعاية أكثر من 6 مواشي، فقد نفقت الأسبوع الماضى ماشية تقدر ثمنها 24000 جنيه، ناهيك عن امتداد الفيروس إلى معظم المواشي"، مؤكدا أن الطب البيطرى يقوم بتحصين العجول بشكل دائم ولكن تلك التحصينات لم تمنع الفيروس. وذكر أن الظاهرة بدأت تظهر على مواشي "أبوقرقاص البلد"، عن طريق ارتفاع درجة حرارة الحيوان في فترة تتراوح بين 24 و36 ساعة، وفي هذه الفترة يكون الحيوان ناقلا للعدوى بدرجة كبيرة، حيث يفرز الفيروس في اللعاب واللبن والبراز، بالإضافة إلى تورم شفتها مع سيل اللعاب بشدة من فم الحيوانات ليصل إلى الأرض على هيئة خطوط فضية طويلة، وانتشار فقاعات مائية في الفم والبلعوم واللثة، وعادة ما تنفجر وتترك قرحًا مؤلمة ملتهبة، لدرجة أنها تمنع الحيوان من تناول العلائق، وتسبب فقد الشهية. وعلى جانب آخر، يقول إبراهيم كمال كامل، أحد أهالي القرية، إن الحمى القلاعية قضت على العديد من مواشي القرية، ولدى 6 عجول من بينها 4 عجول مصابة وفى طريقها إلى الموت. وأضاف: "جميع عجول القرية ظهرت عليها فقاعات مائية على الأقدام، التي تتقرح وتلتهب فتظهر الحويصلات بين الأظلاف مما يسبب للحيوانات المصابة بهذا المرض صعوبة في المشي والحركة وتسبب عرجا بالأرجل". وفى سياق متصل، قال النائب "مجدى ملك"، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن قطاع الطب البيطرى لا يقوم بدوره بالشكل المنوط به منذ 20 عاما، وذلك نتيجة تبعيته المباشرة لوزارة الزراعة. وطالب باستقلال مصلحة الطب البيطرى عن وزارة الزراعة، خاص بانتشار الحمى القلاعية، وأن تكون هيئة مستقلة، حتى تسهل محاسبة العاملين بها على إهمالهم، مع ضرورة تعيين عدد جديد من الأطباء البيطريين وضخ دماء جديدة في هذا القطاع الحيوى.