تسبب نقص عدد الحضانات الحكومية وارتفاع أسعار الحضانات الخاصة، في محافظة أسيوط، إلى ما يزيد عن ألفي جنيه في الليلة، حال توافرها، في وفاة عدد كبير من الأطفال حديثى الولادة. «فيتو» رصدت خلال التقرير التالى أزمة نقص الحضانات بالمستشفيات الحكومية وأسبابها وارتفاع أسعارها في المراكز الخاصة، حتى باتت قلة الحضانات كارثة تؤرق عددا كبيرا من أهالي المواليد الجدد والمبتسرين وتهدد بإزهاق أرواحهم خاصة مع ارتفاع نسبة الفقراء الذين يزيد عددهم عن نسبة 69 % من إجمالي سكان المحافظة. تقارير الصحة وأكدت تقارير مديرية الصحة بأسيوط أن المحافظة بكاملها ليس بها إلا 230 حضانة منها أكثر من 100 حضانة في المراكز الخاصة والتي تشهد ارتفاعا جنونيا في الأسعار، كما تشير الإحصائيات الحديثة للمديرية، إلى أن عدد المواليد في المحافظة يتعدى سنويا 115 ألف مولود، وتبلغ نسبة الأطفال ناقصي الوزن منهم 10% أي ما يقرب من 10 آلاف مولود سنويا، بما يساوي 800 مولود شهريا، جميعهم في حاجة ماسة إلى الحضانات. تزايد الوفيات ومع زيادة عدد وفيات المحافظة من المواليد، قام الاتحاد الأوروبي ببناء مستشفى أطفال أسيوط الجامعى ومراكز النساء والولادة وصحة المرأة بمنحة أوروبية للحد من الأزمة التي تلاحق فقراء المحافظة وتدنى المستوى الصحى إلا أن الأزمة عادت هذه الأيام تتفاقم من جديد. يقول جمال راتب عبد العزيز موظف، عانينا الأمرين حين وضعت نجلتى وليدتها الأولى في الشهر السابع، وكانت تعانى نقصا في النمو وبمجرد الوضع أمر الطبيب بإيداع الطفلة بحضانة، إلا أننا لم نجد حضانة فارغة في المستشفيات الحكومية وحتى مستشفى الجامعة لم توافق على استقبالنا، فاتصلنا بمركز خاص وأكد أن ليلتها تتكلف 1500 جنيه وحينما توجهنا له وجدنا الحضانة قد شغلت وفارقت حفيدتي الحياة لعدم توافر حضانات.
مصاريف صعبة ويضيف راضى عثمان عامل أجرى مقيم مركز البدارى، مصاريف إيداع نجلي محمود في الحضانة لفترة لم تتجاوز الأسبوع كلفتني بيع مصوغات زوجتي، لأتمكن من دفع تكاليف حضانة خاصة تابعة لمستشفى استثماري، بعد أن أخبرني مسئولو أحد المستشفيات المركزية أن الحضانات كاملة العدد وكان طفلي يعانى من نقص حاد في كريات الدم وتكلفت الليلة الواحدة أكثر من 1200 جنيه.
وأكد عثمان أن المستشفيات الحكومية يتم حجز الحضانات بها بالوساطة والمحسوبية حتى أن إحدى السيدات التي وضعت في نفس توقيت زوجتى تم استقبال رضيعها بحضانة المستشفى بنفس توقيت رفضهم لطفلنا. نقص التمريض وفى ذات السياق، تقول الدكتورة زينب محيي الدين مدير مستشفى الأطفال الجامعى والذي شهد مؤخرا إغلاق 24 حضانة أطفال بسبب نقص التمريض "إن المستشفى يعانى عجزا صارخا في التمريض يصل لأكثر من 60% مما أدى إلى إغلاق معظم وحدات المستشفى والخاصة بالمبتسرين وحديثى الولادة، مشيرة إلى أن المستشفى يخدم 8 محافظات بالصعيد ويستقبل أكثر من 3 آلاف حالة ولادة شهريا منها 900 حالة من الأطفال في حاجة للحضانات بعد الولادة، بينما عدد الحضانات الفعلي في مستشفى لم يكمل ال30 حضانة مما يضطر الوحدة إلى رفض استقبال الكثير من المواليد. قوائم الانتظار وأوضحت مديرة المستشفى أن عدد الوفيات للأطفال في المحافظة يزداد، إما لقلة عدد الحضانات أو لوجود قوائم انتظار طويلة لعدد من أطفال الجراحات العاجلة وخاصة أن المستشفيات تعد دور رعاية طبية من المستوي الثالث، التي تستقبل كل الحالات الحرجة التي لم تستجب للعلاج في وحدات الرعاية الصحية للأطفال في محافظات الصعيد. وأكدت "محيي الدين" أن المستشفى ناشد وزارة الصحة أكثر من مرة لإعادة التوزيع العادل لممرضات بين الوحدات الصحية والمستشفى الجامعى من خلال بروتوكول تعاون بين الوزارة ووزارة التعليم العالى للحد من أزمة إغلاق معظم أقسام المستشفى ورفع شكوى عاجلة من رئيس الجامعة إلى جميع المسئولين، ولم يستجب أحد.. مما يضع كثيرا من الأطفال على قوائم الانتظار خاصة من المبتسرين وحديثى الولادة والعناية المركزة وحتى أقسام علاج التشوهات والجراحات.