أكد عدد من خبراء السياحة أن عودة مشروعات التدريب للعاملين في مجال السياحة في الوقت الحالى خطوة مهمة نظرا لأننا في وقت يشهد بداية لعودة حركة السياحة الدولية إلى مصر، وكان لا بد من الاستعداد بكوادر مدربة في ظل تسريح عدد كبير من العمالة السياحية خلال الأزمة السياحية التي واجهتها مصر على مدى السنوات الست الماضية. وقال إلهامى الزيات رئيس الاتحاد المصرى السابق للغرف السياحية، إن الأزمة أدت إلى هجرة غالبية العمالة المدربة من الفنادق والقرى السياحية والعمل في دول أخرى وكان يجب الاستعداد لعودة السياحة الدولية بتوفير كوادر بديلة تجنبا لحدوث انتكاسة سياحية في حالة الاستعانة بعمالة غير مدربة مثلما يحدث الآن في غالبية الفنادق. وأضاف الزيات أن تلك الخطوة تأخرت كثيرا لأن تدريب العمالة بشكل جيد يتناسب مع مقومات مصر السياحية يحتاج إلى وقت كبير، مشيرا إلى أن توقف مشروع التدريب الذي كان يقوم به الاتحاد منذ عدة سنوات يعتبر من أكبر الأخطاء التي وقع فيها القطاع السياحى المصرى بالإضافة إلى تهالك عدد كبير من الفنادق بشكل لا يؤهله لاستقبال السياحة الوافدة. وحذر الزيات جميع أصحاب الفنادق من استقبال السياحة الأجنبية بفنادقهم قبل تطويرها لأن ذلك من شأنه الإساءة للمقصد السياحى المصرى بشكل كبير يحتاج إلى سنوات عديدة لإعادة الثقة فيه مرة أخرى، مشيرا إلى ضرورة قيام قيادات العمل السياحى المصرى من القطاعين الرسمى والخاص بإيجاد طريقة سريعة لقيام البنوك بمنح الفنادق والقرى السياحية المتهالكة وخاصة المغلقة قروضا لإعادة تأهيلها لاستقبال السائحين. وكان الاتحاد المصري للغرف السياحية قد عقد اجتماعا برئاسة نورا على وأعضاء اللجنة المؤقتة للاتحاد والدكتورة سها بهجت مدير قطاع السياحة لمشروع دعم وإصلاح التعليم الفني والتدريب المهني المعروف ب"TVET 2"، لمناقشة الاتفاق الخاص بتدريب العاملين على مستوى الجمهورية في قطاع السياحة وذلك منذ توقف مشروع التدريب منذ عدة سنوات. وأشارت نورا على رئيس اللجنة المكلفة بتسيير أعمال الاتحاد المصري للغرف السياحية إلى أن المشروع الذي يجمع بين الاتحاد المصري للغرف السياحة و"TVET" يهدف إلى إصلاح وتطوير وتدريب العاملين بالقطاع السياحي بجميع المستويات من أجل النهوض بمستوى الخدمات السياحية، ورفع كفاءة العاملين عن طريق تطوير البرامج الموجودة حاليا واستحداث برامج جديدة تواكب مقتضيات التطور التكنولوجي في صناعة السياحة، وسيتم إنشاء مركزين للتدريب والتعليم والتطوير السياحي الأول في سوهاج والآخر في وسط القاهرة لعمل الدورات التدريبية اللازمة، وسوف يتم الربط بين القطاع الخاص وقطاع التعليم الفني الفندقي. وأكدت نورا اهتمام الاتحاد المصري للغرف السياحية بإنجاز هذا المشروع في أقرب وقت لأهميته القصوى بالنسبة لصناعة السياحة التي تشهد تراجعا ملحوظا في الوقت الراهن، الأمر الذي ينبغي معه سرعة الاهتمام بالكوادر العاملة والمتعاملة مع السائح في القطاع سواء في المطارات أو الفنادق أو المطاعم أو أي منشأة تتعامل مع السائح، وذلك عن طريق نشر الثقافة المجتمعية الجاذبة للسياحة والتوعية السياحية لجميع العاملين والمتعاملين في القطاع. وأكدت الدكتورة سها بهجت مدير قطاع السياحة بالمشروع أن السياحة تعد أهم ركن يدعمه المشروع الممول من الاتحاد الأوروبي ب 67 مليون يورو بالإضافة للدعم المقدم من الحكومة المصرية، وحدد الاتحاد الأوروبي لدعم قطاع السياحة أكثر من ثلث ميزانية المشروع. وقالت إن المشروع يقوم على تطبيق المكونات الثلاثة وهي الحوكمة وجودة التعليم والانتقال لسوق العمل في هذا القطاع الذي يعاني حاليا من مشكلات عديدة. وأشارت إلى أن العنصر البشري أهم مكون في هذه الصناعة التي يعتبرها الخبراء صناعة تصديرية في المقام الأول، ولكن يفتقد القطاع السياحي جودة التعليم الفندقي بالإضافة إلى افتقاد العمالة المدربة المؤهلة للعمل، ويحتاج التدريب إلى موارد تغطي تكاليفه بصورة مستدامة في إطار آليات متابعة التنفيذ الدوري لدورات تدريبية مستمرة، وهذا هو الدور الذي يقوم به المشروع للنهوض بالقطاع السياحي وحتى يتمكن من العودة إلى سابق عهده بما يتناسب مع مكانة مصر السياحي.