نشرت جريدة الأحرار، فى عددها الأسبوعى 7 أبريل 1978 موضوعا حول جلسة مجلس الشعب التاريخية التى فصل فيها الشيخ عاشور محمد نصر النائب البرلمانى عن دائرة الجمرك بالإسكندرية كتبته الصحفية ليلى عبدالسلام قالت فيه: "افتتحت جلسة مجلس الشعب بالنائب مصطفى كامل مراد رئيس حزب الأحرار يتحدث عن سوء حالة رغيف الخبز، وإذا بأحد الأشخاص يدخل حاملا سلة بها أرغفة من الخبز الجيد الناصع البياض ووقف النائب محمد عبدالشافى يقول إن هذا الخبز من تأليف وزير التموين. حدث هرج ومرج من أعضاء حزب الأغلبية (مصر) ووقف الشيخ عاشور محمد نصر النائب السكندرى المعارض ليتحدث فطلب منه سيد مرعى رئيس المجلس الجلوس فورا. هنا رد الشيخ عاشور بانفعال شديد: "أنا خارج"، فرد عليه مرعى "مع السلامة"، فهم عاشور بالخروج قائلا "ده مش مجلس الشعب ..ده مسرح مجلس الشعب". فأعلن رئيس المجلس إحالة عاشور إلى اللجنة التشريعية لإهانته المجلس قائلا: "ليتفضل الشيخ عاشور خارج الجلسة"، ووافق الأعضاء على الإحالة، فهتف الشيخ "يسقط أنور السادات"، ورد أعضاء الأغلبية "يعيش أنور السادات .. يسقط كل المذبذبين"، مطالبين بمحاسبته على ما قاله وإسقاط عضويته، وفقد مرعى السيطرة على الجلسة قائلا: "عضو شاذ لا يجوز أن ينتمى لمؤسسة دستورية"، فاستنكر الدكتور حلمى مراد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد الذى ينتمى إليه عاشور هذا الوصف واصفا ما فعله بأنه تصرف فردى، وأفاض علوى حافظ فى مدح السادات واستنكر عبدالفتاح حسن ما صدر عن الشيخ عاشور. اجتمعت اللجنة التشريعية فى اليوم التالى لمناقشة تقرير اللجنة التشريعية إسقاط العضوية عن النائب الوفدى الشيخ عاشور، وأرفق التقرير بموافقة خُمس الأعضاء منهم بعض رموز الوفد والمعارضة مثل النائب عادل عيد. حاول الشيخ عاشور تبرير انفعاله بمعاناة الناس وسوء المعيشة وأنه يسكن المساكن الشعبية سيئة المرافق، إلا أن اللجنة أعلنت إسقاط العضوية عنه ليعتزل عاشور العمل السياسى ولم يخرج من الإسكندرية حتى وفاته.